المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

مرض اللفحة المتأخرة في الطماطم والبطاطس
26-6-2016
Definitions
25-4-2018
Jevons, Number
17-1-2021
تفسير الأية (66-72) من سورة مريم
4-9-2020
عربية القرآن لا عروبيته
9-05-2015
الموسيقى والاضرار الأخلاقية
2023-11-20


فضائل ومناقب السجاد (عليه السلام)  
  
3967   06:02 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص375-379.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

أخبرني الحسن بن محمد عن جده، قال : حدثني شيخ من اليمن قد أتت عليه بضع وتسعون سنة، قال : أخبرني به رجل يقال له عبيد الله بن محمد، قال : سمعت عبدالرزاق يقول : جعلت جارية لعلى بن الحسين (عليه السلام) تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فنعست فسقط الابريق من يد الجارية فشجه فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية : ان الله تعالى يقول : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران : 134] ؟ قال : قد كظمت غيظي، قالت {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران : 134] ؟ قال لها : عفى الله عنك، قالت : {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران : 134]؟ قال : اذهبى فانت حرة لوجه الله عزوجل.

وروى الواقدي، قال : حدثني عبدالله بن محمد بن عمر بن علي (عليه السلام)  ، قال : كان هشام بن اسماعيل يسئ جوارنا ولقى منه على بن الحسين (عليه السلام)  أذى شديدا، فلما عزل امر به الوليد ان يوقف للناس، قال : فمربه على بن الحسين (عليه السلام) وقد اوقف عند دار مروان.

قال : فسلم عليه وكان على بن الحسين (عليهما السلام) قد تقدم إلى حامته أن لا يعرض له أحد.

وروى ان على بن الحسين (عليهما السلام) دعى مملوكه مرتين فلم يجبه، ثم أجابه في الثالثة، فقال له : يا بنى أما سمعت صوتي؟ قال : بلى، قال : فما بالك لم تجبني؟ قال : أمنتك، قال  : الحمدلله الذى جعل مملوكي يأمنني.

أخبرني ابومحمد الحسن بن محمد بن يحيى، قال  : حدثني جدى، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد قال  : حدثنا ابن أبى عمير عن عبدالله بن المغيرة عن أبى جعفر الاعشى، وعن أبى حمزة الثمالي، عن على الحسين (عليهما السلام) قال : خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكيت عليه، فإذا رجل عليه ثوبان ابيضان ينظر في تجاه وجهى، ثم قال  : يا على بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر والفاجر؟ قال : قلت  : ما على هذا أحزن وانه لكما تقول، قال : فعلى الآخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر؟ قال  : قلت  : ولا على هذا أحزن وانه لكما تقول، قال : فغلام حزنك؟ قلت  : أتخوف من فتنة ابن الزبير ! فضحك ثم قال : يا على بن الحسين هل رأيت أحد أقط توكل على الله فلم يكفه؟ قلت : لا، قال  : يا على بن الحسين هل رأيت احدا قط خاف الله فلم ينجه؟ قلت  : لا، قال : يا على بن الحسين هل رأيت احدا قط سئل الله فلم يعطه؟ قلت  : لا ثم نظرت فإذا ليس قدامى احد.

اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد، قال  : حدثنا جدى أبو نصر قال : حدثنا عبدالرحمن بن صالح، قال  : حدثنا يونس بن بكير عن ابن اسحق، قال  : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه لا يدرون من أين يأتيم، فلما مات على بن الحسين (عليهما السلام) فقدوا ذلك. اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد قال : حدثني جدى قال : حدثنا أبو نصر قال : حدثنا محمد بن على بن عبدالله، قال : حدثني أبى قال : حدثنا عبدالله بن هارون، قال : حدثني عمرو بن دينار، قال : حضرت زيد بن اسامة بن زيد الوفاة، فجعل يبكى فقال على بن الحسين (عليهما السلام) : ما يبكيك؟ قال : يبكيني ان على خمسة عشر ألف دينار، ولم أترك لها وفاء، قال : فقال له على بن الحسين (عليهما السلام) : لا تبك فهي على، وانت منها برئ فقضاها عنه .

وروى هارون بن موسى قال : حدثنا عبدالملك بن عبدالعزيز ، قال : لما ولى عبدالملك ابن مروان الخلافة رد إلى على بن الحسين (عليهما السلام) صدقات رسول الله (صلى الله عليه واله) وصدقات على بن ابي طالب (عليه السلام) وكانتا مضمومتين، فخرج عمربن على إلى عبدالملك يتظلم إليه من نفسه، فقال عبدالملك أقول كما قال ابن ابى الحقيق:

                  إنا اذا مالت دواعي الهوى * وأنصت السامع للقائل

                    واصطرع الناس بألبابهم * نقضى بحكم عادل فاصل

                    لا نجعل الباطل حقا ولا * نلط دون الحق بالباطل

                      نخاف ان نسفه احلامنا * فنخمل الدهر مع الخامل

اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد قال : حدثني جدى قال حدثنا ابوجعفر محمد بن اسماعيل، قال : حج على بن الحسين (عليهما السلام) فاستجهر الناس من جماله وتشوفوا له، وجعلوا يقولون : من هذا من هذا ؟ تعظيما له واجلالا لمرتبته ؟ وكان الفرزدق هناك فانشأ يقول :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقى النقي الطاهر العلم

يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضى حياء ويغضى من مهابته * فلا يكلم الا حين يبتسم

أي الخلائق ليست في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم

من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الامم

إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم

أخبرني ابومحمد الحسن بن محمد عن جده قال : حدثنا داود بن القاسم، قال : حدثنا الحسين بن زيد، عن عمه عمربن على عن أبيه على بن الحسين (عليهما السلام) انه كان يقول : لم أرمثل التقدم في الدعاء ، فان العبد ليس تحضره الاجابة في كل وقت.

وكان مما حفظ عنه (عليه السلام) من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن عقبة إلى المدينة : رب كم من نعمة أنعمت بها على قل لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني، يا ذا المعروف الذى لا ينقطع أبدا، واذا النعماء التى لا تحصى عددا، صل على محمد وآل محمد وادفع عنى شره فاني ادرأ بك في نحره، واستعيذ بك من شره.

فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال انه لا يريد غير على بن الحسين (عليهما السلام) فسلم منه، واكرمه وحباه ووصله.

وجاء الحديث من غير وجه ان مسرف بن عقبة لما قدم المدينة ارسل إلى على بن الحسين (عليهما السلام) فأتاه ، فلما صار إليه قربه واكرمه و قال له : وصانى أمير المؤمنين ببرك وصلتك وتمييزك من غيرك، فجزاه خيرا ثم قال لمن حوله : اسرجوا له بغلتى، وقال له : انصرف إلى أهلك فاني أرى أن قد أفزعناهم وأتعبناك بمشيك الينا، ولو كان بأيدينا ما نقوى به على صلتك بقدر حقك لوصلناك، فقال له على بن الحسين (عليهما السلام) : ما أعذرني للأمير وركب، فقال مسرف لجلسائه : هذا الخير الذى لا شر فيه مع موضعه من رسول .

وجاءت الرواية ان على بن الحسين (عليهما السلام) كان في مسجد رسول الله (صلى الله عليه آله) ذات يوم اذ سمع قوما يشبهون الله بخلقه، ففزع لذلك وارتاع، ونهض حتى اتى قبر رسول الله (صلى الله عليه واله) فوقف عنده و رفع صوته يناجى ربه فقال في مناجاته له : إلهى بدت قدرتك ولم تبد هيئة جلالك فجهلوك وقدروك بالتقدير على غيرما أنت به شبهوك، وأنا برئ ياإلهى من الذين بالتشبيه طلبوك، ليس كمثلك شيء إلهى ولم يدر كوك، فظاهر ما بهم من نعمة دليلهم عليك لوعرفوك وفي خلقك يا إلهى مندوحة عن أن يناولوك بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك، واتخذوا بعض آياتك ربا فبذلك وصفوك فتعاليت يا إلهى عما به المشبهون نعتوك .

فهذ اطرف مما ورد من الحديث في فضائل زين العابدين (عليه السلام) ؛ وقد روى عنه فقهاء العامة من العلوم مالا تحصى كثرة، وحفظ عنه من المواعظ والادعية وفضائل القرآن والحلال والحرام والمغازي والايام ما هو مشهور بين العلماء، ولو قصدنا الى شرح ذلك لطال به الخطاب، وتقضى به الزمان، وقد روت الشيعة له آيات ومعجزات وبراهين واضحات لم يتسع لذكرها هذا المكان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.