أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-6-2022
1838
التاريخ: 11-9-2016
2439
التاريخ: 7-3-2021
3001
التاريخ: 9-9-2020
2215
|
إذا لم يكن من الممكن إعادة بناء الأطفال في العائلة المضطربة فهو على الأقل من الأمور الصعبة ويندر تحقيقها.
القصد من العائلة المضطربة هي التي لا يحظى فيها الطفل بدعم ورعاية الأب أو الأم أو كليهما، وهي التي ينشب بين أعضائها الخلاف ويقل فيها ابراز العاطفة للطفل ولا يحكم أعضاءها ضوابط ونظام معين وغالباً ما يغيب الوالدان عن العائلة والطفل.
هذه الأمور توجِد في الطفل حالات الشعور بانعدام الأمن والعزلة والخلق السيء والعصيان والطغيان وسوء التصرف ولو أريد إصلاح تمرده وهذه الحالات الشاذة فلا بد من إخضاع العائلة للنظام والضوابط.
1ـ العلاقة مع الطفل: يلعب تعامل الوالدين مع الطفل وتحدثهما إليه دوراً مفصلياً في العلاقة القائمة بينهما، وبعبارة أخرى إنهما قادران بهذه الوسيلة على أن يفتحا باب العاطفة والمحبة على مصراعيه أمام الطفل أو أن يضعا حداً لهما.
لا ينبغي للوالدين أن يحملّا الطفل الصغير أمراً فوق طاقته أو أن يتوقعا منه التصرف كشخص كبير. إن الطفل ينشد مراعاة العدل والقسط أكثر من غيره ولذا يعتبر أن من الظلم ومن غير المنطق أن يطلب منه التصرف كما يتصرف الكبار في الوقت الذي يتوقع من الوالدين أن يكونا أعقل وأكثر حنكة منه.
يجب أن يكون الوالدان متفقين في عملية تربية وإصلاح الطفل ولا يسمحا بما يمهّد لضياع واضطراب الطفل ولا يتصرفا بما يجعل الطفل حيراناً أمام أوامرهما المتضادة ولا يدري ماذا عليه أن يفعل.
حتى نهر الوالدين والمربين للطفل يجب أن يكون وفق مقررات وضوابط معينة شأنها في ذلك شأن التشجيع والتحفيز، وإلا زاد الشعور بالإعتداء والطغيان والوقوف بوجه الوالدين لدى الطفل فينبري – مهما كان الأمر – للدفاع عن منزلته ومقامه.
في الوعد والوعيد: يجب الإلتزام بموضوع الوعد والوعيد وتنفيذهما على صعيد العملية التربوية.
إن كثيراً من الآباء والأمهات يقدمون في مجالس السرور والمسامرة على إطلاق وعود لأولادهم لكنهم يغفلون بعد انتهاء المجلس عن الوفاء بما وعدوا به.. أو أنهم يقومون بوعد الأطفال من أجل أن يسمعوا كلامهم و يدفعونهم للقيام بعمل ما دون أن يفوا بوعودهم.
من الطبيعي أن إطلاق الوعود دون الوفاء بها أسلوب خاطئ، ذلك أن قسماً من حالات التمرد الصادرة من الأطفال عبارة عن انتقام وتذكير للأب والأم بما لم يفيا به من وعودهما.. لا شك أن الأطفال إذا وجدوا آباءهم وأمهاتهم غير صادقي الوعد والعهد فإنهم لن يقبلوهما ولن يثقوا بالتالي بوعودهما.
في منح الحرية: ما من شك أن الأطفال خلقوا أحراراً ويجب أن يبقوا أحراراً لكن المهم هو ما هي حدود الحرية وما هي معاييرها؟
إن الواقع يفرض أن يمنح الطفل حرية مشروطة ومدّه بمعايير معينة، حيث من المفروض مراقبة أفعاله وجعل حياته تسير وفقاً لمقررات محددة وإلا قوي احتمال أن تكون الحرية سبباً في التعاسة سواء له أو لمن حوله.
أما منطلقات هذه الحدود وأين تطبق فينبغي القول بأنها تطبق في المواقع التي تتسبب الحرية في الإضرار بالجانب المادي أو المعنوي للطفل أو أفراد المجتمع كأن يكون فعل الطفل مدعاة لإراقة ماء وجه العائلة. إن لكل مذهب ودين رأي في هذا الباب كما للإسلام ضوابط ومعايير فيما يتعلق بتصرفات الأطفال.
في إصلاح الطفل: ينبغي في إطار إصلاح الأطفال مراعاة بعض النقاط منها أن من الخطأ فضح الطفل أمام جمع من الناس مما يجعله يحس بالحقارة والذلة كما لا يصح الضحك على الطفل أو التنكيل به وسط الآخرين لأن ذلك يدفعه إلى المزيد من التمرد فضلاً عن أن هذا الفعل يتسم بالإجحاف.
تعد العائلة هي البانية لشخصية الطفل لكنها لا تستطيع القيام بواجبها إزاءه إذا ما كانت تصرفاتها غير موزونة أو معقدة... من السهل جداً طرد الطفل لكنه ينبغي أن نعرف إن كان بالإمكان رده إلى الوسط الإجتماعي أم لا وهو ليس سهلاً.
لو شاهدنا عدم وجود تنسيق أو تسيّب لدى الطفل علينا أن نسعى لمعرفة الأسباب والعلل الكامنة وراء ذلك كأن نحفزه على ما يدور في خلده ونستنطقه حول العوامل التي ساهمت في ظهور مثل هذه الحالة ومن ثم نعمل على إعادة بنائه.
يعد إلفات نظر الطفل إلى النقاط الإيجابية عند الآخرين مفيداً من جهة الأنموذج المثالي ومضراً من جهة أنه يمس روح الطفل ويحقرها ولو استمر الوضع على هذا المنوال بحيث يرى الطفل دوماً أنه أصغر وأقل شأناً من الأطفال الذين يحظون باهتمام والديه فإنه ستسيء أخلاقه أكثر فأكثر وستزداد المهمة التربوية للوالدين صعوبة.
2ـ العلاقة مع القوانين: يتعين على الوالدين إحترام القوانين والضوابط الإجتماعية كوسيلة لأن يكون الطفل في الحال والمستقبل على مسير الحق والقانون، ولو لاحظ الطفل أن الوالدين والمعلمين يتجاهلون القوانين والضوابط الإجتماعية ولا يبالون بالقوانين التي تعد ضرورية لإستمرار الحياة الإجتماعية فإنه لن يثق أو يحترم تلك القوانين وليس من المتوقع منه ذلك.
إن عمل وأداء الوالدين وموقفهما إزاء القوانين والضوابط الإجتماعية في حد ذاته درس للطفل ولذا فعدم التزامهما بالدرس يعني عدم التزامه به، واحترامهما له يعني احترامه له وعلى الوالدين إذا لم يهتما ولم يلحظا القانون في عملهما، وهو عمل خطأ، أن لا يكررا هذا الخطأ أمام الطفل.
3ـ العلاقة مع المشاكل: إن إظهار الوالدين عجزهما أمام المشاكل ليس فقط يؤدي إلى شعور الطفل بالضعف والحقارة حاضراً ومستقبلاً فحسب بل وسيؤدي سريانه بين الآباء والأمهات إلى أن يكون المجتمع القادم مجتمعاً خائفاً وغير مستقر ولذا لا ينبغي للوالدين الاستسلام أو الشعور بالعجز أمام المشاكل بل عليهما أن يعمدا إلى حل المشكلة بصورة ما ويظهرا الصمود أمامها فذلك يشد من عزيمة الطفل.
ولو حدث بالفعل أنهما عاجزان عن حل المشكلة فعليهما أن يخفيا ذلك عن الطفل ويظهرا أمامه أنه لا بد من الصمود والمقاومة إلى آخر لحظة والمثابرة من أجل إزالة العقبات من الطريق. إن مراقبة الوالدين لقولهما وفعلهما يؤثر أكثر من أي شيء في إصلاح الطفل وبدون ذلك ليس من المعقول التوقع بحصول أمر إستثنائي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|