المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

الإعتبار
9-9-2016
نهر أمور
23-3-2018
الأبعاد البيئية للتنمية المستدامة - إتلاف التربة، استعمال المبيدات، تدمير الغطاء النباتي والمصايد
30-1-2021
فيض حراري heat flux
27-11-2019
الاحتمالات والقياسات
2024-09-01
منهج الطباطبائي بين القبول والرفض
8-11-2020


العائلة المضطربة  
  
2999   01:47 صباحاً   التاريخ: 3-6-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص193ـ196
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إذا لم يكن من الممكن إعادة بناء الأطفال في العائلة المضطربة فهو على الأقل من الأمور الصعبة ويندر تحقيقها.

القصد من العائلة المضطربة هي التي لا يحظى فيها الطفل بدعم ورعاية الأب أو الأم أو كليهما، وهي التي ينشب بين أعضائها الخلاف ويقل فيها ابراز العاطفة للطفل ولا يحكم أعضاءها ضوابط ونظام معين وغالباً ما يغيب الوالدان عن العائلة والطفل.

هذه الأمور توجِد في الطفل حالات الشعور بانعدام الأمن والعزلة والخلق السيء والعصيان والطغيان وسوء التصرف ولو أريد إصلاح تمرده وهذه الحالات الشاذة فلا بد من إخضاع العائلة للنظام والضوابط.

1ـ العلاقة مع الطفل: يلعب تعامل الوالدين مع الطفل وتحدثهما إليه دوراً مفصلياً في العلاقة القائمة بينهما، وبعبارة أخرى إنهما قادران بهذه الوسيلة على أن يفتحا باب العاطفة والمحبة على مصراعيه أمام الطفل أو أن يضعا حداً لهما.

لا ينبغي للوالدين أن يحملّا الطفل الصغير أمراً فوق طاقته أو أن يتوقعا منه التصرف كشخص كبير. إن الطفل ينشد مراعاة العدل والقسط أكثر من غيره ولذا يعتبر أن من الظلم ومن غير المنطق أن يطلب منه التصرف كما يتصرف الكبار في الوقت الذي يتوقع من الوالدين أن يكونا أعقل وأكثر حنكة منه.

يجب أن يكون الوالدان متفقين في عملية تربية وإصلاح الطفل ولا يسمحا بما يمهّد لضياع واضطراب الطفل ولا يتصرفا بما يجعل الطفل حيراناً أمام أوامرهما المتضادة ولا يدري ماذا عليه أن يفعل.

حتى نهر الوالدين والمربين للطفل يجب أن يكون وفق مقررات وضوابط معينة شأنها في ذلك شأن التشجيع والتحفيز، وإلا زاد الشعور بالإعتداء والطغيان والوقوف بوجه الوالدين لدى الطفل فينبري – مهما كان الأمر – للدفاع عن منزلته ومقامه.

في الوعد والوعيد: يجب الإلتزام بموضوع الوعد والوعيد وتنفيذهما على صعيد العملية التربوية.

إن كثيراً من الآباء والأمهات يقدمون في مجالس السرور والمسامرة على إطلاق وعود لأولادهم لكنهم يغفلون بعد انتهاء المجلس عن الوفاء بما وعدوا به.. أو أنهم يقومون بوعد الأطفال من أجل أن يسمعوا كلامهم و يدفعونهم للقيام بعمل ما دون أن يفوا بوعودهم.

من الطبيعي أن إطلاق الوعود دون الوفاء بها أسلوب خاطئ، ذلك أن قسماً من حالات التمرد الصادرة من الأطفال عبارة عن انتقام وتذكير للأب والأم بما لم يفيا به من وعودهما.. لا شك أن الأطفال إذا وجدوا آباءهم وأمهاتهم غير صادقي الوعد والعهد فإنهم لن يقبلوهما ولن يثقوا بالتالي بوعودهما.

في منح الحرية: ما من شك أن الأطفال خلقوا أحراراً ويجب أن يبقوا أحراراً لكن المهم هو ما هي حدود الحرية وما هي معاييرها؟

إن الواقع يفرض أن يمنح الطفل حرية مشروطة ومدّه بمعايير معينة، حيث من المفروض مراقبة أفعاله وجعل حياته تسير وفقاً لمقررات محددة وإلا قوي احتمال أن تكون الحرية سبباً في التعاسة سواء له أو لمن حوله.

أما منطلقات هذه الحدود وأين تطبق فينبغي القول بأنها تطبق في المواقع التي تتسبب الحرية في الإضرار بالجانب المادي أو المعنوي للطفل أو أفراد المجتمع كأن يكون فعل الطفل مدعاة لإراقة ماء وجه العائلة. إن لكل مذهب ودين رأي في هذا الباب كما للإسلام ضوابط ومعايير فيما يتعلق بتصرفات الأطفال.

في إصلاح الطفل: ينبغي في إطار إصلاح الأطفال مراعاة بعض النقاط منها أن من الخطأ فضح الطفل أمام جمع من الناس مما يجعله يحس بالحقارة والذلة كما لا يصح الضحك على الطفل أو التنكيل به وسط الآخرين لأن ذلك يدفعه إلى المزيد من التمرد فضلاً عن أن هذا الفعل يتسم بالإجحاف.

تعد العائلة هي البانية لشخصية الطفل لكنها لا تستطيع القيام بواجبها إزاءه إذا ما كانت تصرفاتها غير موزونة أو معقدة... من السهل جداً طرد الطفل لكنه ينبغي أن نعرف إن كان بالإمكان رده إلى الوسط الإجتماعي أم لا وهو ليس سهلاً.

لو شاهدنا عدم وجود تنسيق أو تسيّب لدى الطفل علينا أن نسعى لمعرفة الأسباب والعلل الكامنة وراء ذلك كأن نحفزه على ما يدور في خلده ونستنطقه حول العوامل التي ساهمت في ظهور مثل هذه الحالة ومن ثم نعمل على إعادة بنائه.

يعد إلفات نظر الطفل إلى النقاط الإيجابية عند الآخرين مفيداً من جهة الأنموذج المثالي ومضراً من جهة أنه يمس روح الطفل ويحقرها ولو استمر الوضع على هذا المنوال بحيث يرى الطفل دوماً أنه أصغر وأقل شأناً من الأطفال الذين يحظون باهتمام والديه فإنه ستسيء أخلاقه أكثر فأكثر وستزداد المهمة التربوية للوالدين صعوبة.

2ـ العلاقة مع القوانين: يتعين على الوالدين إحترام القوانين والضوابط الإجتماعية كوسيلة لأن يكون الطفل في الحال والمستقبل على مسير الحق والقانون، ولو لاحظ الطفل أن الوالدين والمعلمين يتجاهلون القوانين والضوابط الإجتماعية ولا يبالون بالقوانين التي تعد ضرورية لإستمرار الحياة الإجتماعية فإنه لن يثق أو يحترم تلك القوانين وليس من المتوقع منه ذلك.

إن عمل وأداء الوالدين وموقفهما إزاء القوانين والضوابط الإجتماعية في حد ذاته درس للطفل ولذا فعدم التزامهما بالدرس يعني عدم التزامه به، واحترامهما له يعني احترامه له وعلى الوالدين إذا لم يهتما ولم يلحظا القانون في عملهما، وهو عمل خطأ، أن لا يكررا هذا الخطأ أمام الطفل.

3ـ العلاقة مع المشاكل: إن إظهار الوالدين عجزهما أمام المشاكل ليس فقط يؤدي إلى شعور الطفل بالضعف والحقارة حاضراً ومستقبلاً فحسب بل وسيؤدي سريانه بين الآباء والأمهات إلى أن يكون المجتمع القادم مجتمعاً خائفاً وغير مستقر ولذا لا ينبغي للوالدين الاستسلام أو الشعور بالعجز أمام المشاكل بل عليهما أن يعمدا إلى حل المشكلة بصورة ما ويظهرا الصمود أمامها فذلك يشد من عزيمة الطفل.

ولو حدث بالفعل أنهما عاجزان عن حل المشكلة فعليهما أن يخفيا ذلك عن الطفل ويظهرا أمامه أنه لا بد من الصمود والمقاومة إلى آخر لحظة والمثابرة من أجل إزالة العقبات من الطريق. إن مراقبة الوالدين لقولهما وفعلهما يؤثر أكثر من أي شيء في إصلاح الطفل وبدون ذلك ليس من المعقول التوقع بحصول أمر إستثنائي.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.