المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الصحافة الأدبية العربية
2024-11-24
الصحافة الأدبية في أوروبا وأمريكا
2024-11-24
صحف النقابات المهنية
2024-11-24
السبانخ Spinach (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
الصحافة العمالية
2024-11-24
الصحافة العسكرية العالمية والعربية
2024-11-24

Vocabulary
2024-04-30
الشروط الشكلية للشيك
30-4-2017
هل يحل القتال في شهر الحرام
2024-09-25
وصايا طبية تقي اعضاء الجسم من التلف
31-7-2016
إعداد وتعبئة التمور
2023-05-03
محمد بن آدم الهروي
30-12-2015


الامام السجاد يذم المتخاذلين في الكوفة  
  
3756   12:16 مساءً   التاريخ: 5-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص572-573.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

انّ زين العابدين (عليه السلام) أومأ الى الناس أن اسكتوا فسكتوا فقام قائما، فحمد اللّه و اثنى عليه و ذكر النبي (صلى الله عليه واله) ثم صلّى عليه ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي ، أنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنا ابن من انتهكت حرمته و سلبت نعمته و انتهب ماله و سبي عياله أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات من غير دخل و لا تراث , أنا ابن من قتل صبرا و كفى بذلك فخرا.

أيها الناس فانشدكم اللّه هل تعلمون انكم كتبتم الى أبي و خدعتموه و أعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق و البيعة و قاتلتموه فتبا لما قدّمتم لأنفسكم و سوءة لرأيكم ، بأية عين تنظرون الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟ , اذ يقول لكم قتلتم عترتي و انتهكتم حرمتي فلستم من امتي.

قال الراوي : فارتفعت الاصوات من كلّ ناحية و يقول بعضهم لبعض : هلكتم و ما تعلمون ، فقال (عليه السلام) : رحم اللّه امرأ قبل نصيحتي و حفظ وصيّتي في اللّه و في رسوله و أهل بيته فانّ لنا في رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أسوة حسنة.

فقالوا : بأجمعهم نحن كلّنا يا ابن رسول اللّه سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك فمرنا بأمرك يرحمك اللّه فانّا حرب لحربك و سلم لسلمك ، لنأخذن يزيد لعنه اللّه ، و نبرأ ممن ظلمك و ظلمنا.

فقال (عليه السلام) : هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة حيل بينكم و بين شهوات أنفسكم أ تريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم الى آبائي من قبل ، كلّا و ربّ الرّاقصات ، فانّ الجرح لما يندمل قتل أبي صلوات اللّه عليه بالأمس و أهل بيته معه و لم ينسى ثكل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وثكل أبي و بني أبي و جدّه بين لهاتي مرارته بين حناجري و حلقي ، و غصصه تجري في فراش صدري و مسألتي أن‏ تكونوا لا لنا و لا علينا ، ثم قال :

لا غرو أن قتل الحسين فشيخه‏            قد كان خيرا من حسين و أكرم‏

فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي‏            أصيب حسين كان ذلك أعظما

قتيل بشط النهر روحي فدائه‏              جزاء الذي أرداه نار جهنّم

ثم قال : رضينا منكم رأسا برأس ، فلا يوم لنا و لا يوم علينا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.