أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016
3445
التاريخ: 5-04-2015
3487
التاريخ: 7-04-2015
4227
التاريخ: 19-10-2015
3759
|
كان التوابون يعتقدون بأنّ الحكم الأموي هو المسؤول في الدرجة الأُولى عن قتل الحسين لا الافراد، ولهذا انطلقوا نحو الشام بدافع الانتقام والثأر وقالوا فننطلق بعد الانتقام من بني أُميّة إلى طواغيت الكوفة ومجرميها.
وكما هو ملحوظ فإنّ دافع هذه الحركة هو الشعور بالندم من الذنب والرغبة في تلافي الخطيئة التي اقترفوها، ونلاحظ ذلك خلال كلامهم ورسائلهم وخطبهم حيث يلاحظ فيها الشعور العميق بالندم والرغبة الجامحة والملحة في غسل الخطيئة، ومن يمر عليها مروراً سريعاً يجد الأمر واضحاً جداً، وكان هذا هو الدافع الذي جعل التقييم الظاهري ان يعتبر ويقدم ثورة التوابين على أنّها ثورة انتحارية، كان التوابون يريدون الانتقام والثأر لدم لحسين وتدارك ما ارتكبوه من ذنب وخطيئة ليس غير.
وما كانت هذه الثلة تطلب فتحاً ونصراً وغنماً وحكماً، بل كان الانتقام هو هدفهم الأوّل والأخير، وكانوا حينما غادروا ديارهم على يقين من أنّهم سوف لن يعودوا إليها كانوا عطاشى الموت يتعطشون إليه في سبيل أهدافهم، بحيث نجد عدوهم يقدّم لهم الأمان فيرفضونه، لأنّهم يعتبرونه خديعة لإفشال الثورة.
لم يكن الشيعة وحدهم هم الذي التحقوا بثورة التوابين وناصروها، بل راح كلّ من يريد تغيير الواقع الفاسد والخروج من تحت نير الظلم الأموي واضطهاده من خلال حركة دامية يلتحق بها ويناصر أصحابها التوابين، وبالطبع لم ينضم إليهم وإلى ثورتهم الكثير بسبب انّ ثورتهم ثورة انتقامية استشهادية لم يفكر أصحابها بغير هدف الثأر أو الاستشهاد في سبيل ذلك.
كان عدد من بايع سليمان بن صرد وسجل في ديوانه ستة عشر ألفاً، فلم يأته منهم سوى خمسة آلاف بينما كان عدد جيش الشام ثلاثين ألفاً، ومن المؤكد انّ سبب هذا الأمر واضح، لأنّ الشخصيات التي تتمتع بدرجة عالية من التضحية في سبيل العقيدة هي وحدها فقط تنجذب إلى العمليات الاستشهادية الانتحارية، وواضح أيضاً انّ هذا النوع من الشخصيات قليل في كلّ زمان.
بدأت حركة التوابين سنة إحدى وستين هجرية، فمازالوا منذ ذلك الحين يجمعون آلة الحرب ويدعون الناس في السر إلى الطلب بدم الحسين، فكان الناس من الشيعة وغيرهم يجيبونهم ويلتحقون بهم زرافات ووحداناً، ولم يزالوا على تلك الحال حتى مات يزيد، فأخذوا يبثّون دعاتهم إلى الناس في البلاد يدعونهم لمناصرتهم، وخلال هذه الفترة راحوا يتجهزون للقتال ويعدّون عدة الحرب علانية بلا توخي الحذر والحيطة إلى أن جاءت ليلة الجمعة الخامس من ربيع الثاني عام 65 هجرية واتّقدت جذوة الثورة، فانطلقوا تلك الليلة نحو تربة الإمام الحسين الطاهرة، فلمّا وصلوا إليها أطلقوا صيحة من الأعماق فقدوا فيها سيطرتهم على أنفسهم ومزجوها بهذه الكلمات:
اللّهم ارحم حسيناً الشهيد ابن الشهيد، المهدي ابن المهدي، الصدِّيق ابن الصدِّيق.
اللّهمّ إنّا نشهدك انّا على دينهم وسبيلهم وأعداء قاتليهم وأولياء محبيهم.
اللّهم إنّا خذلنا ابن بنت نبينا (صلى الله عليه واله) واغفر لنا ما مضى منّا وتب علينا وارحم حسيناً وأصحابه الشهداء الصديقين، وانّا نشهدك انّا على دينهم وعلى ما قتلوا عليه وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
وبعد انتهاء هذا المشهد المثير تركوا الضريح منطلقين نحو الشام، وواجهوا جيش الشاميين بقيادة عبيد اللّه بن زياد في أرض تسمى «عين الوردة» وهزموا بعد اقتتال شديد دام ثلاثة أيّام، واستشهد قادة الثورة سوى «رفاعة»، فعادت بقية القوات تحت قيادته إلى الكوفة وانضموا إلى حركة المختار وأنصاره الذين نشطوا هناك.
وبالرغم من أنّ ثورة التوابين لم تكن ذات أهداف اجتماعية وقضي عليها بسرعة، لكنّها تركت تأثيراً كبيراً على أهالي الكوفة وهيّأت الرأي العام لمحاربة الحكم الأموي.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
سر جديد ينكشف.. أهرامات الجيزة خدعت أنظار العالم
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|