المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

chroneme (n.)
2023-06-28
التغيرات في محتوى ثمار الفاكهة والخضر خلال النضج
2024-05-21
القرآن يقرن العلم بالإيمان
9-05-2015
صفة القتال في عاشوراء
18-10-2015
مظاهر شخصية الامام الباقر
22-8-2016
التوصيلية الكهربية Electrical conductivity
4-4-2016


سقوط الحكم الأموي  
  
3559   12:24 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص204-206.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

إنّما بحثنا بحثاً إجمالياً حول ثورة التوابين والمختار ، لأجل انّ هاتين الثورتين التاريخيتين قد حدثتا بعد فترة قليلة من استشهاد الإمام الحسين ، وإلاّ فهناك العديد من الثورات التي انبعثت مستلهمة من ثورة الإمام ولا تنحصر فيما ذكر، فقد حدثت عدة ثورات في السنوات التالية كانت أكبرها ثورة العباسيين التي نجحت عام 132هـ وقضت على الحكم الأموي ، و قد كان أحد الأسباب لانتصار العباسيين في ثورتهم هذه هو التعريف والتشهير بظلم الأمويين لبني هاشم و مظلوميتهم ، وكان للتذكير بمأساة استشهاد الإمام الحسين التأثير الأعظم في استثارة غضب الناس على الحكم الأموي.

وراح أحد الكتاب المعاصرين من مصر ، يقول : أنّني أرى ـ وهذا رأي خاص ـ انّ الحسين انتصر على المدى البعيد ، فهو وإن لم يظفر بمراده في معركة حربية ومواجهة عسكرية إلاّ أنّ نيله الشهادة في ذاته كان انتصاراً للّه ثمّ إنّه زرع بذور الحيلة والحقد والسخيمة في قلوب الناس جميعاً نحو بني أُميّة، ولا يخامرني شكّ في انّ الحسين انتصر على المدى البعيد، وكان استشهاده سبباً مباشراً في زلزلة عرش دولة الأمويين، مع انصباب جام اللعنات والسخطات عليهم من جراء هذه الجريمة البشعة.

وثمة سند تاريخي آخر في هذا الصدد يدلّ على أنّ استشهاد الإمام الحسين (عليه السَّلام) قد ألحق عاراً أبدياً بقتلة الحسين (عليه السَّلام) وأعقابهم على المدى البعيد، مازال شاخصاً في صفحات التاريخ دون أن يمحى على الرغم من مرور عقود طويلة من الزمن.

وهذا السند يشير إلى جانب من جوانب سيرة القاضي شريك بن عبد اللّه حفيد سنان بن أنس أحد القتلة الأوغاد الذين شاركوا في مأساة كربلاء.

فقد كتب الخطيب البغدادي بعد أن تناول سيرته يقول:

قدم شريك [بن عبد اللّه القاضي] البصرة، فأبى أن يحدثهم، فاتّبعوه حين خرج، وجعلوا يرجمونه بالحجارة في السفينة، ويقولون: يابن قاتل الحسين.

وعلى أية حال، فبعد الإشارة إلى هذين السندين تتضح أهمية القضية التالية:

أوّلاً: انّ البصرة بعد مقتل عثمان وحرب الجمل أضحت معقلاً للعثمانية التي كانت تحمل حقداً وضغناً لأهل البيت (عليهم السَّلام) وتكنّ ولاءً لنبي أُميّة.

ثانياً: الحقبة الطويلة التي كانت تفصل بين استشهاد الحسين (عليه السَّلام) وسفر  القاضي(95ـ177) إلى البصرة.

وقد كتب المؤرّخون: ولمّا أتى أبو العباس ـ أوّل خليفة عباسي ـ برأس مروان سجد فأطال ثمّ رفع رأسه و قال ـ مخاطباً الرأس ـ : الحمد للّه الذي لم يبق ثارنا قبلك وقبل رهطك، الحمد للّه الذي أظفرنا بك وأظهرنا عليك، ما أبالي متى طرقني الموت وقد قتلت بالحسين ألفين من بني أُمية.. وحينما ألقى بجثث زعماء بني أمية بين يديه (أبو العباس السفاح)، و لم يزل بها رمق دعا بالغذاء وأمر ببساط فبسط عليهم، وجلس فوقهم يأكل وهم يضطربون تحته، فلمّا فرغ قال: ما أعلم أنّي أكلت أكلة قط كانت أطيب ولا أهنأ في نفسي من هذه ثمّ قال: جرّوهم بأرجلهم وألقوهم في الطريق ليلعنهم الناس أمواتاً كما لعنوهم أحياءً.

ولم تمض فترة طويلة حتى رأى الناس الكلاب تجرهم بأرجلهم وعليهم سراويلات الوشي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.