أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-7-2019
1435
التاريخ: 1-8-2019
4713
التاريخ: 2024-03-01
797
التاريخ: 5-8-2019
5286
|
الفصل الثاني
مفهوم واهمية الإدارة الاستراتيجية
تقديم :
في السنوات القليلة الماضية حدثت تطورات جذرية في كثير من المفاهيم والأصول الفكرية للإدارة ، ومن بين تلك المفاهيم الإدارة الاستراتيجية، وقد تسبب هذا التطور في حدوث شيء من اللبس والغموض بين الكثير من تلك المفاهيم الحديثة وتلك التي كانت سائدة من قبل . ومن الأمثلة على ذلك الخلط بين التخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية كذلك التداخل بين وظيفة التخطيط والادوار المختلفة للمدير خاصة الدور المتعلق باتخاذ القرارات الإدارية. فالذي يقرأ ويتدبر الكثير من الكتابات الحديثة عن الإدارة الاستراتيجية يجد الحديث والمناقشة تنصب بشكل أساسي على التخطيط الاستراتيجي دون الاشارة إلى مفهوم الادارة الاستراتيجية كمصطلح علمي له عناصره الاساسية والتي من بينها التخطيط بكافة مستوياته. كذلك عدم التفرقة بين الوظائف والادوار الإدارية ، وقد ترتب على هذا الخلط عدم الاتفاق على العناصر الاساسية للإدارة الاستراتيجية، ومن ثم سوء الفهم وبالتبعية سوء التطبيق . فهناك الكثير من المشروعات التي تم التخطيط المحكم لها على المستوى (الاستراتيجي والوظيفي والتنفيذي) ولكنها لم تحقق النتائج المرجوة منها عند تطبيقها وذلك بسبب إهمال العناصر الاخرى لمنظومة الادارة الاستراتيجية.
ومن هذا المنطلق كان دافعنا نحو تحديد مفهوم الإدارة الاستراتيجية في إطار المفاهيم الإدارية الحديثة واهم خصائصها وعناصرها بما يساعد على تطوير الثقافة الإدارية للقارئ ومن ثم التطبيق السليم لها.
وهذا يتحقق هذا الهدف من خلال تركيز مناقشتنا في هذا الفصل على القضايا التالية :
* مفهوم وخصائص الإدارة الاستراتيجية.
* اهمية الإدارة الاستراتيجية.
* المقومات الاساسية للإدارة الاستراتيجية.
1- مفهوم وخصائص الإدارة الاستراتيجية :
عندما يريد الباحث في مجال الإدارة الاستراتيجية التعرف على مفهومها وخصائصها واهم العناصر المكونة لها يجد نفسه امام الكثير من الكتابات التي تناولت الإدارة الاستراتيجية. وعندما يتمعن في الفهم يجد ان الحديث يركز على التخطيط الاستراتيجي. ومن ثم يجد نفسه غير مدرك : هل يوجد ما يسمى بالإدارة استراتيجية ام ان الإدارة الاستراتيجية هي التخطيط الاستراتيجي ؟ وهل يوجد اختلاف بينهما ؟ وإذا وجد فما هو هذا الاختلاف ؟
ومن ثم فإن وضع تعريف محدد للإدارة الاستراتيجية وتحديد علاقتها بالتخطيط الاستراتيجي يعتبر امرا في غاية الصعوبة في إطار هذا اللبس والغموض القائم.
لذا فإننا سنجتهد قدر الإمكان في وضع تعريف للإدارة الاستراتيجية في إطار أدبيات الفكر الاداري الحديث مع إدراكنا الكامل بأن ما نتوصل إليه هو مجرد محاولة وأملنا ان تكون تلك المحاولة هي بداية الطريق للوصول إلى توحيد المفاهيم الإدارية ومنها الإدارة الاستراتيجية في إطار الفكر الإداري المعاصر.
فبالرغم من ان الحديث عن الإدارة الاستراتيجية قد بدأ تقريبا منذ منتصف القرن الماضي وبالرغم من تعدد الكتابات في هذا الموضوع ، إلا انها كانت بل وما زالت تتصف بالعمومية وتركز بشكل أساسي على التخطيط الاستراتيجي، الأمر الذي أدى إلى الخلط بين المفهومين : الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي ، واصبحت هناك صعوبة في فهم العلاقة بين المصطلحين. إلا انه عندما ادرك المهتمون بمنظومة العمل الإداري سواء من المفكرين او الممارسين من رجال الإدارة في الدول المتقدمة اهمية منظومة مهنة الإدارة سواء على مستوى المؤسسة او الدولة بشكل متكامل ومترابط اتجهوا إلى تغيير حديثهم من التخطيط الاستراتيجي إلى الإدارة الاستراتيجية ، ولكن كنا نتوقع ان نجد مفهوما محددا للإدارة الاستراتيجية يربط بين عناصر منظمة الإدارة وهذا ما سنحاول الوصول إليه.
وإذا كان ذلك هو الحال على مستوى دول العالم المتقدم فإننا نجد الوضع على مستوى العالم العربي مختلف تماما ، حيث ساء استخدام كلمة استراتيجية سواء من قبل المسئولين على مستوى اي دولة او رؤساء المؤسسات بالدولة. فنجدهم يصرحون في وسائل الاعلام بأساليب براقة مستخدمين كلمة استراتيجية. فهناك مثلا بعض المسئولين الذي يصرح قائلا " لا توجد استراتيجية متكاملة للتدريب في الوطن العربي " وتصريح آخر يوجد لدينا استراتيجي قومية لتنمية الموارد البشرية وتأهيلها لسوق العمل " وثالث يعلن ان " لدى الوزارة استراتيجية متكاملة لتحقيق التقدم والنمو " تلك هي تصريحات المسئولين عن الإدارة في الدول العربية. والسؤال هو هل يدرك هؤلاء المسئولون المقصود من الاستراتيجية ؟ أم انها مجرد تصريحات اعلامية براقة ؟
إننا نعتقد انها مجرد تصريحات اعلامية حيث ان الثقافة العربية لم تصل إلى هذا المستوى الذي يدرك مفهوم الإدارة الاستراتيجية من المنظور العلمي. وهذا هو ما دفعنا إلى تطوير وتنمية الثقافة الادارية في الدول العربية لكي تتواكب مع الثقافة الإدارية في الدول المتقدمة خاصة الامريكية والأوربية واليابانية.
وقبل الحديث عن مفهوم الإدارة الاستراتيجية ربما يكون من المناسب التعرف على مفهوم كلمة الاستراتيجية حتى يمكن تحديد ما إذا كانت مرتبطة بالتخطيط فقط أم بالإدارة ومحاورها المختلفة بشكل عام.
يرجع الكتاب اصل كلمة الاستراتيجية إلى الكلمة اليونانية " استراتيجوس" وهي فنون الحرب وإدارة المعارك ، ويعرفها قاموس اكسفورد بأنها " الفن المستخدم في تعبئة وتحريك المعدات الحربية بما يمكن من السيطرة على الموقف والعدد بصورة شاملة " وتعرف كلمة الاستراتيجية ايضا في قاموس المورد بأنها " علم او فن الحرب او وضع الخطط وإدارة العمليات الحربية". وفي إطار هذا التعريف لكلمة الاستراتيجية نجد انها لا ترتبط فقط بالتخطيط كأحد عناصر منظومة العمل الإداري ، ولكن بالإدارة بشكل عام (اي بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة). كما ان بداية استخدامها كان في المجال العسكري وخاصة إدارة المعارك العسكرية ، ثم انتقلت بعد ذلك إلى المؤسسات المدنية ولكن بمعاني مختلفة كما اوضحنا سلفا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|