أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2020
2922
التاريخ: 5-8-2020
2221
التاريخ: 7-6-2021
2587
التاريخ: 4-9-2019
2073
|
واقعة صفين
الموقع واللغة
* (صفين) بكسر اوله وثانية وتشديد يائه: موضع معروف بالشام الذي كان ت فيه الحرب بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومعاوية: ويقال ايضاً صفون كما يقال قسرون وماردون وقسرين وماردين والأغلب على صفة التأنيث. وقيل لأبي وائل شقيق بن سلمة: اشهدت صفين. قال نعم وبئس الصفون. وقال أبو الطفيل عامر بن وائلة الكناني:
كما بلغت أيام صفين نفسه *** تراقيه والشاتمي شهود
ومن هذا الموضع هزم سيف الدولة علي الحمداني الاخشيدي محمد بن صفج وتملك الشام وقال الشاعر في ذلك:
او ما ترى صفين يوم اثبتــــــها *** وانجاب عنها المعسكر الغربي
فكان جيش بن حرب رعتــه *** حتى كأنك ياعلي علـــــــــــــي
ملخص الواقعة
معاوية وعمر وخلافة الشام
في سنة ست وثلاثين قامت موقعة الجمل وانتهت. وقيل: إنه كان بين خلافة علي إلى وقعة الجمل خمسة أشهر وإحدى وعشرون يوما. وقتل في هذه الوقعة ما يقرب من عشرين ألفا منهم خمسة آلاف من قوات أمير المؤمنين. وبينما الدماء لم تجف بعد، وإذا بمعاوية بن أبي سفيان يخرج على رأس أهل الشام فيخمس وثمانين ألف مقاتل، ليقابل جيش أمير المؤمنين بعد فراغه من يوم الجمل بحوالي أربعة أشهر.
أن عمر بن الخطاب ولى معاوية الشام بعد موت أخيه يزيد. وكانت وصية هند لولدها معاوية إن هذا الرجل استنهضك في هذا الأمر. فاعمل بطاعته فيما أحببت وكرهت ([1])، ووصاه والده أبو سفيان: وقد ولوك جسيما من أمورهم فلا تخالفهم. فإنك تجري إلى أمد. فنافس فإن بلغته أورثته عقبك ([2])، وكان معاوية يقول لعمر: مرني يا أمير المؤمنين بما شئت. فيقول له: لا آمرك ولا أنهاك ([3])، وكان عمر لا يذكر معاوية إلا بخير. كان يقول للناس: تذكرون كسرى وعندكم معاوية ([4])، ويقول: دعوا فتى قريش وابن ([5])
، وكان يدخر قوات الشام للحفاظ على حدود الدولة ولذا أطلق عمر صيحة: يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق. فإن الشيطان قد باض فيهم ([6])، وفي عهد عثمان كان معاوية يتفاخر بأبيه ويقول: قد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها...ولا أظن أن أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلا حازما ([7])، وفي نفس العهد بدأ كعب الأحبار يلقي في نفس معاوية طلب الخلافة. فقال له: أنت الأمير بعد عثمان ([8]). وعندما استنجد عثمان بقوات الشام أثناء محنته تباطأ معاوية ([9]).
وبعد مقتل عثمان بلغ الامام علي عليه السلام أن معاوية قد استعد للقتال ، واجتمع معه أهل الشأم ، فسار على في المهاجرين والأنصار ، حتى أتى المدائن ، فلقيه الدهاقين بالهدايا ، فردها ، فقالوا : ولم ترد علينا ، يا أمير المؤمنين ؟ قال : نحن أغنى منكم بحق أحق بأن نفيض عليكم ، ثم صار إلى الجزيرة ، فلقيه بطون تغلب والنمر بن قاسط ، فسار معه منهم خلق عظيم ، ثم سار إلى الرقة ، وجل أهلها العثمانية الذين هربوا من الكوفة إلى معاوية ، فغلقوا أبوابها ، وتحصنوا ، وكان أميرهم سماك ابن مخرمة الأسدي ، فغلقوا دونه الباب ، فصار إليهم الأشتر مالك بن الحارث النخعي ، فقال : والله لتفتحن ، أو لأضعن فيكم السيف ! ففتحوا، وأقام بها أمير المؤمنين يومه. ثم عبر إلى الجانب الشرقي من الفرات، حتى صار إلى صفين، وقد سبق معاوية إلى الماء ووسعه المناخ ، فلما وافى علي عليه السلام وأصحابه لم يصلوا إلى الماء ، فتوسل الناس إلى معاوية ، وقالوا : لا تقتل الناس عطشا ، فيهم العبد والأمة والأجير . فأبى معاوية ، وقال : لا سقاني الله ، ولا أبا سفيان من حوض رسول الله إن شربوا منه أبدا . فوجه علي عليه السلام الأشتر والأشعث في الخيل ، والأشعث ابن قيس في الرجالة ، وكانت خيل معاوية مع أبي الأعور السلمي ، فقاتله أصحاب علي عليه السلام حتى صارت سنابك الخيل في الفرات ، وغلبوا على المشرعة ، وكان الواقف عليها عبد الله بن الحارث أخو الأشتر ، فلما غلب علي عليه السلام على المشرعة قال أصحاب معاوية : إنه لا قوام لنا وقد أخذ علي عليه السلام الماء ! فقال عمرو بن العاص لمعاوية: إن عليا عليه السلام لا يستحل منك ومن أصحابك ما استحللت منه ومن أصحابه، فأطلق علي عليه السلام الماء . وكان ذلك في ذي الحجة سنة 36 . ثم وجه الامام علي عليه السلام إلى معاوية يدعوه ويسأله الرجوع ، وألا يفرق الأمة بسفك الدماء ، فأبى إلا الحرب ، فكانت الحرب في صفين سنة 37 ، وأقامت بينهم أربعين صباحا . وكان مع علي عليه السلام يوم صفين من أهل بدر سبعون رجلا ، وممن بايع تحت الشجرة سبعمائة رجل ، ومن سائر المهاجرين والأنصار أربعمائة رجل ، ولم يكن مع معاوية من الأنصار إلا النعمان بن بشير ، ومسلمة بن مخلد ، وصدقت نيات أصحاب علي عليه السلام في القتال ، وقام عمار بن ياسر ، فصاح في الناس ، فاجتمع إليه خلق عظيم ، فقال : والله إنهم لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق ، وأنهم على الباطل . ثم قال : ألا هل من رائح إلى الجنة ؟ فتبعه خلق، فضرب حول سرادق معاوية ، فقاتل القوم قتالا وقتل عمار بن ياسر ، واشتدت الحرب في تلك العشية ، ونادى الناس : قتل صاحب رسول الله ، وقد قال رسول الله : تقتل عمارا الفئة الباغية . وزحف أصحاب علي عليه السلام وظهروا على أصحاب معاوية ظهورا شديدا ، حتى لصقوا به ، فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه ، فقال له عمرو بن العاص : إلى أين ؟ قال : قد نزل ما ترى ، فما عندك ؟ قال : لم يبق إلا حيلة واحدة ، أن ترفع المصاحف ، فتدعوهم إلى ما فيها ، فتستكفهم وتكسر من حدهم ، وتفت في أعضادهم . قال معاوية : فشأنك ! فرفعوا المصاحف، ودعوهم إلى التحكم بما فيما ، وقالوا : ندعوكم إلى كتاب الله . فقال علي عليه السلام : إنها مكيدة ، وليسوا بأصحاب قرآن . فاعترض الأشعث بن قيس الكندي ، وقد كان معاوية استماله ، وكتب إليه ودعاه إلى نفسه ، فقال : قد دعا القوم إلى الحق ! فقال علي عليه السلام : إنهم إنما كادوكم ، وأرادوا صرفكم عنهم . فقال الأشعث : والله لئن لم تجبهم انصرفت عنك . ومالت اليمانية مع الأشعث، فقال الأشعث : والله لتجيبنهم إلى ما دعوا إليه ، أو لندفعنك إليهم برمتك ، فتنازع الأشتر والأشعث في هذا كلاما عظيما ، حتى كاد أن يكون الحرب بينهم ، وحتى خاف علي أن يفترق عنه أصحابه . فلما رأى ما هو فيه أجابهم إلى الحكومة ، وقال علي عليه السلام : أرى أن أوجه بعبد الله بن عباس . فقال الأشعث : إن معاوية يوجه بعمرو بن العاص ، ولا يحكم فينا مضريان ، ولكن توجه أبا موسى الأشعري ، فإنه لم يدخل في شئ من الحرب . وقال علي عليه السلام : إن أبا موسى عدو ، وقد خذل الناس عني بالكوفة ، ونهاهم أن يخرجوا معي . قالوا : لا نرضى بغيره . فوجه علي عليه السلام أبا موسى على علمه بعداوته له ومداهنته فيما بينه وبينه ، ووجه معاوية عمرو بن العاص ، وكتبوا كتابين بالقضية : كتابا من علي عليه السلام بخط كاتبه عبد الله بن أبي رافع ، وكتابا من معاوية بخط كاتبه عمير بن عباد الكناني ، واختصموا في تقديم علي عليه السلام أو تسمية علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ، فقال أبو الأعور السلمي : لا نقدم عليا عليه السلام ، وقال أصحاب علي عليه السلام : ولا تغير اسمه ولا نكتب إلا بإمرة المؤمنين ، فتنازعوا على ذلك منازعة شديدة حتى تضاربوا بالأيدي ، فقال الأشعث : امحوا هذا الاسم ! فقال له الأشتر: والله يا أعور لهممت أن أملا سيفي منك ، فلقد قتلت قوما ما هم شر منك . وإني أعلم أنك ما تحاول إلا الفتنة ، وما تدور إلا على الدنيا وإيثارها على الآخرة . فلما اختلفوا قال علي : الله أكبر ! قد كتب رسول الله يوم الحديبية لسهيل بن عمرو: هذا ما صالح رسول الله ، فقال سهيل : لو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك . فمحا رسول الله اسمه بيده ، وأمرني فكتبت : من محمد بن عبد الله ، وقال : إن اسمي واسم أبي لا يذهبان بنبوتي ، وكذلك كتبت الأنبياء ، كما كتب رسول الله إلى الآباء ، وإن اسمي واسم أبي لا يذهبان بإمرتي ، وأمرهم فكتبوا : من علي بن أبي طالب ، وكتب كتاب القضية على الفريقين يرضون بذلك بما أوجبه كتاب الله ، واشترط على الحكمين في الكتابين أن يحكما بما في كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته لا يتجاوزان ذلك ، ولا يحيدان عنه إلى هوى ، ولا إدهان ، وأخذ عليهما أغلظ العهود والمواثيق ، فإن هما جاوزا بالحكم كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته ، فلا حكم لهما . ووجه علي بعبد الله بن عباس في أربعمائة من أصحابه ونفذ معاوية أربعمائة من أصحابه ، واجتمعوا بدومة الجندل في شهر ربيع الأول سنة 38 . فخدع عمرو بن العاص أبا موسى ، وذكر له معاوية فقال : هو ولي ثأر عثمان وله شرفة في قريش ، فلم يجد عنده ما يحب ، قال : فابني عبد الله ؟ قال : ليس بموضع لذلك . قال : فعبد الله بن عمر ؟ قال : إذا يحيي سنة عمر ، الآن حيث به . فقال : فاخلع عليا وأخلع أنا معاوية ، ويختار المسلمون . وقدم عمرو أبا موسى إلى المنبر فلما رآه عبد الله بن عباس قام إلى عبد الله ابن قيس ، فدنا منه ، فقال : إن كان عمرو فارقك على شئ ، فقدمه قبلك ، فإنه غدر . فقال : لا ، قد اتفقنا على أمر ، فصعد المنبر ، فخلع عليا ، ثم صعد عمرو بن العاص فقال : قد ثبت معاوية كما ثبت خاتمي هذا في يدي . فصاح به أبو موسى : غدرت يا منافق ، إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث ، أو تتركه يلهث . قال عمرو : إنك مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا . وتنادى الناس : حكم والله الحكمان بغير ما في الكتاب ، والشرط عليهما غير هذا . وتضارب القوم بالسياط، وأخذ قوم بشعور بعض ، وافترق الناس ونادت الخوارج : كفر الحكمان ، لا حكم إلا لله . وقيل : أول من نادى بذلك عروة بن أدية التميمي قبل أن يجتمع الحكمان ، وكانت الحكومة في شهر رمضان سنة 38 . ([10])
الواقعة في القران
* عن الحسن بن محبوب عن محمد بن مسكان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: نزلت سورة الحاقة في أمير المؤمنين عليه السلام وفي معاوية عليه من الله جزاء ما عمله. ([11])
* ومن تفسير الثعلبي قوله تعالى: ( ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) قال : روى خلف بن خليفة ، عن أبي هاشم ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نقول : ربنا واحد ونبينا واحد وديننا واحد ، فما هذه الخصومة ؟ فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض بالسيوف، قلنا: نعم هو هذا ([12])
*- قال السدي في قوله تعالى :( فلا عدوان إلا على الظالمين) نزلت في حربين يوم صفين ويوم الجمل، فسمى الله أصحاب الجمل وصفين ظالمين ثم قال :( واعلموا ان الله مع المتقين) بالنصر والحق مع أمير المؤمنين وأصحابه ([13])
*- قال بعض المفسرين في قوله تعالى: ( قل للمخلفين من الاعراب ستدعون فيما بعد إلى قوم اولي بأس شديد ) انهم أهل صفين ، وذلك أن النبي ( صلى الله عليه واله ) قال للأعراب الذين تخلفوا عنه بالحديبية وعزموا على خيبر قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل . ([14])
*- أبي سعيد الخدري و عبد الله بن عمر قالا في قوله تعالى: ( ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) كنا نقول ربنا ونبينا واحد وديننا واحد فما هذه الخصومة ؟ فلما كان حرب صفين وشد بعضنا على بعض بالسيوف قلنا نعم هو هذا . قال الباقر عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقاتل معاوية (قاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون )- الآية - هم هؤلاء ورب الكعبة قال ابن مسعود : قال النبي ( ص ) أئمة الكفر معاوية وعمرو بن العاص
قال محمد بن منصور :
أكرم بقوم فيهم عمارهم *** وتصول منه على العدى كفان
وأويس القرني يقدم جمعهم *** حسبي بهذا حجة وكفاني([15])
بعير النبي في صفين
*- أن النبي صلى الله عليه واله مر على بعير ساقط فبصبص له ، فقال : إنه يشكوا ولاية أهله وسأله أن يخرج عنهم ، فسأل عن أصحابه فأتاه صاحبه فقال له : بعه وأخرجه عنك . فأبى ، والبعير يرغو ، ثم نهض وتبع النبي صلى الله عليه وآله فقال : يسألني أن أتولى أمره . فباعه من علي عليه السلام ، فلم يزل عنده إلى أيام صفين ([16])
فرس الامام علي عليه السلام
* - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي قال : كان علي ( عليه السلام ) يركب بغلة له قبل أن تلتقي الفئتان بصفين فلما حضرت الحرب ، وبات تلك الليلة يعبئ الكتائب حتى أصبح قال : ( إئتوني بفرسي ) فأتي له بفرس أدهم يبحث الارض بيديه جميعا ، له حمحمة وصهيل فركبه ، ([17])
دعاء الامام علي عليه السلام في صفين
*- نصر بن مزاحم المنقري، عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم، قال: كان على إذا سار إلى القتال ذكر اسم الله حين يركب، ثم يقول: الحمد لله على نعمه علينا وفضله العظيم، (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) . ثم يستقبل القبلة ويرفع يديه إلى الله ثم يقول: اللهم إليك نقلت الأقدام، وأتعبت الأبدان ، وأفضت القلوب ، ورفعت الأيدى ، وشخصت الأبصار . (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ) . سيروا على بركة الله . ثم يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر . يا الله يا أحد يا صمد ، يا رب محمد . بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم . (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) . اللهم كف عنا بأس الظالمين . فكان هذا شعاره بصفين ([18])
شعر في اللواء
*- عن قيس بن سعد بن عبادة سيد الأنصار وابن سيدها . عده المرزباني في شعراء الشيعة وابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت المقتصدين وقال المرزباني لما نشر علي عليه السلام لواءه يوم صفين قال قيس هذا والله اللواء الذي كنا نحف به مع رسول الله صلى الله عليه واله وجبريل لنا مدد ثم قال من أبيات :
هذا اللواء الذي كنا نحف به *** مع النبي وجبريل لنا مدد ([19])
تاريخ الواقعة
الذي ذكره جماعة من المؤرخين انها كانت من ابتداء ذي الحجة سنة 36 وانتهت في 13 صفر سنة 37 ففي جمادي الآخرة سنة 36 كانت وقعة الجمل كما مر وفي 12 رجب منها سار أمير المؤمنين عليه السلام من البصرة إلى الكوفة والمسافة بينهما نحو عشرة أيام فيكون وصوله إليها في نحو 22 منه
وقال نصر في كتاب صفين في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من رجب سنة 36 قدم علي من البصرة إلى الكوفة اه وظاهره ان وصوله إليها كان بذلك التاريخ ويمكن ان يريد خروجه إليها . ثم خرج إلى النخيلة معسكر الكوفة في أواخر شهر رمضان أو أول شوال منها وفي 5 أو 6 من شوال سار من النخيلة إلى صفين أما وصوله إلى صفين يظهر من الطبري ان وصولهم إلى صفين كان في أواسط ذي القعدة سنة 36 فإنه بعد ما ذكر القتال على الماء عند وصولهم قال فمكث علي يومين لا يراسل معاوية ثم راسله أول ذي الحجة اه
فيكون مقامهم في الطريق بين الكوفة وصفين نحو شهر وعشرين يوما والمسافة بينهما وإن كان يمكن قطعها بأقل من نصف هذه المدة الا ان مسير جيش فيه تسعون ألفا أو أكثر بأثقالها لا يمكن الا ان يكون في قليل من كل يوم غدوة وعصرا لا سيما إن كان يجمع العساكر في طريقه من المدائن وغيرها وان أهل الرقة منعوه من العبور وقطعوا الجسر ومضت مدة حتى أعادوه وجرت خطوب كما يأتي استغرقت زمنا طويلا .
وقال المسعودي وغيره ان مقامهم بصفين كان مائة يوم وعشرة أيام كان فيها نحو تسعين أو سبعين وقعة اه
وهو يقارب ما ذكره الطبري بان يكون وصولهم إلى صفين في العشرين من ذي القعدة فإذا ضمت العشرين الباقية منه إلى ذي الحجة والمحرم وصفر الذي كتبت الصحيفة لأيام بقيت منه لعلها لا تتجاوز الثلاثة فهذه نحو مائة يوم وإلى ان أمضيت الصحيفة واستعدوا للسفر مضى نحو ثلاثة عشر يوما فهذه مائة يوم وعشرة أيام .
وقال المسعودي أيضا كان بين دخول علي إلى الكوفة والتقائه مع معاوية للقتال بصفين ستة أشهر و 13 يوما لعله أراد المدة بين دخوله الكوفة وانتهاء الحرب فخرج من البصرة في 12 رجب ووصل الكوفة في آخره فقطع المسافة بينهما في 18 يوما وإن كان يمكن قطعها بأقل فأقام بها شعبان ورمضان وخرج إلى صفين في شوال أو أواخر شهر رمضان ووصلها في ذي القعدة وانتهت الحرب في 13 صفر فهذه ستة أشهر و 13 يوما .
والحاصل انه في جمادي الآخرة سنة 36 كانت وقعة الجمل وفي 12 رجب منها سار أمير المؤمنين عليه السلام من البصرة إلى الكوفة وفي آخر رمضان أو أول شوال خرج من الكوفة إلى النخيلة وفي 5 أو 6 من شوال سار من النخيلة إلى صفين فوصلها في ذي القعدة وابتدأ الحرب في أول ذي الحجة سنة 36 قاله ابن الأثير وغيره واستمر إلى آخره وتركوا الحرب في المحرم سنة 37 واستؤنف واشتد في أول صفر إلى 13 منه فوقع الصلح وفي مروج الذهب كان الصلح لأيام بقين من صفر سنة 37 وقيل بعد هذا الشهر منها وفيه في موضع آخر وكتبت صحيفة الصلح لأيام بقين منه اه .
واجتمع الحكمان في شعبان سنة 37. هذا ما ذكره جماعة من المؤرخين في تواريخ هذه الوقعة. وقيل كانت الوقعة سنة 38 وعليه ينطبق قول المسعودي كان التقاء الحكمين سنة 38 وما حكاه الطبري عن الواقدي ان اجتماع الحكمين كان في شعبان سنة 38 أو ان اجتماع الحكمين تأخر أكثر من سنة وهو بعيد.
وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين انهم تراسلوا بعد وصول علي عليه السلام إلى صفين ثلاثة شهور ربيع الثاني وجمادين وهو يقتضي ان يكون وصولهم لصفين في أواخر ربيع الأول وهو يخالف ما مر من أن وصولهم كان في أواخر ذي القعدة مع عدم انطباقه على كون الوقعة سنة 36 ولا على كونها سنة 37 ولا 38 لأنه إن كان من سنة 36 فحرب الجمل لم تكن قد وقعت بعد وإن كان من سنة 37 يلزم كون مقامهم بصفين أكثر من سنة وقد مر انه كان مائة يوم وعشرة أيام وإن كان من سنة 38 فيلزم ان يكون مقامهم بصفين أكثر من سنة أيضا .
_________________
(1) البداية والنهاية 118 / 8.
(2) البداية والنهاية 118 / 5([2]).
(3) البداية والنهاية 125 / 8، الطبري 184 / 6([3]).
(4) الطبري 184 / 6([4]).
(5) البداية والنهاية 124 / 8، الديلمي كنز العمال 587 / 13([5]).
(6) كنز العمال 354 / 12([6]).
(7) الطبري 89 / 5([7]).
(8) الطبري 100 / 5، البداية والنهاية 85 / 5([8]).
(9) الطبري 115 / 5([9]).
(10) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 187
(11) بحار الأنوار ج 33 ص 170
(12) العمدة ص 312
(13) مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 348
(14) مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 348
(15) مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 348
(16) الخرائج والجرائح ج 1 ص 107
(17) مستدرك الوسائل ج 8 ص 257، كتاب صفين 230 وليس فيه جابر وتتمة الخبر: وقال: فسبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
(18) وقعة صفين ص 230، شرح نهج البلاغة ج 5 ص 176، بحار الأنوار ج 32 ص 460.
(19) أعيان الشيعة ج 1 ص 167.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|