المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

خمسة احاديث حول الوفاء بالعهد
16-7-2020
Anomalous Forms of Growth
8-11-2016
أغذية مساعدات العلاج الحيوي Prebiotic Foods
14-9-2019
ولادة الإمام الرضا (عليه السلام)
19-05-2015
اهـم أنـواع الضريـبة على رأس المـال
9-6-2022
 يتكون المفاعل نووي من الأجزاء التالية
13-6-2016


زهد الإمام الحسين (عليه السلام)  
  
3707   02:51 صباحاً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1، ص403-405
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

روى ابن شهرآشوب انّه وجد على ظهر الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) يوم الطف أثر، فسألوا الامام زين العابدين (عليه السلام) عن ذلك فقال : هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره الى منازل الأرامل و اليتامى و المساكين‏ .

وفي زهده و عبادته ما روي انّه (عليه السلام) (حجّ خمسا و عشرين حجة ماشيا و انّ النجائب لتقاد معه) و قيل له يوما: ما اعظم خوفك من ربّك؟ قال: لا يأمن يوم القيامة الّا من خاف اللّه في الدنيا .

وروى ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد: انّه قيل لعليّ بن الحسين (عليه السلام): ما أقلّ ولد ابيك؟ قال: العجب كيف ولدت له كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء؟

وروي السيد الشريف الزاهد أبو عبد اللّه محمد بن عليّ بن الحسن ابن عبد الرحمن العلوي الحسيني في كتابه التعازي عن أبي حازم الأعرج، انّ الحسن (عليه السلام) كان يعظم أخاه الحسين (عليه السلام) كأنّه أكبر منه.

وروى عن ابن عباس انّه قال: سألت سبب ذلك؟ فقال: انّي أهاب الحسين كما أهاب امير المؤمنين (عليه السلام)، و قال ابن عباس: كنّا جلوسا مع الحسن (عليه السلام) في مجلس فلمّا أتى الحسين غيّر الحسن حالة جلوسه احتراما له.

وكان الحسين بن عليّ (عليه السلام) زاهدا في الدنيا في صغره و في كبره، يأكل مع امير المؤمنين من طعامه المخصوص (و هو الخبر اليابس جدا أو اللبن الحامض) و يشاركه في العسر و الضيق و الصبر، و صلاته كصلاته و قد جعل اللّه تعالى الحسن و الحسين عليهما السّلام قدوة للناس و أسوة لكنّ فرّق في ارادتهما كي يقتدي الناس بأيّهما شاءوا و لو كانا على طريقة واحدة لعسر على الناس اتباعهما.

وروي عن مسروق انّه قال: دخلت يوم عرفة على الحسين بن عليّ (عليه السلام) فرأيت أقداح السويق امامه و امام اصحابه و الى جنبهم القرائين و كانوا صائمين منتظرين الافطار، فسألت الامام مسائل فأجابني عليها ثم خرجت فدخلت على الحسن (عليه السلام) فرأيت كثرة وفود الناس عليه و هم يأتون و يأكلون انواع الطعام عنده و يأخذون معهم.

فتغيّرت و أطرقت افكر، فانتبه الامام الحسن (عليه السلام) إليّ و سأل عن سبب تغيّري و عدم أكلي الطعام، فقلت: أعوذ باللّه من وقوع الاختلاف بينكما، دخلت على الحسين (عليه السلام) فرأيته صائما منتظر الافطار و جئت إليك فرأيت هذا المنظر.

فلمّا تمّ كلامي ضمّني الامام الحسن (عليه السلام) الى صدره و قال: يا ابن الاشرس ا ما تعلم انّ اللّه تعالى جعلنا مقتديا هذه الامة جعلني مقتدى المفطرين و جعل أخي مقتدى الصائمين كي تكونوا في سعة.

وروي انّ الحسين (عليه السلام) كان أشبه الناس برسول اللّه (صلى الله عليه واله) سيرة و صورة و يقعد في المكان‏ المظلم فيهتدى إليه ببياض جبينه و نحره‏ .

وروي في مناقب ابن شهرآشوب و غيره: انّ فاطمة (عليها السلام) أتت بابنيها الحسن و الحسين الى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و قالت: انحل ابني هذين يا رسول اللّه ، فقال:

اما الحسن فله هيبتي و سؤددي و امّا الحسين فله جرأتي و جودي.

فقالت: رضيت يا رسول اللّه‏ .

وفي رواية انّ النبي (صلى الله عليه واله) قال: انّ الحسن فانحله الهيبة و الحلم و امّا الحسين فانحله الجود و الرحمة ، و روى ابن طاوس عن حذيفة انّه قال:

سمعت الحسين بن عليّ يقول : و اللّه ليجتمعنّ على قتلي طغاة بني اميّة و يقدمهم عمر بن سعد، وذلك في حياة النبي (صلى الله عليه واله) فقلت له : أنبأك بهذا رسول اللّه؟ فقال: لا، فأتيت النبي فأخبرته، فقال: علمي علمه و علمه علمي لانّا نعلم بالكائن قبل كينونته‏ .

وروى ابن شهرآشوب عن عليّ بن الحسين (عليه السلام) انّه قال: خرجنا مع الحسين فما نزل منزلا و لا ارتحل عنه الّا و ذكر يحيى بن زكريّا و قال يوما: من هوان الدنيا على اللّه انّ رأس يحيى أهدي الى بغي من بغايا بني اسرائيل‏ .

وروى في احاديث كثيرة بطرق الخاصة و العامة انّه، طالما كانت تنام فاطمة الزهراء (عليها السلام)فاذا بكى الحسين في المهد، يأتي جبرئيل (عليه السلام) و يحرّك مهده و يتكلّم معه حتى يسكت من البكاء، و لما كانت تفيق من النوم، ترى المهد يتحرّك و تسمع الكلام لكن لا ترى أحدا، فلمّا سألت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عن ذلك قال لها : انّه جبرائيل‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.