المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



الامام الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة  
  
3956   01:14 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد الى معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص288-290.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

الامام بعد الحسن بن على (عليه السلام) اخوه الحسين بن علي (عليه السلام) ابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) بنص أبيه وجده (عليهما السلام) عليه، ووصية أخيه الحسن (عليه السلام) اليه.

كنيه أبوعبدالله، ولد بالمدينة لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وجاءت به امه فاطمة (عليهما السلام) إلى جده رسول الله (صلى الله عليه واله) فاستبشر به وسماه حسينا، وعق عنه كبشا وهو وأخوه بشهادة الرسول (صلى الله عليه واله) سيد اشباب أهل الجنة، وبالاتفاق الذى لا مرية فيه سبطا نبي الرحمة، وكان الحسن بن علي (عليهما السلام) يشبه بالنبي (عليه السلام) من رأسه إلى صدره، والحسنين يشبه به من صدره إلى رجليه، وكانا (عليهما السلام) حبيبي رسول الله من بين جميع أهله وولده.

 روى زاذان عن سلمان رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول في الحسن والحسين (عليهما السلام): " اللهم انى احبهما فاحبهما واحب من احبهما ".

وقال: من احب الحسن والحسين احببته، ومن احببته احبه الله، ومن احبه الله ادخله الجنة ومن ابغضهما ابغضته، ومن ابغضته ابغضه الله، ومن ابغضه الله ادخله النار.

وقال: ان ابنى هذين ريحانتاي من الدنيا.

وروى زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: كان النبى (صلى الله عليه واله) يصلى، فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) فارتدفاه، فلما رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا، فلما عاد عادا فلما انصرف أجلس هذا على فخذه الايمن وهذا على فخذه الايسر، ثم قال: من أحبني فليحب هذين. وكانا (عليهما السلام) حجتي الله لنبيه (صلى الله عليه واله) في المباهلة، وحجة الله بعد أبيهما أمير المؤمنين (عليه السلام) على الامة في الدين والملة.

وروى محمد بن أبى عمير عن رجاله عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال الحسن عليهم السلام لأصحابه: ان لله مدينتين احداهما في المشرق والاخرى في المغرب، فيهما خلق لله تعالى لم يهموا بمعصية له قط، والله ما فيهما وما بينهما حجة لله على خلقه غيرى وغير أخى الحسين (عليه السلام).

وجاءت الرواية بمثل ذلك عن الحسين بن علي (عليهما السلام)، انه قال لأصحاب ابن زياد يوم الطف: مالكم تناصرون على؟ ام والله لئن قتلتموني لتقتلن حجة الله عليكم، لا والله ما بين جابلقا وجابرسا ابن نبي احتج الله به عليكم غيرى، يعنى بجا بلقا وجابرسا المدينتين اللتين ذكرهما الحسن (عليه السلام). وكان من برهان كمالهما (عليهما السلام) وحجة اختصاص الله تعالى لهما بعد الذى ذكرناه من مباهلة النبى (صلى الله عليه واله) بهما، بيعة رسول الله لهما ولم يبايع صبيا في ظاهر الحال غير هما، ونزول القرآن بإيجاب ثواب الجنة لهما على عملهما، مع ظاهر الطفولية فيهما، ولم ينزل بذلك في مثلهما، قال الله تعالى في سورة هل أتى: " {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنةً وحِريراً} [الإنسان: 8 - 12] فعمهما هذا القول مع أبيهما وامهما (عليهما السلام)، فتضمن الخبر نطقهما في ذلك، وضميرهما الدالين على الآية الباهرة فيهما، والحجة العظمى على الخلق بهما، كما تضمن الخبرعن نطق المسيح (عليه السلام) في المهد، وكان حجة لنبوته واختصاصه من الله بالكرامة الدالة على محله عنده في الفضل ومكانه. وقد صرح رسول الله (صلى الله عليه واله) بالنص على امامته، وامامة أخيه من قبله بقوله: ابناي هذان امامان قاما أو قعدا.

ودلت وصية الحسن (عليه السلام) اليه على امامته، كما دلت وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن (عليه السلام) على امامته، بحسب ما دلت وصية رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) على امامته من بعده.

وكانت امامة الحسين (عليه السلام) بعد وفاة أخيه الحسن (عليه السلام) بما قدمناه ثابتة، وطاعته على الجميع.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.