أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-6-2020
2275
التاريخ: 19-4-2017
1855
التاريخ: 5/12/2022
1443
التاريخ: 21-8-2018
1995
|
بصورة نمطية، عندما تواجه شخصاً ما، أو عندما تكون بحاجة لاتخاذ قرار هام فمن الصعب عليك أن تغير من موقفك كلية. كما هو من الصعب أن توضح بصورة وافية لشريك حياتك لماذا تعتبر موقفك مهماً، وهذا بدون أن يصبح شريك حياتك مدافعاً عن نفسه بصورة ما – وقبل أن تشرح وجهة نظرك، فإن شريك حياتك يقوم بإشراكك (أو على الأقل يفكر في أن يشاركك) مع اهتماماته وأهدافه وأسباب شكواه، وعادة ما تتم الإشارة إليه على أنه رد الفعل العفوي بحكم العادة، وهو كثير الحدوث – مثل وجود الفراء على القطط الصغيرة – ولسوء الحظ لسنا جميعاً منصتين متمرسين على مستوى واسع؛ وعليه ففي بعض المواقف، فإن كتابة رسالة أو بطاقة يمكنه أن يصبح أسلوباً ملائماً، وطريقة قوية للتغلب على المشاكل. إن الرسالة المملوءة بالود والرسالة التي تحمل ((المشاعر القلبية)) يمكنها أن تكون طريقة جميلة لكي نتعامل مع اهتمام ما أو أمر نفضله، رغبة ما، أو أنها تمثل حلاً محتملاً.
إن الأثر الذي تتركه الرسالة لا يتأثر بمدى مهارتك في كتابة الرسالة إنما يتعلق الأمر بمدى الإخلاص، ومدى الحب الذي مكنه التأثير على مشاعرك.
وتماماً كما يفعل الكاتب، أمامك فرصة لأن تفكر وتصف حالتك بهدوء وحرص وبدون أي احتمال لمقاطعتك، والمرسل إليه سوف يحظى بميزة أنه سيتمكن من قراءة الرسالة لعدة مرات كما أنه بحاجة لذلك حتى يستوعب تماماً ما هو موقفك، وسوف يفكر هو ((هي)) في الرسالة وفي بعض الحالات يمكنه أيضاً أن يهدأ قبل أن يقدم على أي رد.
إن المرة الأولى التي أتى هذا الأسلوب بثماره لنا كان من قبيل المصادفة، عندما كان عمر طفلتنا عاماً واحداً ؛ لأن كريس زوجتي كانت قد كرست أغلب وقتها للاهتمام بطفلتنا، تاركة وقتاً قليلاً جداً للاعتناء بنفسها، وكنت عندئذٍ أعمل وأكمل دراستي وأقوم بتأليف كتابي الأول، ولم نكن نملك أي نقود وكلانا كان محروم من أن ينال قسطا كافيا من النوم، وكنا نهيم ببعضنا حباً، ولكن مثل أغلب الأزواج الذين لديهم أطفال صغار كنا مرتبكين قليلاً.
وعلى الرغم من تمكني من مغادرة المنزل في بعض المناسبات، إلا أنها كانت في أغلبها تتعلق بالعمل. لقد حاولت أن أوصل رغبتي في السفر بمفردي .
إلا أن التوقيت كان دائماً غير مناسب؛ لأن كريس لم يكن لديها استعداد لتقبل فكرتي في السفر بمفردي لأنها كانت أكثر تعباً مني، وعندما استرجع الأحداث الماضية يمكنني طبعاً أن أدرك السبب وراء ذلك!
في أحد الأيام عندما كانت كريس خارج المنزل مع ابنتنا، قررت أن أكتب لها رسالة وكان نصها: ((أنا أحبك وأحب أسرتي أكثر من أي شيء آخر في العالم، إلا أن حاجتي لأن أنفرد بنفسي وأنعم ببعض العزلة إحساس غامر يمتلكني، أظن أنه مفيد لنا وبصورة جوهرية أن أتمكن من السفر بمفردي ولو بمجرد بضعة أيام. هل لديك أي اقتراحات بهذا الشأن؟)).
عندما رجعت الى المنزل في ذلك اليوم كنت قد نسيت أمر الرسالة إلا أن كريس لم تنس، بل أخبرتني أنها قد رأت رسالتي لعدة مرات وأنه لم يكن لديها أدنى فكرة عن حاجتي الماسة لقضاء بعض الوقت بمفردي، وبدون أي أنانية من جانبها شجعتني أن أذهب بالسيارة للمحيط وهو المكان المفضل لي على وجه الأرض، وأن أقضي ما أحتاجه من وقت لكي أروح عن نفسي، وأبلغتني بأسفها الشديد، لأنها لم تفكر في هذا الموضوع سابقاً، وتساءلت عن سبب عدم مناقشتي لهذا الموضوع معها من قبل.
وتذكر أنني من وجهة نظري قد حاولت أن أناقش الموضوع عدة مرات، إلا أنه وبسبب وجود الطفلة الصغير الباكية، والعديد من المسؤوليات التي يجب أن توليها عنايتنا لم نتمكن أبداً من مناقشة مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لهدوء وسلامة أعصابي – لقد قامت الرسالة بفتح وتوسيع الحوار لموضوع كان يصعب عليّ مناقشته، وبدون ذلك لم يكن بمقدوري أن أعبر عن احتياجاتي بوضوح.
إن الرسالة الشبيهة بتلك الرسالة لا يقصد منها أن تكون بديلاً عن التفاهم الصريح والشجاع، بل إنها تستخدم من أجل فتح الأبواب لتعميق التفاهم بصورة أفضل في العلاقات، أو من أجل أن تكمل العلاقات القائمة.
لقد تقابلنا مع أزواج استخدموا نفس تلك الرسائل ليتطرقوا للعديد من المواضيع والأمور، أو لإظهار قلقهم بشأن زيادة الإنفاق، أو لوجود اختلاف في أسلوب توجيه وتربية الأولاد، أو بسبب الاستياء من التوزيع غير العادل للمسؤوليات.
لقد اكتشفنا أنه من المفيد أن ننظر إلى موقف شريكنا ونرى الجوانب الإيجابية والسلبية، وأثناء ذلك فإننا نكتشف العديد من الأشياء عن شريكنا لم نكن على علم بها، وطالما أن الرسالة كتبت بمشاعر مليئة بالود والاحترام والإخلاص، فمن الصعب أن نتصور أنها لم تفهم بصورة جيدة، وإن لم يكن لديك أي احتياجات فورية لتوجيه تلك الرسالة فلك تهانينا.
وإن كنت تعتقد أن الرسائل مفيدة فقط عندما نهنئ أحداً ما، إذاً اكتب رسالة بسيطة مفادها ((أنا أحبك)).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|