المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

إجراءات البحث التسويقي.
13-9-2016
التفحم الرأسي على الذرة Head smut
2024-02-21
الإحالة على التقاعد
29-3-2016
تفسير سورة الكهف من آية (31-109)
2024-01-22
مكانة السنّة في التفسير
2024-09-15
ابقار الديفون (الماشية ثنائية الغرض)
8-5-2016


كيف نصل أرحامنا ؟  
  
3173   02:53 صباحاً   التاريخ: 2-1-2020
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص305-306
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

كيف نصل أرحامنا ؟

المؤلف: الشيخ حسان محمود عبد الله

الكتاب: مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف [ص305-306]

__________________________________

... يتبادر إلى الذهن سؤال طبيعي وهو: ما هي الحدود التي يكون معها الإنسان واصلاً لرحمه ولا يكون قاطعاً لها؟

والجواب أن صلة الرحم تكون بكل ما يؤدي إلى إرضاء الرحم وعدم انزعاجه من قطيعته بحسب المتعارف أو ما اعتاد عليه.

وللتفسير نقول إنه قد يكون هناك طريقة اعتاد عليها الرحم مع رحمه كان يزوره مرة في الأسبوع على سبيل المثال، فيصبح التخلف عن هذه العادة إذا ما أزعج الآخر ولم يكن هناك مانع يمنعه من ذلك يعتبر بمثابة إساءة وقطيعة للرحم بشرط أن يصبح عادة جديدة لا أن يكون تغيراً طارئاً، وإذا لم يكن هناك طريقة من التواصل اعتاد عليه الطرفان، فإن المطلوب لصلة الرحم أن يصله ولو باتصال هاتفي إذا كان ذلك يرضيه ولا يسيء إليه وإن كان يصله بشكل مقبول ولكنه لا يرضيه فهل يعتبر قاطعاً؟ الجواب إن العبرة هي في العرف القائم بحيث يصدق عليه عرفاً أنه واصل لرحمه، وإن كان الأحوط يستحب أن يصل رحمه بشكل يرضيه ولا يؤذيه وإن اعتبر في العرف واصلاً.

وقد ورد في تحديد الحد الأدنى لصلة الرحم أحاديث كثيرة منها ما اعتبر أن مجرد حسن الكلام ورد الجواب يعتبر كافياً فيها كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: (إن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم وبروا إخوانكم ولو بحسن الكلام ورد الجواب) (1).

ومنها روايات تعتبر أن المطلوب هو صلة الرحم ولو بتقديم شربة ماء للرحم إرواء لظمئه ومن استطاع أن يقدم أكثر من ذلك كأن يقدم مالاً لمن كان من أرحامه محتاجاً إليه، فمن لم يكن يملك مالاً فعلى الأقل أن لا يؤذي رحمه فمجرد كف الأذى يعتبر من موارد الحد الأدنى من صلة الرحم كما ورد في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله:(صل رحمك ولو بشربة من ماء يوصل به الرحم كف الأذى عنها) (2).

_____________________

1ـ بحار الانوار ج71 ص 131 .

2- المصدر السابق ص 103 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.