المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ردّ العجز على الصدر  
  
8836   04:32 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : عبد الرحمن الميداني
الكتاب أو المصدر : البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها
الجزء والصفحة : ص848-849
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2015 1406
التاريخ: 25-09-2015 1705
التاريخ: 25-03-2015 3020
التاريخ: 25-09-2015 1631

يكُون في النثر ويكون في الشعر:

* أمَّا في النثر: فهو أنْ يَجْعَلَ المتكلِّمُ أحَدَ اللّفْظَيْنِ المكرَّرَين، أو المتجانسين أو مَا هو مُلْحقٌ بالمتجانِسَيْن في أوّل الفقَرَة، والآخر في آخِرِها، مثل ما يلي:

(1) قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الأحزاب/ 33 مصحف/ 90 نزول) خطاباً لرسوله صلى الله عليه وسلم بشأن تزوجّه من زينب مُطَلَّقة متبَنَّاه زَيْد:

{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ...} [الآية:37].

هذا مثال اللفظين والمكرّرَيْن.

(2) قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (نوح/ 71 مصحف/ 71 نزول) في حكاية ما قال نوحٌ عليه السلام لقومه:

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً}.

هذا مثال للّفظَيْن المتلاقِيَيْن في الاشتقاق.

(3) قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الشعراء/ 26 مصحف/ 47 نزول) حكاية لما قال لوطٌ عليه السلام لقومه:

{قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ}.

هذا مثال للّفظَيْنِ المتلاقِيَيْنِ فيما يشبه الاشتقاق.

 

* وأمّا في الشعر: فهو أن يجعلَ المتكلم أحد اللّفظين المكرّرين، أو المتجانِسَيْن، أو ما هو مُلْحَقٌ بالمجانسين في واحد من الوجوه التالية:

الوجه الأول: أن يكون أحدُهما في آخر البيت والآخر في أول البيت، مثل قول الأفيشر:

*سَرِيعٌ إلى ابْنِ الْعَمِّ يَلْطِمُ وَجْهَهُ * وَلَيْسَ إلى دَاعِي النَّدَى بسَرِيعِ*

الوجه الثاني: أن يكون أحَدُهُما في آخر البيت والآخر في آخر الشطر الأول، مثل قول أبي تمام:

*وَمَنْ كَانَ بِالبِيضِ الكواعِبِ مُغْرَماً * فَما زِلْتُ بِالبِيضِ القَوَاضِبِ مُغْرَمَاَ*

الكواعِبُ: جمع "كاعِب" وهو الجاريةُ حين يَبْدو ثدْيُها.

بالْبِيضِ الْقَوَاضب: أي: بالسُّيوف القواطع.

الوجه الثالث: أن يكون أحدهما في آخر البيت، والآخر في حَشْوِ الشطر الأول، مثل قول الصِّمَة بن عبد الله القُشَيْري:

*أقولُ لِصَاحبي والعِيسُ تَهْوِي * بِنَا بَيْنَ المُنِيفَةِ فالضِّمَار*

*تمَتعْ مِنْ شِميم عَرَارِ نجْدٍ * فَمَا بَعْدَ العَشِيَّةِ من عَرَارِ*

العَرَار: وردة ناعمة صفراء طيّبة الرَّائحة.

الوجه الرابع: أن يكون أحدُهُما في آخِرِ البيت والآخَرُ في أوّل الشّطْر الثاني، مثل قول ذي الرّمّة:

*ألِمَّا عَلَى الدَّارِ الَّتِي لَوْ وَجَدْتُهَا * بِهَا أَهْلُهَا مَا كَانَ وَحْشاً مَقِيلُهَا*

*وَإِنّ لَمْ يَكُنْ إلاَّ مُعَرَّجَ سَاعَةٍ * قَلِيلاً فإنِّي نَافِعُ لي قَلِيلُهَا*

أَلِمَّا: أي: انْزِلاَ نُزُولاً قَلِيلاً.

مُعَرَّج: يُقالَ: عرَّجَ عليه، إذا مَالَ إليه. وعَرَّجَ بالمكان. إِذا نَزَل به.

قليلاً: أي: إلاَّ مُعَرَّجاً قليلاً.

أمثلة متنوعة من ردّ العجز على الصدر:

(1) قال القاضي الأرّجاني:

*دَعَانِي مِنْ مَلامِكُمَا سَفَاهاً * فَدَاعِي الشَّوْقِ قَبْلَكُما دَعَاني*

(2) وقال الثعالبي:

*وإِذَا الْبَلاَبِلُ أفْصَحَتْ بِلُغَاتِهَا * فَانْفِ الْبَلاَبِلَ باحْتِسَاءِ بَلاَبِلِ*

البلابل: الأولى جمع "بُلْبل" وهو الطائر المعروف بالتغريد. والثانية جمع "بِلْبَال" وهو الحزن. والثالثة: جمع "بُلْبُلَةْ" وهو إبريق الخمر.

(3) وقال الحريري:

*فَمَشْغُوفٌ بآياتِ الْمَثَانِي * ومَفْتُونٌ بِرَنَّاتِ الْمَثَانِي*

المثاني: الأولى: آيات القرآن. والثانية: أوتار المزامير التي ضُمَّ طاقٌ منها إلى طاق.

(4) وقال القاضي الأرّجاني:

*أَمَّلْتُهُمْ ثُمَّ تَأَمَّلْتُهُمْ * فَلاَحَ لي أنْ لَيْسَ فِيهِمْ فَلاَحْ*

(5) وقال البحتري:

*ضَرَائِبُ أَبْدَعْتَهَا فِي السَّمَاحْ * فَلَسْنا نَرَى لَكَ فِيها ضَرِيبا*

ضرائب: جَمْعُ "ضَرِيبة" وهي ما طُبِعَ عليه الإِنسان.

ضَرِيباً: أي مثيلاً ونظيراً.

(6) وقال أبو العلاء المعرّي:

*لَوِ اخْتَصَرْ تُمْ مِنَ الإِحْسَانِ زُرْتُكُمُ * والْعَذْبُ يُهْجَرُ لِلإِفْرَاطِ في الْخَصَرِ*

الْخَصَر: شِدَّةُ البُرُودَة.

(7) وقال ابنُ عُيَيْنَة الْمُهَلَّبِي:

*فَدَعِ الْوَعِيدَ فَمَا وَعِيدُكَ ضَائِرِي * أَطَنِينُ أجْنِحَةِ الذُّبَابِ يَضِيرُ*

(8) وقال أبو تمّام من قصيدة يرثي بها محمّد بن نَهْشَل حين اسْتُشْهِد:

*وَقَدْ كَانَتِ الْبِيضُ الْقَواضِبُ في الوغَى * بَوَاتِرَ وهْيَ الآنَ مِنْ بَعْدِهِ بُتْرُ*

البيض القَوَاضب: السيوف القواطع.

بَواتِر: أي: قواطع.

بُتْرُ: جمع "أبْتر" وهي بمعنى: أقطع، أي: مقطوع.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.