المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Benjamin Banneker
21-3-2016
Binary Carry Sequence
28-8-2020
أضرار الإضاءة المستمرة على الباذنجان
20/12/2022
اسلم أبو تراب.
30-9-2020
مراحل السير النزولي للإنسان المجرم
2023-07-24
هل تأكل الحفارات الخشب حقيقة؟
24-3-2021


التعانق  
  
1751   04:35 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : عبد الرحمن الميداني
الكتاب أو المصدر : البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها
الجزء والصفحة : ص856-857
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2015 1370
التاريخ: 25-03-2015 4135
التاريخ: 26-09-2015 4049
التاريخ: 26-03-2015 1943

وهو قسمان:

القسم الأول: "اقتباس أوائل اللاّحق من أواخر السابق" ويُطْلَق عليه "تشابُه الأطراف".

وهو أن يؤتَى بآخر الفِقَرَةِ السَّابقة من الكلام، أو بآخر الشطرة الأولى من البيت، أو بآخر البيت، فيُجْعلَ بدأَ للكلام اللاحق، وقد يُكَرَّرُ هذا في النصّ الواحد.

* فمنه قول ليلى الأخيليّة في مدح الحجّاج بن يوسف الثقفيّ:

*إِذَا نَزَلَ الْحَجَّاجُ أَرْضاً مَرِيضَةً * تَتَبَّعَ أَقْصَى دَائِهَا فَشَفَاهَا*

*شَفَاهَا مِنَ الدَّاءِ الْعُضَالِ الّذِي بها * غُلاَمٌ إِذَا هَزَّ الْقَنَاة سَقَاهَا*

*سَقَاهَا فَرَوَّاهَا بِشِرْبٍ سِجَالُهُ * دِمَاءُ رِجَالٍ يَحْلُبُونَ صَرَاها*

 

أي: إذا نزل بأرض فيها خارجون يُفْسدون تتبَّعَهُم حتَّى قَتَل الهاربين والمتخفين ورؤُوسَ الفتنة منهم، وأجهز عليهم.

بِشِرْب: أي: بِشَراب.

سِجَالُه: السِّجال جمع "السِّجْل" وهي الدَّلْوُ العظيمة، والضَّرْعُ العظيمة، ومرادُها هنا الضروع، تَشبيها لأوعية دماء الخارجين المسفدين بالضروع الممتلئة الْمُصَرَّاة (وهي التي حُبِسَ فيها لَبَنُها).

يَحْلبُونَ صَرَاها: الصَّرَى ما طال مُكْثُه ففسد، تريد أنّ جنود الحجّاج يستخرجون برماحهم وسيوفهم الدّماء الفاسدة من الأشرار الخارجين المفسدين في الأرض.

* ومنه قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (النور/ 24 مصحف/ 102 نزول):

{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ...} [الآية:35].

يلاحظ في هذا النّص ثَلاثُ فقرات اشتملت على هذا النوع من أنواع البديع:

كمِشْكاةٍ فيها مِصْبَاحٌ.

الْمِصْبَاحُ في زُجاجَة.

الزُّجَاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ.

القسم الثاني: "اقتباسُ الرَّكَائِز".

وهو أن يؤتى من الجملة السّابقة ما يُتَخَذُ رَكيزَةً في بناء الجملة اللاّحقة.

الركيزة في اللّغة: ما يُرْتكَزُ عليه مما هو ثابت في الأرض وغيرها، يقال لغة: رَكَزَ شيئاً في شيء إذا أثبته فيه. وركز السَّهمَ في الأرض إذا غرَزَه فيها، ويقال ارْتكز على الشيء إذا اعتمد عليه.

ومن "اقتباس الرّكائز" قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (المؤمنون/ 23 مصحف/ 74 نزول):

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}.

في هذا النّص أُخِذَتِ الركيزة من جملة {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ} وهي كلمة {نُطْفَةً} وبُنِيَ عَلَيْهَا الْجُمْلَةُ التي بَعْدها، وهي: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً}، وأخذت الركيزة من هذه الجملة، وهي كلمة {عَلَقَةً} وبُنِيَ عليها الجملةُ التي بعدها، وهي: {فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً} وَأُخِذَتِ الرَّكيزة من هذه الجملة، وهي كلمة {مُضْغَةً} وبُنيَ عليها الجملة الّتي بعدَها، وهي: {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً} وأُخِذَتِ الرَّكِيزَة من هذه الجملة، وأُخِذَتِ الرَّكِيزَةُ من هذه الجملة، وهي كلمة "عِظَاماً" وبني عليها الجملة التي بعدها، وهي: {فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً}.

وهكذا تَعانق النصّ باقتباس الرَّكائز والبناء عليها، وساعد المعنى على إبداع هذا الفنّ.

وهو فنٌّ يصلح في مجال التعليم والتفهيم، وبناء الأفكار بعضها على بعض وفي مجال الإِقناع وتثبيت الأفكار، كما تقول في الحساب مثلاً:

خمسة أضف إليها خمسة تصير عشرة، عشرةٌ اضربها بعشرة تصير مئة، مئة قَسّمْها على خمسة يكون الحاصل عشرين. عشرون إذا قسمناها على أربعة يكون الحاصل خمسة إذن: (5+5×10÷5÷4=5).

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.