أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2020
3387
التاريخ: 6-4-2022
1817
التاريخ: 15-8-2018
1982
التاريخ: 4-1-2020
1713
|
يمكن تقسيم الأساليب المتبعة والمعاشاة من قبل الأب في تربية أولاده الى عدة أساليب:
1ـ الأسلوب الانفعالي:
وهو الأسلوب الذي يصدر عن الأب نتيجة لردّة فعلٍ على تصرف خاطئ من قبل الولد الصغير أو الشاب، كما لو شتم أو ضرب أو أسرع في حكم خاطئ أو فسر الكلام بما لا يناسب.
خطورة الاسلوب الانفعالي:
وليعلم أن هذا الأسلوب شائع في التجارب الأسرية وأغلب الآباء يقعون فيه نتيجة الغضب وسرعة أخذ الحكم أو لأسباب أخرى.
فمثلا قد يقول الولد الصغير لوالده: كسرت المبراة أو ضيَّعت الممحاة أو اللعبة الفلانية وأريد بدلها أو ثمنها،، فإن الأب إذا ما انفعل وقام بتصرف سريع كالسباب والتوبيخ الشديد أو عدم المبالاة لحاجة ولده وكأن شيئا لم يحصل، فإن الولد سوف يتأثر سلبياً بأسلوب والده الانفعالي وخاصة مع تكراره مما يدفع بالولد الى كبت ما في نفسه، والإعراض عن طلب الكثير من حاجياته المدرسية أو الترفيهية، مما له مردوده السلبي على هذا الول، وإن اختلفت الآثار السلبية بحسب قدرة الولد على التحمل وعدمه .
ومثال آخر قد يقول الشاب لوالده: أريد دراجة جديدة أو هاتفاً أو ثياباً رياضية أو كفوفاً للتدفئة أو مالاً أو غير ذلك من الحاجات، فإذا ما قام الأب نتيجة فهم متسرع أو معلومات مغلوطة أو ناقصة برد طلبه وتوبيخه، فلسوف يترك أثراً كبيراً على هذا الشاب الذي فهمه والده خطأ، وخاصة إذا ما تكرر ذلك إلا أن هذا يختلف من شاب الى آخر.
وعلى كل حال، فإن سلبية هذا الأسلوب على الولد ظاهرة لا شائبة فيها نعم قد تشتد وقد تضعف حسب المورد والحالات المختلفة.
علاج الأسلوب الانفعالي:
إن العلاج يتم بتصحيح الخطأ الحاصل من قبل الأب بلحاظ ما فيه مصلحة لولده بغض النظر عن قيام الأب بالاعتذار أو إظهار فشله في التربية، وعليه إذن أن يقوم بعدة خطوات:
أولاً: الالتفات الى مشاعر الولد الذي فشل أو أحرج نتيجة تصرف الأب.
ثانياً: عدم تكرار هذا التصرف معه.
ثالثاً: الإحسان الى الولد والعطف عليه بعد هذه الحالة من قبل الأم أو الأب، ويكون الإحسان اليه مترافقاً مع إبقاء صورة قداسة الأبوة في نظره ولو بالتماس عذر مبرر لتصرف الأب كما لو قلنا له إنه كان متبعاً بمشاكل عدة. وفي نفس الوقت ينبغي للأب الاعتذار لأن له أداؤه التربوي العظيم في نفسية الولد.
نعم إذا كان الابن شاباً كبيراً يعي الأمور وقد تبين له خطأ الأب، فإن كان الوسيط في المعالجة هي الأم فعليها شرح الموضوع أكثر وإظهار أنه كان له رأيه في المشكلة حيث أنطلق من حرصه عليه وعلى مستقبله، في حين أنه ينبغي اعتبار كأفضل أصدقائه وقد يخطئ لعدم عصمته. ولا ينبغي الكذب على الشاب في هذا الحالة لأنه يعرف الحقيقة ويفهم الأمور وسوف تترك هذه القضية انطباعاً سيئاً في نفسيته إن لم يبادر الى الحلّ.
وإن كان المبادر للعلاج هو نفس الأب فلا طريق له إلا المصارحة مع ولده الكبير الذي هو بمثابة أخيه وصديقه، والصديق عند خطئه مع صديقه يقوم بتوضيح الأمر والاعتذار، نعم بما أن للولد حرمته فإن الاعتذار لا يكون بالقول بل بالتصرف المفهم لحب الوالد لولده وخوفه من ضلاله ليعلم أن خلفية الخطأ غير المتعمد من قبل والده كان التربية والتوجيه لا الكره والجهل والانتقام وإن كان الاعتذار له فوائده التربوية الجمّة.
ومما لا شك فيه أن الشاب عندما يرى حسن التصرف من قبل الأب سوف يقوم هو بالمبادرة الى التقرب منه ونسيان ما حصل، ولسوف يترك هذا التصرف له أثراً إيجابياً عليه وعلى مستقبله وسوف يكبر ويعظم احترامه له وسيعتبره القدوة له التي يتأسى بها عند حصول أية مشكلة معه في المستقبل.
هذا بالإضافة إلى الحب الذي سوف يزداد عند الولد والذي سوف يترجم على شكل بر لوالديه واعتناء بهما أكثر.
2- الأسلوب الهجومي:
وهو عبارة عن تصرف غير مسؤول من قبل الأب عند صدور الخطأ من ولده، فيقوم بالهجوم عليه إما بواسطة الكلام القاسي منه أو القبيح المشتمل على السباب والصوت المرتفع، وإما بالضرب بيده أو بعصاه وحذائه.
والأسلوب الهجومي يشبه الأسلوب الأول الانفعالي في الخلفية والنتيجة وقد يكون ناتجاً عنه الا أن الهجومي يزيد عليه في العدوانية والتعدي نتيجة الانفعال والغضب الزائد أو نتيجة زيادة قبح عمل الولد وتصرفه.
خطورة الأسلوب الهجومي:
إن الحالة الانفعالية المستلزمة للتعدي والعدوانية بغض النظر عن خلفياتها المبررة أو غير المبررة هي ذات مردود سلبي وخطير على الأولاد وغيرهم، وهو مما يتفاجأ به الأطفال والكبار كما ويدخل الأسرة في متاهات معقدة خصوصا مع التكرار، لأنه يورث العقد النفسية لدى الأطفال وحالة الخوف مما له أثره السلبي على الأولاد في مواجهة مشاكل الحياة، وقد ثبت تربوياً أن الضرب بالخصوص لا يحلُّ مشكلة بل يزيد المضروب عناداً.
علاج الأسلوب الهجومي ضمن نقاط:
أولاً : إن علاج الغضب يكون بإدراك الغضب المفرط هو حالة نارية محرقة تخرج الإنسان عن طوره الإنساني، ولو نظر الغضبان في المرأة لرأى نفسه بصورة أخرى غير الصورة المعهودة لديه، ومن الناحية العملية على الغضوب أن يتذكر غضب الله وسطوته والنار التي أعدّها لمن يرتكب مثل هذه الخصلة السيئة والمنكرة والتي ورد في الأحاديث أنها تأكل الحسنات، وتوقع الإنسان في كثير من المخالفات الإلهية، والغضوب قد تأتي عليه ساعة لا يعرف فيها ربه ويتنكر لكل القيم الأخلاقية والشرعية، فإذا ما تذكر ذلك عمل بكل ما في وسعه للجم حالة الانفعال والثوران في داخله، فإن كان قائماً فليجلس وإن كان جالساً فليستلقِ على ظهره أو ليذهب ويسيغ وضوئه ويكثر من كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ثانياً : إقلاع الأب عن هذا الأسلوب مع أولاده ويسعى لعدم تكراره، وتبديله بالأساليب الناجحة.
ثالثاً : الأم بما أنها تمثل النيابة عن الأب في كثير من الأمور وبما لها من دور عاطفي ينبغي أن تستحضر بحكمتها ما يتدارك غضب الأب وثورته على أولاده .
ولكن عليها أن لا تواجه الزوج في ساعة ثورانه، فمن جهة لا تحسس زوجها بأنها تواجهه ومن جهة تخفف عن الأولاد آثار غضبه، ولا ينجح في ذلك إلا الأسلوب الحكيم.
وحبذا لو طلبت الزوجة الأم بجلسة حوار ومناقشة بعد المشكلة الحاصلة وفي الوقت المناسب.
والأمر عينه إذا كان الأسلوب من قبل الزوجة فعلى الزوج تحمل المسؤولية ومنعها من اللجوء الى ضرب الطفل أو وضعه في حالة الفريسة التي تنتظر موتها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مركز الثقافة الأسرية ينظم برنامج (ربيع الثقافة المعرفي) لطالبات ثانوية الزهراء في بغداد
|
|
|