أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016
2927
التاريخ: 2023-10-18
754
التاريخ: 2023-04-08
2389
التاريخ: 6-6-2021
2799
|
سرية أسامة
سنة 11 للهجرة لأربع بقين من صفر عبأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آخر سرية بنفسه واهتم بالسرية هذه اهتماما عظيما ، وأمر أصحابه بالتهيؤ لها وحضهم حضا عظيما عليها ولم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسعد وأمثالهم إلا عبأه بالجيش ، وذلك ما أجمع عليه أهل السير والاخبار ، كطبقات ابن سعد ، وتاريخ الطبري ، وابن الأثير ، والسيرة الحلبية ، والسيرة الدحلانية ، وغيرها . وفي النوادر مما أورده الحلبي عند ذكر هذه السرية ج 3 من سيرته قال : إن الخليفة المهدي لما دخل البصرة رأى إياس بن معاوية الذي يضرب به المثل في الذكاء وهو صبي ووراءه أربع مئة من العلماء وأصحاب الطيالسة ، فقال المهدي : أف لهذه العثانين " أي اللحى " أما كان فيهم شيخ يتقدمهم غير هذا الحدث ؟ ثم التفت إليه المهدي وقال : كم سنك يا فتى ؟ فقال : سني ما أطال الله بقاء أمير المؤمنين سن أسامة بن زيد بن حارثة لما ولاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جيشا فيه أبو بكر وعمر . فقال : " تقدم بارك الله فيك ، قال الحلبي وكان سنه 17 سنة " فلما كان من الغد دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أسامة فقال له : سر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فاغد صباحا على أهل ابني وحرض عليهم وأسرع السير لتسبق الاخبار ، فان أظفرك الله عليهم فأقل اللبث فيهم ، وخذ معك الأدلاء ، وقدم العيون والطلائع معك . بيد أن اليوم 28 صفرا بدأ مرض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فحم وفي صباح اليوم التاسع والعشرين حين وجدهم متثاقلين خرج إليهم وحضهم على السير ، وعقد اللواء لأسامة بيده الشريفة . وقال : أغز بسم الله وفي سبيل الله ، وقاتل من كفر بالله ، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف ( كان عمر زمان خلافته يقول لأسامة : مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنت علي أمير - نقل ذلك المؤرخون منهم الحلي ) ثم تثاقلا هناك فلم يبرحا بالرغم من نص النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على إسراعهم قبل وصول الاخبار ، وطعنهم بتأمير أسامة حتى غضب ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غضبا شديدا ، فخرج ( صلى الله عليه وآله وسلم ) معصب الرأس محموما مدثرا بقطيفة وكان يوم السبت يوم العاشر من ربيع ويومين قبل وفاته وصعد المنبر وقال : أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبل وأيم الله انه كان لخليقا بالامارة ، وان ابنه من بعده لخليق بها ، وحضهم على المبادرة إلى السير فجعلوا يودعونه ويخرجون إلى العسكر بالجرف وهو يحضهم على التعجيل ثم ثقل مرضه فجعل يقول " جهزوا جيش أسامة جهزوا جيش أسامة ، أرسلوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة " يكرر ذلك وهم متثاقلون حتى اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ( يوم الاثنين ) دخل أسامة من معسكره على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأمره بالسير قائلا : اغد على بركة الله تعالى ، فوعده وخرج إلى المعسكر ، ثم رجع ومعه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إليه وهو يجود بنفسه ، فتوفي في نفس اليوم . فرجع الجيش إلى المدينة وكادوا يعزلون أسامة لولا اصرار أبي بكر ، فذهب أسامة وانتصر وعاد منصورا ، فكان نص رسول الله صائبا ، ومن خالفوه ومنهم عمر الذي جاء أبا بكر على عزل أسامة فلم يرض ، وكانوا يطلبون من أبي بكر إلغاء البعث ، فوثب أبو بكر واخذ بلحية عمر فقال : ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب ! استعمله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتأمرني أن انزعه . ذلك ما نقله الحلبي والدحلاني في سيرتيهما ، وابن جرير في تاريخه وغيرهم .
وقد أورد الشهرستاني في المقدمة الرابعة من كتاب الملل والنحل : " جهزوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلف عنه " فمن هو الذي تأخر ؟ أليس الذين اغتنموها فرصة وكسبوا الخلافة رغم النصوص ولم يردعهم الامر واللعن ، وحتى ما نعوا من الإتيان بالقلم والقرطاس لرسول الله ليكتب لهم ما لا يضلون بعده فقالوا : حسبنا كتاب الله ، كأن رسول الله لا يعرف ذلك ، وفاتهم ان رسول الله لما نص على مجملات القرآن من صلاة وزكاة وغيرهما كانت سنته وكتابه ملزمان معا . تخلفوا وخالفوا وهم واثقون من مرض موته ، وانه بعدما بينه في حجة الوداع ، وأدلى لهم انه دعي ويجيب ، جميع القرائن والشواهد دلت على أنهم كانوا قد تهيأوا لها ودبروها رغم النصوص والأوامر ، وهم يعلمون أولا وآخرا من هو أحق بالخلافة . سبقه للإسلام ، وقربا لرسول الله ، وعلما وتقوى وشجاعة ، وبلاء في الحروب والوقائع ، وتضحية عن حياض الاسلام والرسالة وأخيرا الآيات القرآنية والنصوص النبوية التي أرادوا محوها فأبى الله ذلك . بيد أنهم أوجدوا فرقة ومحنة في الاسلام ( الذي يجب ان يعم العالم ) فتسببوا في تصدعه وتفرقته وضعفه بما بدأوا به وبما ختموا به اعمالهم في ايداع الخلافة إلى أشقى افراد اندمجوا بالإسلام والإسلام برئ منهم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|