أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-6-2021
2874
التاريخ: 15-11-2016
2963
التاريخ: 27-11-2019
1566
التاريخ: 20-10-2019
1933
|
ايمانه ودينه
اما رسول الله فقد خرج من مكة يصحبه أبو بكر حتى إذا بلغوا الغار واختفوا فيه ، وعقبت اثرهم قريش حتى وصلوا باب الغار فخاف أبو بكر وحزن حزنا شديدا فنزلت الآية لذلك ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه ) إلى آخرها . فما بال أبي بكر يحزن وهو خائف ويدري انه مع رسول الله ، فإن كان مؤمنا بالله ورسوله فهل هناك شهادة أعظم من هذه وكما ذكرنا آنفا ان المؤمن هو الذي يقدم نفسه وماله في سبيل الله مسرورا أملا بما عند الله له من ثواب الدنيا والآخرة فعلام هذا الحزن الشديد الذي يتراءى لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى يقول له : لا تحزن ان الله معنا ؟ وكيف بمن يقدم نفسه للقتل في ساحات القتال ، بل كيف عرض نفسه لذلك الخطر العظيم علنا ونام محل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دون خو بل بكل رحابة صدر واخلاص حتى نزلت في مدحه الآية الشريفة ( راجع ما جاء في العقد الفريد لتفسير الآية عن المأمون ) ( 1 ) . وفي المدينة انما برز أبو بكر بالنسبة لبعض الصحابة انما كان لزواج ابنته لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولطالما كادت هذه الصلة ان تنهدم ، بسبب عائشة نفسها وأعمالها في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتألب زوجاته عليه ، وان لقارئ القرآن ان يدرك ذلك ، ولكم حاولت عائشة ان تقدم أباها وتظهره بمظهر يفوق غيره من بعض النواحي ليأتم به المسلمون في صلاتهم مثلا في مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغيبته ، ولكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حضر ونحاه ولقد حضر أبو بكر بيت عائشة ورأى تطاولها على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديثه عدة مرات ومنها حينما كان يتحدث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنها فأجابته ( أقسط ) أي انك معتد وغير عادل حتى اضطر أبو بكر لصفعها وهو مظهر ديني وسياسي أخمد به فتنة ربما أدت إلى ما لا تحمد عقباه . ولطالما تطاولت عائشة بحديثها على رسول الله حتى قالت مرة انه متى أراد الزواج بامرأة انزل آية وقال : أمره الله بها وهذا من دلائل الكفر بالله ورسوله ، وهل من يشهد برسالته ينكر عليه هذا الانكار ويصمه بالخداع والكذب والتحايل على الله . وكان أبو بكر دائما يظهر امام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذكائه وفطنته ، بمظهر الصديق فيصلح هذه المفاسد الحاصلة من ابنته ، وفي الوقت نفسه سيطر على أكبر زاوية يثبت بها مقاصده ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يشعر بذلك ويشعر بحبه للتقرب وظهوره امام غيره ، وكان أحيانا يعطيه ذلك المجال كما في واقعة خيبر . إلا أنه يعود مندحرا ! وكما أرسله مع سورة البراءة لالقائها على قريش واستعادها منه ، اما بأمر الله أو علما بأنه ربما أساء الاستفادة أو هناك امر آخر يعلمه الله ورسوله ، واسترجع منه ذلك وأعطاها لعلي ( عليه السلام ) فأبرز ان منزلة علي فوق كل ذلك ، وكما نقل عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ان ذلك أمر الله ولا يقتضي إلا لوصيه القيام به .
ومما يذكر ان أبا بكر ، كما جاء في كامل المبرد راويا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه نظر إلى رجل ساجدا فقال : ألا رجل يقتله ؟ فحسر أبو بكر عن ذراعه وانتضى السيف واتجه نحوه ثم عاد للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : أأقتل رجلا يقول لا إله إلا الله ! فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا رجل يفعل ؟ فقال عمر مثل ذلك فلما كان في الثالثة قصد له علي بن أبي طالب فلم يره فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كانت أول فتنة وآخرها . وقيل إن الرجل هو ذو الخويصرة التميمي رئيس الخوارج . وقد أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقتله لعلمه عن الله به وأنه أي ذا الخويصرة ، قال له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لما قسم غنائم خيبر ما عدلت ، فغضب ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال ويحك ! فمن يعدل ان انا لم أعدل ؟ ( راجع الفيروز آبادي صاحب قاموس اللغة في كتابه سفر السعادة ) .
ان شبهة أبي بكر وامتناعه عن قتل الرجل أول شبهة وقعت في الاسلام ثم ثنى بامتناع عمر عن امر رسول الله ثم ثلث بتخلف أبي بكر وعمر عن جيش أسامة ثم ربع بإنكار عمر موت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . والحق للفيروز آبادي في ذلك فقد رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة الرجل ومع هذا امر بقتله . وهل يأمر رسول الله بقتل أحد جزافا ؟ وكيف لرجل صحابي يدعي الاسلام والإيمان بالله ورسوله ويدري أنه لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى ويشك بدعوة وأمر رسول الله ويغلب عليه الشك لدرجة انه يمتنع عن أمره ويترك الرجل ، ويعمل نفس الشئ عمر صاحبه ، فكيف صدقا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآمنا به وبعده يخالفانه في مثل هذه الصراحة ، وهل كان أكثر عطفا ورأفة على البشرية من رسول الله ؟ وكيف بعد هذا فرقا بين الحق والباطل .
___________________
( 1 ) الآية 207 من سورة البقرة ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف
بالعباد ) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|