المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معنى {إِنَّ رَبَّكَ أَحٰاطَ بِالنّٰاسِ}
16-11-2015
Glottalisation
2024-03-13
 الانزيمات Enzymes
21-12-2015
المُهلهَل
27-09-2015
Lipid Secretion from Enterocytes
6-10-2021
نظام الزوايا نصف ، قطرية
9-8-2017


بحر الخفيف  
  
2452   02:46 صباحاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : ابن الدماميني
الكتاب أو المصدر : العيون الغامزة على خبايا الرامزة
الجزء والصفحة : ص156-158
القسم : الأدب الــعربــي / العروض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-6-2021 2245
التاريخ: 25-03-2015 2242
التاريخ: 24-03-2015 10943
التاريخ: 24-03-2015 8524

أقول: قال الخليل سمي خفيفاً لأنه أخف السباعيات. وقيل لأن حركةَ الوتد المفروق فيه اتصلت بحركات الأسباب فخفتْ لتوالي لفظ ثلاثة أسباب، وهذا في الحقيقة ليس مغايراً لقول الخليل، بل هو كالتفسير له، والله اعلم. وهذا البحر مبني في الدائرة من ستة أجزاء على هذه الصورة: فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن، فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن قال:

كفيت جهاراً بالسِّخال الرَّدى فإن

قدرنا تجد في أمرنا خطب ذي حمى

فلم يتغير يا عُميرُ وصالها

جحا جحةٌ في حبلها علقوا معا


أقول الكاف من ((كفيت)) إشارة إلى أن هذا هو البحر الحادي عشر، والجيم من قوله ((جهارا)) إشارة إلى أن له ثلاث أعاريض، والهاء إشارة إلى أن له خمسة أضرب. فالعروض الأولى صحيحة لها ضربان الأول مثلها، وبيته:

حلّ أهلي ما بين دُرنا فبادو

لي وحلَّت علويةً بالسخالِ

قوله ((نافبادو)) هو العروض، وقوله ((بسخالي)) هو الضرب، وزن كلّ منهما فاعلاتن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((بالسخال)). والضرب الثاني محذوف، وبيته:

ليت شعري هلْ آتينهمْ

أم يحولن من دون ذاك الَّدى

فقوله ((آتينهم)) هو العروض، وقوله ((كرردى)) هو الضرب، وزنه فاعلن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((الردى)). العروض الثانية محذوفة ولها ضرب واحد مثلها وبيته:

إن قدرنا يوماً على عامرٍ

ننتصفْ منه أو ندعه لكمْ

فقوله ((عامرنْ)) هو العروض، وقوله ((هو لكم)) هو الضرب، وزن كل منهما ((فاعلن)). وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((فإن قدرنا)). العروض الثالثة مجزوءة صحيحة لها ضربان الأول مثلها وبيته:

ليت شعري ماذا ترى

أمُّ عمرو في أمرنا

 

فقوله ((ماذا ترى)) هو العروض وقوله ((في أمرنا)) هو الضرب، وزن كل منهما مستفعلن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله في أمرنا. الضرب الثاني مقصور مخبون وبيته:

كلّ خطبٍ إن لم تكو

نوا غضبتم يسير

 

فقوله ((إن لم تكو)) هو العروض وقوله ((يسيرو)) هو الضرب، وزنه فعولن، وذلك لأن أصله مستفع لن فحذفت سينه بالخبن، وأُسقطت نونه وأُسكنت لامه بالقصر، فصار متفعلْ فنقل إلى فعولن. ومستفع لن هذه مفروقة الوتد كما تقدم، فمن هنا استبان لك دخول القصر فيها. وقد وقع لبعضهم التعبير هنا بالقطع وهو سهَوْ. وأشار الناظم إلى هذا الشاهد بقوله خطب. ويدخل هذا البحر من الزحاف الخبن وهو حسن، والكف وهو صالح، والشكل وهو قبيح، وفيه المعاقبة بين نون فاعلاتن وسين مستفع لن، وبين نون مستفع لن والف فاعلاتن بعده، فيتصور فيه الصدر والعجز والطّرفان، فالخبن في مستفع لن صدر، والكف فيه أو في فاعلاتن عجز، والشكل في مستفع لن أو فاعلاتن إذا وقع وسطاً طرفان. فبيت الخبن:

وفؤادي كعهده لسليمى

بهوىً لم يزل ولم يتغيرْ

وأجزاؤه كلها مخبونة. وأشار الناظم إلى هذا الشاهد بقوله ((فلم يتغير)). وبيت الكف:

يا عُمير ما تظهر من هواك

أو تُجِنُّ يستكثر حين يبدو

 

أجزاؤه كلها إلا الضرب مكفوفة. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((يا عمير)). وبيت الشكل:

صرمتكَ أسماء بعدَ وصالها

فأصبحت مكتئبا حزينا

 

أجزاؤه الأول والثالث والخامس مشكولة. وأشار الناظم إلى هذا الشاهد بقوله ((وصالها)). ويدخل الضرب الأول التشعيث. وقد مرَّ تفسيره والكلام عليه فيما أجرى من العلل مجرى الزحاف، وبيته:

إنّ قومي جحا جحةٌ كرامٌ

متقادمٌ عهدهم أخيارُ

 

فقوله ((أخيارو)) هو الضرب، وزنه مفعولن، وفيه مع ذلك أيضاً الشكل بالجزء الثاني والجزء الرابع، وفي كل منهما الطرفان. وأشار الناظم إلى هذا الشاهد بقوله ((جحا جحة)). ويدخل الخبن في الضرب المحذوف، وبيته:

والمنايا من بين سارٍ وغادٍ

كلُّ حيٍّكلُّ في حبلها علقُ

فقوله (علقو)) وزنه فعلن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((في حبلها)). ((تنبيه)) استدرك بعض العروضيين لهذا البحر عروضاً مجزوءة مقصورة مخبونة لها ضرب مثلها وجعل منها قول أبي العتاهية:

عُتْبُ ما للخيال

خبريني ومالي

ويحكى أن أبا العتاهية لما قال أبياته التي هذا أولها قيل له خرجت عن العروض. فقال: أنا سبقت العروض.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.