المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الاعتبارات المؤثرة في حيدة المحقق
8-6-2016
الحكم بن أزهر بن فهد الحميري
22-7-2017
تمييز الاسم التجاري عن ما يشتبه به
17-3-2016
التفاغر / الالتحام Anastomosis
10-5-2017
أمنحتب سورر.
2024-05-23
الإشتراك واستعمال اللفظ المشترك في أكثر من معنى
26-8-2016


مناظرة المحققين والباحث في مسألة أصحاب الإمام الحجة (عليه السلام)  
  
2786   11:29 صباحاً   التاريخ: 12-11-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 468-475
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * الإمام المهدي (عجل الله فرجه) /

وردت روايات مختلفة وبعبارات شتى في شأن القضايا التي تتعلق بالإمام المهدي (عليه السلام)، والتحاق 313 نفر من أصحابه إليه عند ظهوره من مكة المكرمة، إمام العصر (عليه السلام) أيضا في انتظار تكامل عدتهم، وهؤلاء الأصحاب هم السابقون الأولون لبيعة الإمام (عج)، وبحضورهم يعلن الإمام (عليه السلام) عن الخروج، ويبدأ الخروج بشكل مراحل، فهؤلاء الأصحاب هم حملة ألوية الإمام (عج)، وولاته على الكرة الأرضية بأسرها. وهذه المناظرة حدثت بين أحد الباحثين عن الحقيقة مع أحد المحققين الإسلاميين في شأن هذه المسألة. الباحث: تفضل علينا بذكر حديث ورد في عدد أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام)، وأنهم 313 نفر. المحقق: ورد هذا الحديث بعبارات مختلفة، بل لا ينحصر بحديث واحد، هناك عدة أحاديث واردة في هذا الشأن، تحكي عن (313) نفر من أصحاب الإمام (عج)، بل يدعي التواتر المعنوي لهذا الحديث، وبعبارة أخرى، إن أصل المعنى في شأن أصحاب الإمام (عج) إلى حد يوجب العلم والقطع به، لإنه لا يمكن تواطؤ هذا العدد الهائل من الرواة على الكذب فيه.

الباحث: فأرجو من سماحتكم أن تذكروا لنا حديثا أو حديثين من تلك الأحاديث الكثيرة المتواترة في أصحاب إمام العصر (عج)، وكما يقول المثل: ما لا يدرك كله لا يترك كله. المحقق: ورد في تفسير الآية 80 من سورة هود (عليه السلام) قال لوط لقومه المعاندين: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] ، عن صالح بن سعيد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} قال (عليه السلام): القوة القائم (عج)، والركن الشديد ثلاثمائة وثلاثة عشر أصحابه (1).

وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاث مأة وبضعة عشر رجلا كأن قلوبهم زبر الحديد... (2).

الباحث: هل، لم يتكامل هذا العدد من أصحاب الإمام (عليه السلام) حتى الآن ليلتحقوا به، ويحل زمن ظهور إمام العصر (عج) وتنجو البشرية من هذه الويلات؟ المحقق: تذكر لنا الروايات إن لهؤلاء الأصحاب مميزات، فمع التأمل في هذه المميزات يتضح لنا أن البشرية في عصر الغيبة تفتقد لمثل هؤلاء الأفراد. الباحث: ما هي هذه المميزات؟ المحقق: على سبيل المثال: نقرأ في رواية عن الإمام السجاد (عليه السلام)، يذكر القائم في خبر طويل إلى أن يقول: ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها، فيقوم رجل منه فينادي: أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فيقومون، ثم يقوم هو بنفسه، فيقول (عج): أيها الناس أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله (صلى الله عليه وآله).

فيقومون إليه ليقتلوه، فيقوم ثلاثمائة أو ينيف ثلاثمأة فيمنعونه منه خمسون من أهل الكوفة، وسائرهم من أفناء الناس لا يعرف بعضهم بعضا، اجتمعوا على غير ميعاد (3).

ووردت روايات عديدة في أوصافهم منها: يجمعهم الله بمكة قزعا كقزع الخريف (4).

بمعنى: أنهم يحضرون عند القائم (عج) في مكة كالبرق الخاطف، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): وكأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة، وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا عدة أهل بدر، وهم أصحاب الأولوية، وهم حكام الله في أرضه على خلقه (5).

نفهم من هذا الحديث، يجب أن يكون أصحاب الإمام القائم (عج) على مستوى عال من العلم والكمال والشجاعة وسائر القيم والفضائل والصفات الإسلامية الحميدة، مثلا لو قسمنا الكرة الأرضية إلى 313 ولاية، فيكون كل واحد منهم لائقا وكفوء وقائدا لرفع راية هذه الولاية، وهل تملك اليوم الكرة الأرضية هذا العدد من القواد، وبهذه الخصوصيات والمميزات حتى يستطيع كل واحد منهم أن يتولى ولاية في حكومة الإمام المهدي (عج).

الباحث: الآن فهمت الموضوع، ليس اليوم على الكرة الأرضية بأسرها 313 رجلا بهذه المميزات، فيجب أن نسعى لإيجاد الأرضية الصالحة الصلبة، تمد جذورها القوية إلى جميع الجهات حتى تستعد الدنيا لاستقبال الإمام المهدي (عج) عند ظهوره كما احتاج النبي (صلى الله عليه وآله) لتحقيق أهداف رسالته المقدسة إلى تربية الكوادر المؤمنة والعالمة والشجاعة والمدبرة في الأمور السياسية، وكذلك الإمام المهدي (عج) بحاجة إلى هذه الكوادر الرسالية وبهذه المميزات، فأود أن أسمع أيضا من مميزات هؤلاء الأصحاب. المحقق: نقرأ في الآية 148 من سورة البقرة: *(أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا)* ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال بعد ذكر الآية الشريفة: يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا، وهم والله الأمة المعدودة، يجتمعون والله عن ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف (6).

ومن مميزاتهم: أنهم يأتون من البلاد النائية إلى مكة، كما جاء في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل إلى أن قال: فيجمع الله تعالى عسكره في ليلة واحدة وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاص الأرض (7).

وينتظرهم الإمام المهدي (عج) في ذي طوى (8) يبعد عن مكة فرسخا واحدا، حتى يلتحقون به في جانب الكعبة، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إن القائم يهبط من ثنية ذي طوى في عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، حتى يسند ظهره إلى الحجر ويهز الراية الغالبة (9).

وهؤلاء الأصحاب أول من يبايعه (عج)، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: فيكون أول من يبايعه جبرئيل، ثم الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا (10).

فترعاهم الإمدادات الغيبية العظيمة، ويد الله وعنايته فوق رأس الإمام المهدي (عج) وأصحابه كما ورد حديث في هذا الشأن عن الإمام السجاد (عليه السلام)، عن أبي خالد الكابلي قال: قال لي علي بن الحسين (عليه السلام): يا أبا خالد لتأتين فتن إلي... إلى أن قال: كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة وبضعه عشر رجلا، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وإسرافيل أمامه، معه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم إلا أهلكهم الله (11).

الباحث: لماذا تنطق الأحاديث عن الرجال فقط في ركب الإمام المهدي (عج) دون النساء؟ المحقق: علة ذكر الرجال دون النساء يرجع إلى بداية ظهور الإمام المهدي (عج) وهي مرحلة عصيبة فيها الجهاد والحرب والدفاع عن الإسلام، فتقتضي حضور الرجال في هذه الميادين، وللنساء دور خلف ميادين الجهاد والدفاع عن الإمام المهدي (عليه السلام). وأشارت بعض الروايات الواردة في موضوع 313 رجلا من خواص الإمام (عليه السلام) إلى دور النساء وحضورهن أيضا، منها: عن الإمام الباقر (عليه السلام): ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة، يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف (12).

وعن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يكن مع القائم (عليه السلام) ثلاث عشرة امرأة قلت: وما يصنع بهن؟ قال (عليه السلام): يداوين الجرحى، ويقمن على المرضى كما كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (13).

الباحث: فهذه العدة من الرجال والنساء، مع عظمة قيام المهدي (عج) العالمية، أليس قليلا؟ المحقق: هؤلاء الركب الأول الذين يلتحقون بالإمام (عج) عند ظهوره، ثم مع مرور الزمن يتكاثر المؤمنون حوله ويزدادون عددا وقوة، وبعبارة أخرى: يعتبر هؤلاء خواص الإمام (عليه السلام)، ويشكلون النواة المركزية لمقر حكومته العالمية كما ورد في الرواية. جاء في فصل الخطاب عن الشيخ محي الدين بن العربي في ذكر المهدي (عليه السلام) قال: يكون معه ثلاثمائة وستون رجلا من رجال الله الكاملين يبايعونه بين الركن والمقام... وله رجال يقيمون دعوته وينصرونه، هم الوزراء يحملون أثقال المملكة (14).

وأيضا قال: يفتحون مدينة الروم بالتكبير، فيكبرون التكبيرة الأولى فيسقط ثلثها، ويكبرون التكبيرة الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور، ويكبرون التكبيرة الثالثة فيسقط الثالث فيفتحونها من غير سيف (15).

وفي رواية أخرى: عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق، فيكونون من أصحابه وأنصاره ويرد السواد إلى أهله، وهم أهله (16).

ولإتمام هذه المناظرة، وبما أنه خاتمة الكتاب ألفت أنظاركم إلى مطالب لطيفة وأزينها بهذه الأحاديث:

1 - عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ينادى باسم القائم - صلوات الله عليه - في ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي (عليه السلام) (17).

2 - عن علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلا، ويكونون حكام الأرض وسنامها (18).

3 - عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام): فإذا وقع أمرنا وخرج مهدينا (عليه السلام) كان أحدهم أجرى من الليث، وأمضى من السنان، ويطأ عدونا بقدميه، ويقتله بكفيه (19).

4 - عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهما (20).

5 - عن عبد العظيم الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليه السلام): من حديث طويل قال (عليه السلام): ويذل له كل صعب (21). (22)

__________________

(1) تفسير القمي: ج 1 ص 336، تفسير البرهان: ج 3 ص 127 ح 5154، إثبات الهداة: ج 3 ص 551 ح 564، كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: ج 2 ص 673 ح 26.

(2) بحار الأنوار: ج 52 ص 343 ح 91.

(3) بحار الأنوار: ج 52 ص 306 ح 79.

(4) بحار الأنوار: ج 52 ص 239 ح 105 وج 51 ص 55 ح 42.

(5) بحار الأنوار: ج 52 ص 326 ح 42.

(6) إثبات الهداة: ج 3 ص 451 ح 62 ب 32، بحار الأنوار: ج 52 ص 368.

(7) إثبات الهداة: ج 3 ص 578 ح 804، بحار الأنوار: ج 51 ص 157 ح 4.

(8) ذو طوى: واد بمكة المكرمة، ويروى أن النبي (ص) لما انتهى إلى ذي طوى عام الفتح، وقف على راحلته معتجرا بشقة برد حبرة حمراء، وإنه ليضع رأسه تواضعا لله، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل. معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع للأندلسي: ج 3 ص 896.

(9) إثبات الهداة: ج 3 ص 547 ح 541، بحار الأنوار: ج 52 ص 370 ح 158.

(10) بحار الأنوار: ج 52 ص 315 ح 10.

(11) إثبات الهداة: ج 3 ص 556 ح 602، بحار الأنوار: ج 51 ص 135 ح 3.

(12) بحار الأنوار: ج 52 ص 223 ح 87.

(13) إثبات الهداة: ج 3 ص 575 ح 725 (ب 32 فصل 38).

(14) المجالس السنية للأمين: ج 5 ص 711.

(15) المجالس السنية للأمين: ج 5 ص 724.

(16) بحار الأنوار: ج 52 ص 390 ح 212.

(17) الإرشاد للمفيد ص 361، بحار الأنوار: ج 52 ص 290 ح 29.

(18) بحار الأنوار: ج 52 ص 316 ح 12.

(19) بحار الأنوار: ج 52 ص 372 ح 164.

(20) بحار الأنوار: ج 52 ص 366 ح 146.

(21) بحار الأنوار: ج 51 ص 157 ح 4.

(22) أجود المناظرات، للاشتهاردي: ص 417 - 425.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.