أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
3176
التاريخ: 20-10-2015
4999
التاريخ: 23-11-2014
1963
التاريخ: 11-7-2016
1803
|
أشار سبحانه إلى خلق الإنسان في العديد من آي الذكر الحكيم ، لا لنعرف من أين وكيف وجدنا ، وما هي حقيقتنا والأدوار التي نمر بها وكفى ، بل لندرك عظمة الخالق في خلقنا نحن ، كما ندركها في خلق السماوات والأرض ، فنؤمن به ، ونسير على هداه طمعا في ثوابه ، وخوفا من عقابه ، ومن هذه الآيات :
{ هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً } - 1 الإنسان . . أجل ، لم يكن الإنسان ثم كان ، أما الذي كونه ، ونقله من العدم إلى الوجود فينبئنا عنه خالق الكون حيث قال : { ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ } .
عرض ، جلت عظمته ، في هذه الآية النشأة الأولى للإنسان ، وكيف انتقل به سبحانه من طور إلى طور ، والهدف الأول من ذلك أن ندرك الدلائل على وجود الخالق وعظمته ، أن نفكر وننظر إلى هذا المخلوق العجيب في صورته وهيئته ، وفي عقله وإدراكه ، هذا الإنسان صاحب التاريخ والحضارات ، هذا الكائن الذي يملك من القوى والطاقات ما لا يملكه مخلوق ، والذي خاطبه العارفون بهذا التعظيم : « وفيك انطوى العالم الأكبر » هذا العجيب من أين أتى ؟ ومن أي شيء خلق ؟ وتجيبنا الآية بأنه خلق من طين ، من تراب وماء ، من الأصل الذي خلقت منه الحشرات والنباتات . . وهنا يكمن الدليل والبرهان ، فان الشيء الواحد لا ينشئ شيئين متناقضين : الإدراك واللا إدراك ، والعمى والبصر . . إذن هناك سر ، ولا تفسير لهذا السر الا بقوة قادرة عالمة وراء هذا الشيء الواحد ، وهذه القوة هي التي فرّقت وميّزت بين الشيئين المتناقضين اللذين خلقا من أصل واحد (1) ، وبعد هذه الإشارة إلى الهدف من الآيات الواردة في خلق الإنسان نبين المعنى المراد من الآيات التي نحن بصددها .
{ ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ } . المراد بالإنسان هنا ابن آدم ، لا آدم بالذات لأن سياق الكلام ، وهو قوله تعالى : « ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً » يحتم ذلك . . وآدم وأبناؤه كلهم من طين ، من تراب وماء ، والفرق ان آدم خلق منهما مباشرة ، وأبناؤه بواسطة الأغذية التي تتوالد من الأرض والماء .
{ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ } في أصلاب الآباء ، ومنها إلى أرحام الأمهات { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً } تقدم في الآية 5 من سورة الحج .
( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً ) . قسّم المضغة إلى عظام وعروق ولحم ، ثم خلق من المجموع أعضاء عديدة ومتنوعة ، والتفصيل في علم التشريح { ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ } إنسانا سويا مباينا في شكله وحقيقته لخلقه الأول { فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ } . ولا شيء أدل على هذه الحقيقة من خلق الكون بنظامه الثابت ، ومن
خلق الإنسان ببيانه وقلبه وعقله . . ونكرر ما قلناه مرارا : انه قد جرت عادة القرآن الكريم أن يسند التغييرات الكونية إلى اللَّه لأنه ، جلت عظمته ، السبب لخلق الكون { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ } ومن مات فمرجعه إلى خالقه { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ } وتسألون عما كنتم تعملون .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|