نظرية التجارة الخارجية

فكرة الطبيعيين في التجارة تخالف أفكار التجاريين حيث يرى التجاريون بان حماية التجارة وتدخل الدولة من المستلزمات الرئيسية والطبيعيين يرون العكس حيث يرغبون في حرية التجارة⁽¹⁾ وتدخل الدولة باقل قدر ممكن وعززوا شعار هوبز في نهاية المرحلة التجارة (دعه يعمل دعه يمر) نرى في نظرية الفيزيوقراطيين وطروحاتهم من ان افكار المدرسة مؤيدة للنظام الاقطاعي ومعتمدين في رأيهم على ما جاء في برنامج الفيزيوقراط من آراء واهداف فلسفية وسياسية واقتصادية ، حيث تحيزوا كثيراً للقطاع الزراعي وساعدت آرائهم في وجود النظام الطبيعي يعبر عن الارادة الالهية واعتبار الحكم الملكي المطلق هو نظام الحكم الامثل وهذا التفكير للفكر الفيزيوقراطي سطحي لكون البرنامج الاقتصادي والجدول لا يؤدي الى اعادة الاقطاع وانما الى تأسيس نظام رأسمالي ، وان فرض الضريبة الواحدة على الاراضي ادى الى تخفيض اسعار الاراضي بالوقت الذي استفادت الطبقة العقيمة لكونها معفيـة من الضريبة ، لقد مهد الفيزيوقراط⁽²⁾ كثيراً الى المذهب الكلاسيكي وقـدموا الكثير من الاضافات للفكر الاقتصادي مثل تقسيم المجتمع الى طبقات كذلك تشخيص ثروة الامة تبدأ من عملية الانتاج وليس التبادل وكون التطور الزراعي هو اقدم من التطور الصناعي ولقد اثبت كيناي ان الدخل ليس بالضرورة يُخلق من قبل من ناله وانما من الممكن ان يكون من شخص آخر كما هو الحال في صاحب الارض وهناك اعتراضات على الطبيعيين منها لم يعطوا الاهتمام للنشاط الاقتصادي ذلك الذي يستحقه فقد كانت افكارهم بسيطة لم يستطيعوا ان يفرقوا بين الفائض السلعي وفائض القيمة ونظرتهم لمكونات الدخل القومي غير متكاملة حيث ان الدخل القومي يساوي المنتج الصافي من خلال دعوتهم الى النظام الطبيعي .

ومن خلال دراستنا لهذه المدرسة علمنا من ان التجارة مهنة عقيمة كونها لا تولد ثروة جديدة ، الا انهم لم يستغنوا عنها واعتبروها مفيدة وناجحة ونادوا بعدم تقييدها اذا ما تمت العمليات التجارية بتجارة الموارد الطبيعية والحبوب حيث قالوا ان التجارة الخارجية في حالة واحدة في صالح البلد وهـي تصدير الحبوب حيث هو الوحيد الذي يضمن له (رأي الفيزيوقراط) حيث ان الارباح التي يحصلون عليها في التجارة الخارجية ستكون على حساب المنتج الصافي لان التبادل بين القيم متكافئة ولم يكن زيادة في ثروة الامة ، وقد سعى الطبيعيون في الحرية التجارية وعدم التدخل في اسعار الفائدة وتنظم تجارة النقود حتى كان لأي فريق منهم الى تدخل الدولة بهذا المجال ، ولكن فريق آخر من الطبيعيين رفض تدخل الدولة وترك سعر الفائدة يتحدد من خلال حرية الاسواق وآلية العرض والطلب حيث ان سعر الفائدة اذا ما ترك دون تحديد فانه يمثل عرض النقود بانتاج السلع ومختلف النشاطات الاقتصادية الاخرى وهذا يعني تلقائية تحديد سعر الفائدة ، وقد وجد كيناي ان دفع الفائدة يتم فقط من الانتاج الزراعي ومن غير ذلك يجب ان يحدد الى اقل كمية ممكنة لأن رأس المال المستثمر في المشاريع غير الزراعية لا يولد دخلاً كونها مشاريع غير منتجة وعلى هذا الاساس لم يفرضوا دفع فائدة على مثل هكذا مشاريع ولم يأخذوا منها ضريبة كونها مشاريع غير منتجة لناتج صافي مثل الزراعة التي يكون فيها فائضاً عن تكاليف الانتاج وبعدها حينما خرج الكثير من ملاك الاراضي من الانتاج الزراعي واتجهوا الى الصناعة وجد ان لا ضير في استلام الفائدة او دفعها في كل المشاريع . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ نبيل جعفر عبد الرضا ، تطور الفكر الاقتصادي من افلاطون الى فريدمان ، مصدر سبق ذكره ، ص106.

2ـ عبد الرحـمن يسري ، تطور الافكار الاقتصادية ، مصدر سبق ذكره ، ص174 .