المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24

تحوير اسفلت بيجي مع الاسفلتين المؤكسد ودراسة تأثير اضافة الكبريت الى النماذج المحضرة .
2024-07-15
Instrumentation : Molecular Fluorescence
18-4-2020
صور ومظاهر الخداع
2023-02-13
تعريف علم البيئة
28-12-2022
الأضحية
19-9-2016
أسرة سيتي مرنبتاح.
2024-09-29


الرد على صاحبة البغال والجمال  
  
3282   09:29 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص298-299.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

روى الكليني في (الكافي) بأسناد معتبر، قال : سمعت ابا جعفر (عليه السلام)  يقول : لما احتضر الحسن بن علي (عليه السلام)  قال للحسين (عليه السلام)  : يا أخي، اني اوصيك بوصية فاحفظها، فاذا انا مت فهيئني، ثم وجهني الى رسول الله (صلى الله عليه واله) لأحدث به عهدا، ثم ردني فادفني بالبقيع، واعلم انه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعدواتها لله وللرسول وعداوتها لنا اهل البيت.

فلما قبض الحسن (عليه السلام)  وضع على سريره وانطلق به الى مصلى رسول الله (صلى الله عليه واله)  الذي كان يصلي فيه على الجنائز، فصلي على الحسن (عليه السلام)  ، فلما ان صلى عليه حمل فادخل المسجد، فلما اوقف على قبر رسول الله بلغ عائشة الخبر، وقيل لها : انهم قد اقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله، فخرجت مبادرة على بغل بسرج، فكانت اول امرة ركبت في الاسلام سرجا، فوقفت فقالت : نحو ابنكم عن بيتي، فانه لا يدفن فيه شيء، ولا يهتك على رسول الله حجابه.

فقال لها الحسين بن علي (عليه السلام)  : قديما هتكت انت وابوك حجاب رسول الله وادخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه، وان الله يسالك عن ذلك يا عائشة، ان اخي امرني ان اقربه من رسول الله ليحدث به عهدا، واعلمي ان اخي اعلم الناس بالله ورسوله، واعلم بتأويل كتابه من ان يهتك على رسول الله ستره؛ لان الله تبارك وتعالى يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ } [الأحزاب: 53] ، وقد ادخلت انت بيت رسول الله الرجال بغير اذنه.

وقد قال الله عزو جل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2] ، ولعمري لقد ضربت انت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله المعاول.

وقال الله عزو جل : {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } [الحجرات: 3] ، ولعمري لقد ادخل ابوك وفاروقه على رسول الله بقربهما منه الاذى، وما رعيا من حقه ما امرهما الله به على لسان رسول الله ان الله حرم على المؤمنين امواتا ما حرم منهم احياء.

والله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه جائزا فيما بينا وبين الله لعلمت انه سيدفن وان رغم معطسك.

قال : ثم تكلم محمد بن الحنفية وقال : يا عائشة، يوما على بغل ويوما على جمل، فما تملكين نفسك ولا تملكين الارض عداوة لنبي هاشم ، قال : فاقبلت عليه وقالت : يا بن الحنفية، هؤلاء الفواطم يتكلمون، فما كلامك؟ , فقال لها الحسين : وانت تبعدين محمدا من الفواطم، فوالله لقد ولدته ثلاث فواطم : فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن محزوم، وفاطمة بنت اسد بن هاشم، وفاطمة بنت زائدة بن الاصم بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر، فقالت عائشة للحسين : نحو ابنكم واذهبوا به، فأنكم قوم خصمون، قال : فمضى الحسين الى قبر امه، ثم اخرجه ودفنه بالبقيع.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.