المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الحسين بن إبراهيم
19-5-2017
المدرسة الكلاسيكية الحديثة العلاقات الانسانية
4-5-2016
التحليل المعملي للمتفجرات
2023-12-09
الاعلاف المصنعة
9-1-2018
الحركة في النيماتودا Locomotion of Nematodes
7-5-2018
الأمراض الفطرية التي تصيب الانتوريوم Anthurium
2023-07-24


زيد بن الحسن رضوان الله عليه  
  
3180   09:36 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص283-285.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته /

زيد بن الحسن (عليه السلام) كان يلى صدقات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأسن، وكان جليل القدر، كريم الطبع، طريف النفس، كثير البر ومدحه الشعراء وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله.

وذكر اصحاب السيرة ان زيد بن الحسن كان يلى صدقات رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما ولى سليمان بن عبدالملك كتب إلى عامله بالمدينة: اما بعد فاذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيدا عن صدقات رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وادفعها إلى فلان بن فلان - رجل من قومه - وأعنه على ما استعانك عليه والسلام. فلما استخلف عمر بن عبدالعزيز اذا كتاب قد جاء منه: اما بعد فان زيد بن الحسن شريف بنى هاشم وذو سنهم، فاذا جاءك كتابي هذا فأردد عليه صدقات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعنه على ما استعانك عليه. والسلام.

وفي زيد بن الحسن يقول محمد بن بشير الخارجي:

 إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة      *       نفى جدبها واخضر بالنبت عودها

وزيد ربيع الناس في كل شتوة        *        إذا اخلفت أنوائها ورعودها

حمول لأشناق الديات كأنه             *        سراج الدجى إذ قارنته سعودها

ومات زيد بن الحسن وله تسعون سنة، فرثاه جماعة من الشعراء وذكروا مآثره وذكروا فضله.

فممن رثاه قدامة بن موسى الجمحي

فإن يك زيد غالب الارض شخصه    *       فقد بان معروف هناك وجود

وان يك أمسى رهن رمس فقد ثوى   *       به وهو محمود الفعال فقيد

سميع إلى المعتر يعلم انه              *       سيطلبه المعروف ثم يعود

وليس بقوال وقد حط رحله            *       لملتمس المعروف أين تريد

إذا قصر الوغد الدني نمى به         *       إلى المجد آباء له وجدود

مباذيل للمولى محاشيد للقرى         *        وفي الروع عند النائبات أسود

إذا انتحل العز الطريف فإنهم         *        لهم ارث مجد مايرام تليد

إذا مات منهم سيد قام سيد            *        كريم يبني بعده ويشيد

في أمثال هذا مما يطول به الكتاب. وخرج زيد بن الحسن رحمة الله عليه من الدنيا ولم يدع الامامة ولا ادعاها له مدع من الشيعة ولا غيرهم، وذلك ان الشيعة رجلان امامي وزيدي، فالأمامي يعتمد في الامامة على النصوص وهى معدومة في ولد الحسن (عليه السلام) باتفاق منهم، ولم يدع ذلك أحد منهم لنفسه فيقع فيه ارتياب.

والزيدي يراعى في الامامة بعد علي والحسن والحسين (عليه السلام) الدعوة والجهاد، وزيد بن الحسن رحمة الله عليه كان مسالما لبنى امية ومتقلدا من قبلهم الاعمال، وكان رأيه التقية لأعدائه والتألف لهم والمداراة، وهذا يضاد عند الزيدية علامات الامامة كما حكيناه.

فأما الحشوية فأنها تدين بإمامة بنى امية، ولا ترى لولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) امامة على حال.

واما المعتزلة لا ترى الامامة الا فيمن كان على رايها في الاعتزال ومن  توالهم العقد له شورى والاختيار وزيد خارج عن هذه الحال .

والخوارج لا ترى امامة من تولى امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وزيداً كان متوليا اباه وجده بلا اختلاف.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.