المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05



ابراهيم بن الحسن بن الحسن المجتبى(عليه السلام) الملقب (بالغمر) وذريته  
  
4023   09:42 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص358-360.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015 4628
التاريخ: 23-2-2017 3645
التاريخ: 7-03-2015 3031
التاريخ: 4-4-2016 3128

اعلم انّ أبا الحسن ابراهيم أخو عبد اللّه المحض من أمّ واحدة، و لقّب بالغمر لكثرة جوده و مناعته و شرفه، و كان يشبه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) كثيرا، و قيل انّ ابراهيم و أخاه عبد اللّه من رواة الحديث.

وقبره الشريف في الكوفة مزار القاصي و الداني، و قد أخذه المنصور و أخاه مع سائر اخوانه وحبسهم بالكوفة، و بقوا هناك خمس سنين في غاية العناء و المشقة و العذاب، فتوفى ابراهيم في السجن سنة (145) للهجرة في شهر ربيع الاول، و هو اوّل شهيد من المحبوسين و قيل انّ عمره كان حوالي (69) سنة، و هو ذو فضائل كثيرة و محاسن شهيرة، و كان السفاح يكنّ له احتراما ايّام خلافته.

ولإبراهيم أحد عشر ولدا و هم: 1- يعقوب 2- محمد الاكبر 3- محمد الاصغر 4- اسحاق 5- عليّ 6- اسماعيل 7- رقيّة 8- خديجة 9- فاطمة 10- حسنة 11- أمّ اسحاق، و نسل ابراهيم من اسماعيل الديباج، و أمّ محمد الاصغر أمّ ولد اسمها عالية و لقّب محمد بالديباج الأصغر لجماله و حسنه، و لمّا أخذه المنصور قال له: أنت الديباج الأصغر؟ قال: نعم، قال: أما واللّه لأقتلنّك قتلة لم أقتل بها أحدا من أقربائك، فأمر أن يبني عليه اسطوانة فبقي على تلك الهيئة حتى توفى رضى اللّه عنه.

و أما اسماعيل المكنّى بابي ابراهيم الملقب بالديباج الاكبر، فقد حضر فخّا، ثم حبسه المنصور مدّة، و له بنت تسمّى بام اسحاق، و ابنان احدهما الحسن و الآخر ابراهيم.

 و أما الحسن بن اسماعيل فقد شارك في وقعة فخ فحبسه الرشيد (22) سنة و لمّا تولّى المأمون الأمر خلّى سبيله حتى توفى و هو ابن (63) سنة، و من أولاده السيد السند النسابة العالم الفاضل الجليل القدر الكثير الرواية أبو عبد اللّه تاج الدين محمد بن أبي جعفر القاسم بن الحسين الحسني الديباجي الحلي المعروف بابن معيّة، صاحب المصنّفات الكثيرة في الانساب و علم الرجال و الفقه و الحساب و العروض و الحديث و غيرها، و قد أخذ عنه السيد السند النسابة جمال الملة و الدين أحمد بن عليّ بن الحسين الحسني الداوودي.

قال صاحب عمدة الطالب: إليه انتهى علم النسب في زمانه، و له فيه الاسنادات العالية و السماعات الشريفة، أدركته شيخا و خدمته قريبا من اثنتي عشرة سنة، قرأت فيها ما أمكن حديثا ونسبا وفقها وحسابا و أدبا و تواريخ و شعرا الى غير ذلك، ثم ذكر مصنفاته و نبذة من أحواله الى أن قال: و تعداد فضائل النقيب تاج الدين محمد يحتاج الى بسط لا يحتمله هذا المختصر .

يقول المؤلف: انّ ابن معية السيد الجليل أستاذ الشيخ الشهيد، و قد روى عنه الشهيد و ذكره في احدى اجازاته و قال: انّه أعجوبة الزمان في جميع الفضائل و المآثر، و قال أيضا في مجموعته: كانت وفاته في الحلة في الثامن من ربيع الاول سنة (775) و نقل الى مشهد امير المؤمنين (عليه السلام) و قد أجازني هذا السيد و أجاز أيضا ابني ابا طالب محمد و ابا القاسم عليّ قبل وفاته.

أقول: انّ معيّة (بضم الميم و فتح العين على وزن سميّة) أمّ أبي القاسم عليّ بن الحسن بن الحسن بن اسماعيل الديباج، و هي بنت محمد بن حارثة بن معاوية بن اسحاق من بني عمرو بن عوف الكوفيّة و أصلها من بغداد.

و أما ابراهيم بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر فامّه أمّ ولد، و كان يلقّب بطباطبا، و قد نقل عن أبي الحسن العمري، انّ اباه أراد أن يختار له ثوبا و هو طفل فخيّره بين قميص و قباء و بما انّه كان طفلا لا يجيد الكلام فأراد أن يقول: قبا قبا، قال: طبا طبا، فلقّب بها و قال أهل السواد انّ طبا طبا بلسان النبطيّة بمعنى سيد السادات.

و قد كان ابراهيم ذا جلالة و شأن، و قد عرض عقائده على الامام الرضا (عليه السلام) و طهر من الشك و الشبهة، و له أحد عشر ابنا و ابنتان و هم: 1- جعفر 2- ابراهيم 3- اسماعيل 4- موسى 5- هارون 6- عليّ 7- عبد اللّه 8- محمد 9- الحسن 10- أحمد 11- القاسم 12- لبابة 13- فاطمة.

أما عبد اللّه و أحمد فهما من أمّ واحدة، و اسمها جميلة بنت موسى بن عيسى بن عبد الرحيم، و من أولاد عبد اللّه أحمد الذي خرج بمصر سنة (270) و قتله أحمد بن طولون و انقرض نسله.

و أما محمد بن ابراهيم المكنى بابي عبد اللّه، فقد خرج في ايّام خلافة المأمون بالكوفة لإعانة أبي السرايا في سنة (199) للهجرة فبايعه أهل الكوفة و علا امره و توفي فجأة في تلك السنة بالكوفة و دفن في أراضي الغري.

و روى أبو الفرج عن الامام الباقر (عليه السلام) انّه قال لجابر الجعفي: «يخطب على أعوادكم يا أهل الكوفة سنة تسع و تسعين و مائة في جمادى الاولى رجل منّا أهل البيت يباهي اللّه به الملائكة» .

و امّا القاسم بن ابراهيم طبا طبا فيكنى بأبي محمد، و يقال له: الرسيّ، و ذلك لسكناه في جبل رس، و هو سيد عفيف زاهد له تصانيف، و قد دعا الى الرضا من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله، و توفى سنة (246) ه و له أولاد و اعقاب، و اكثرهم امراء و رؤساء، و كان جمع منهم أئمة الزيدية كبني حمزة و أبي الحسن يحيى الهادي بن الحسين بن القاسم الرسي، الذي خرج سنة (280) ه في اليمن أيام المعتضد و لقب بالهادي الى الحق و له تصانيف كثيرة في الفقه تقرب من مذهب أبي‏ حنيفة، و توفى سنة (289) للهجرة.

و كان أولاده أئمة الزيدية و ملوك اليمن، و من أولاد القاسم الرسي، زيد الاسود بن ابراهيم بن محمد بن الرسي الذي دعاه عضد الدولة الديلمي من بيت المقدس و زوّجه أخته، فلمّا ماتت أخته زوّجه ابنته (شاها ندخت)، و له أولاد كثيرون في شيراز، و لهم الوجاهة و الرئاسة، و كان جمع منهم نقباء و قضاة شيراز.

و لم ينقطع نسل سادة طبا طبا الى الآن بحمد اللّه و يوجد الكثير منهم في كل بلد و قرية من شرق الارض و غربها.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.