أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-01
779
التاريخ: 2023-07-30
810
التاريخ: 2023-05-26
2052
التاريخ: 6-5-2021
1765
|
الرومان وحضارتهم
أصلهم:
هاجرت عدة قبائل إلى شبه التي عرفت فيما بعد بإيطاليا، منذ القرن 80 ق.م، وأهم هذه الجماعات في تاريخ شبه الجزيرة هم: الإيطاليون، واليهم نسبت شبه الجزيرة، ثم اللاتينيون واليهم نسبت اللغة اللاتينية، ثم اليونانيون والقرطاجيون الذين ساعدوا على تمدين الرومانيين.
تأسيس روما: -
أسس السكان ممالك صغيرة ودخلوا في عدة حروب محافظة على كيانهم ورغبة في التوسيع، لكن بذور الإمبراطورية الرومانية يرج تاريخها إلى تأسيس مدينة روما (753ق.م( التي أسسها اللاتينيون من الخشب، ومع مرور السنين تحولت إلى مدينة مهمة سرعان ما ترأست كافة المدن الأخرى، واتخذت عاصمة الإمبراطورية ولا تزال ليومنا هذا عاصمة لإيطاليا لكن الأساطير الرومانية ترى بان مدينة روما تأسست في حدود سنة753 ق.م، وان الذي أسسها هما الأخوان التوأمان: روميللوس، وريموس.
التوسع الروماني:
لاحظت روما تلك الحروب التي تحدث بين جيرانها فحاولت تطويق مدينتها بسور منيع للمحافظة على كيانها واستقلالها. فراع ذلك جيرانها واتحدوا على محاربتها ولكنهم هزموا أمام قوة روما، التي أخذت منذ ذلك التاريخ تسلط نفوذها بصورة تدريجية على المناطق المجاورة لها ثم بلاد إيطاليا الوسطى، وامتد نفوذها إلى جنوب شبه الجزيرة الإيطالية في منتصف القرن الثالث ق.م، وبذلك أصبحت تطل على البحر المتوسط ومن ثم اصطدمت مصالح الرومانيين بمصالح القرطاجيين. وعقدت معاهدة عدم اعتداء بين الطرفين، لكن روما لم تلبث أن احتلت صقليا، بل لقد استغلت انشغال قرطاجة بإخماد جيش المرتزقة واحتلت كورسيكا وسردينيا.
فهذه الانتصارات التي أحرزت عليها روما أثارت حقد القرطاجيين ودخلت الدولتان في حروب طاحنة عرفت بالحروب البونيقية.
تأسيس الدولة الرومانية:
أدت عدة أسباب إلى القضاء على الحكم الجمهوري الذي دام من القرن السادس، من سنة 508 ق.م إلى سنة 37 ق.م، وقيام النظام الإمبراطوري الذي دام إلى سقوط روما في الغرب سنة 476 ق.م، وفتح القسطنطينية سنة 1453 م في الشرق.
ويبدأ النظام الإمبراطوري بتغلب يوليوس الذي لم يلبث أن استولى على السلطة، لا في روما فحسب. بل في كل أنحاء الإمبراطورية، وقضى على خصومه ولقب بالدكتاتور، وأصبح تمثاله يحمل مع تماثيل الآلهة في الاحتفالات الرسمية.
وبعد اغتياله تولى السلطة "أكتافيوس" الذي انتصر على حاكم الرومان في الشرق واضطره إلى الانتحار مع صديقته كليوباطرة ملكة مصر، وبذلك دخلت هذه تحت الاستعمار الروماني سنة 30 ق.م، ومن ثم لقب بأغسطس والإمبراطور وهو واضح أساس النظام الوراثي في الإمبراطورية.
تطور الإمبراطورية:
عاشت الإمبراطورية الرومانية بعد مؤسسها حوالي خمسة قرون (30 ق.م 478 م) وكانت في القرنين الأولين ثابتة الأركان موطدة الدعائم، إذ امتدت في عهد أغسطس من نهري الراين والدانوب شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا. وفي القرن الثالث الميلادي بدأ الانهيار والتفسخ يدب الإمبراطورية وتسير من سيء إلى أسوأ، وانتهى بسقوطها على يد البرابرة الجرمان في القرن الخامس الميلادي (476 م) بينما ثبت في الشرق القسطنطينية إلى الفتح العثماني سنة 1453 م.
الإمبراطورية الرومانية أثر لا ينكر في حوض البحر الأبيض المتوسط سياسيا وحضاريا.
أما من الناحية السياسية، فذلك لأن الرومان تمكنوا من بث سيادتهم على ممالك عديدة واستعمروها وجعلوا منها ولايات تابعة لروما في الغرب أو القسطنطينية في الشرق(قبل انفصالها).
أما من الناحية الحضارية، فالرومان كانوا امة متخلفة قبل اتصالهم بحضارة القرطاجيين واليونانيين، وبعد احتكاكهم بهذه الحضارات أخذوا بأسباب المدنية والرقي، ويمكننا حصر مظاهر الحضارة الرومانية فيما يلي:
الإدارة:
كان الرومان في أول أمرهم يحكمهم ملوكم، إلى أن انشأوا جمهورية قوامها دولة المدينة على غرار اليونان في سنة 508 ق.م، حيث تخلصت روما من الحكم الأتروسكان الملكي، وأصبحت السلطة منذ ذلك الوقت مقسمة بين السلطة التنفيذية وهي بيد القنصل وينتخب لمدة سنة من قبل المحاربين فقط، والسلطة التشريعية وكانت بيد مجلس الشيوخ وهو من النبلاء كذلك، وعليه نقول بان السلطتين كانت بيد النبلاء دون الشعب. لذلك قامت عدة اضطرابات انتهت بالقضاء على الجمهورية واعلان الإمبراطورية منذ سنة 37 ق.م، حيث أصبحت السلطة المطلقة بيد الإمبراطور فهو مؤسس الدولة، والقائد العام للجيش.
السلطة وبمساعده عدة موظفين في العاصمة، والولاة أو حكام الولايات، وهؤلاء يعينون بدورهم موظفين لمساعدتهم في إدارة الولايات، وهكذا نشأت طبقة الموظفين في الإمبراطورية الرومانية.
أما الجيش فقد اعتنت به الدولة وبأسلحته عناية فائقة، لكنه بقدر ما كان عاملا قويا في توسيع الإمبراطورية والاستعمار فإنه كان معولا لبث الاضطرابات والقلاقل في الدولة نفسها. أما كبار الموظفين فقد تدخل وا في السياسة وأصبح همهم الاستيلاء على السلطة أو تقسيمها، أو على الأقل عزل الإمبراطور الذي لا يرضيهم وتعيين من يشبع رغباتهم العديدة.
العلوم:
أهم تراث علمي خلفه لنا الرومان هو القانون الروماني الذي لا ي ا زل يدرس في كليات الحقوق، وبدأت القوانين الرومانية على هيئة مجموعة من العرف والعادات المصطبغة بالصبغة الدينية، وأقدم القوانين الرومانية دونت سنة 450 ق.م(في عهد الجمهورية)، ووضعت صيغتها النهائية في عهد "جستنيان" في القسطنطينية بعد مدة من سقوط روما، أما بقية العلوم فهي تطور للعلوم الهلنستية، وهي مزيج من العلوم الإغريقية وعلوم الشرق القديم.
فن العمارة والنقش:
اقتبس الرومانيون الكثير من الفن المعماري من الشرق والإغريق وطوروه، فاعتنوا بشق الطرق الطويلة لربط أمهات المدن بعواصم الولايات، كما اعتنوا ببناء الجسور الضخمة على الأنهار هذا علاوة على المباني التي خلفوها في العاصمة وفي أمهات مدن الأقاليم، وهي تنحصر في المعابد والمؤسسات الرسمية ومن أشهرها "الفوروم" وبنايات المسارح ومدرجات الألعاب، ومنها ما يعرف الآن باسم "الكولوزيوم" في روما، وهو من أروع ما خلده الرومان.
ومع اختلاف هذه المباني في الوظيفة والغاية، فإنها كلها تتصف بالتناسق الفني، وهذا ما يتضح لنا مثلا في البناية الضخمة المعروفة البنثيون، ويتضح لنا في النحت بصورة خاصة: (الآلهة والأباطرة والعظماء، وغيرهم).
الحالة الاجتماعية:
عاش المجتمع الروماني عيشة تختلف من ولاية لأخرى، ومن الولايات للعاصمة ففي الولايات كانت الطبقة الممتازة تمثل المستعمرين الرومان، أما الشعب ففيه عدة طبقات كلها راضخة للسلطة الرومانية في الولاية، أما في العاصمة (روما) فكانت الأسرة تتمتع بقسط كبير مكن النعيم في معظم الحالات ونظرا لارتفاع مستوى الدخل بات في وسع كل فرد أن ينعم بالرفاهية، فيذهب إلى الملاهي والمسارح والحفلات العامة، أو مشاهدة الألعاب الرياضية.
أما المرأة فكانت قبل الزواج تنزوي في بيتها وبعد تنعم بالحرية، لكنها أساءت استعمال حريتها إلى أبعد الحدود فتفشى الطلاق بصورة مخزية وانحلت الأسرة.
أما العبيد، فكان لكل منزل عدد كبير، وخصصوا لكل عمل، مهما كان تافها، عبدا يقوم به وكانوا يعاملون معاملة قاسية.
الديانة:
عبد الرومان عدة آلهة، أشهرها "جوبتر" رئيس الآلهة التي عبر عنها أحدهم بقوله: "وطننا مملوء بالآلهة حتى غدا وجود إله أيسر من جود رجل".
ولما ظهرت المسيحية قاوموها مقاومة عنيفة إلى القرن الرابع الميلادي عندما اعترف قسطنطين بحرية ممارسة الشعائر المسيحية (سنة 315 م)، ومنذ ذلك الحين إلى وقتنا الحاضر أصبحت بظهور الصورة الصناعية والاستعمار الأوروبي وانتشار المبشرين قوة لا يستهان بها، يترأسهم جميعا، روحيا، البابا في الفاتيكان بروما.
الخلاصة
أ- سكنت عدة شعوب إيطالية على شكل قبائل إلى أن أسس اللاتينيون روما سنة 753 ق.م،
التي عاشت إلى أن سقطت بيد البرابرة سنة 401 م.
ب- مر نظام الحكم في روما، بالحكم الملكي إلى سنة 541 ق.م، فالجمهوري إلى سنة 30 ق.م، الإمبراطورية إلى سقوط روما سنة 476 م، وأعظم توسع أحرزت عليه روما كان في هد الجمهورية، فشملت سلطتها حوض البحر الأبيض المتوسط(بحر الروم).
ج- اقتبس الرومان الحضارة من اليونان خاصة، و الشرق عامة، وطبعوها بالصبغة الرومانية -
حتى غدت أعظم حضارة في أكبر الإمبراطورية لعصرها. ومن آثارها الباقية، القانون الروماني الذي يدرس في الجامعات، وآثار المباني الضخمة التي شيدوها في روما وأمهات مدن
الأقاليم التي استعمروها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|