أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2017
2960
التاريخ: 5-03-2015
4077
التاريخ: 7-4-2016
2888
التاريخ: 16-4-2022
1226
|
لا يخفى انّ معاوية لم تتح له الفرصة بالنحو المطلوب في ايذاء الشيعة و محبي أمير المؤمنين (عليه السلام) ما دام الحسن (عليه السلام) على قيد الحياة و كان الصديق والعدوّ يهاب الحسن (عليه السلام) و يحتشمه، و كان المسلمون يحبونه كثيرا.
فلمّا صالح الامام (عليه السلام) معاوية بدأ سيل الاعتراض و عدم الرضا ينحدر عليه، و كانوا يطلبون من الامام القيام و مقاتلة معاوية، و معاوية يعلم بكلّ هذه الامور و كان يخاف نهوضهم ضدّه، فلذا أخذ جانب الاحتياط و الحذر وتعامل مع الشيعة برفق و ملائمة بحيث كان الشيعي يسافر الى الشام بكلّ أمان و سهولة، ثم يدخل على معاوية و يشتمه من دون أي خوف و قلق.
وكانوا يأخذون عطاءهم من بيت المال بسهولة ولم يكن هذا البذل و العطاء و التحمل من قبل معاوية لهم حلما و سخاء بل هو مكر و شيطنة، وكان يرى انّ هذا العمل يحفظ سلطانه، و فيه مصلحته.
فكان هذا دأبه الى سنة خمسين من الهجرة حتى استشهد الامام الحسن (عليه السلام)، فخرج معاوية مع ابنه يزيد من الشام الى الحج فلمّا دنا من المدينة و رأى قلة المستقبلين له لا سيما الأنصار غضب و قال: ما فعلت الأنصار و ما بالها لم تستقبلني؟ فقيل له: انّهم محتاجون ليس
لهم دواب.
فقال معاوية : أين نواضحهم؟ و أراد بهذا الكلام التشنيع على الشيعة و الانصار و السخرية بهم، لانّ النواضح هي الابل التي يسحب بها الماء فلذا أشار الى انّ الأنصار عبيد و لم يكونوا أكابر و أعيان.
فوثب قيس بن سعد بن عبادة- و كان سيد الانصار و ابن سيّدها- فقال : أفنوها يوم بدر و أحد و ما بعدهما من مشاهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حين ضربوك و أباك على الاسلام حتى ظهر امر اللّه و انتم كارهون.
فسكت معاوية؟.
فقال قيس: أما انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله)عهد إلينا انّا سنلقي بعده أثره، فقال معاوية: فما أمركم به؟ فقال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه، قال: فاصبروا حتى تلقوه ،- و أراد بهذا الكلام التشنيع عليه و انّه أبله سفيه يزعم لقاء رسول اللّه يوم القيامة-.
ثم قال : يا معاوية تعيّرنا بنواضحنا و اللّه لقد لقيناكم عليها يوم بدر و انتم جاهدون على اطفاء نور اللّه و ان تكون كلمة الشيطان هي العليا، ثم دخلت أنت و أبوك كرها في الاسلام الذي ضربناكم عليه، ثم ذكر كثيرا من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) الى ان قال:
«لقد قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): فاجتمعت الانصار الى أبي، ثم قالوا نبايع سعدا فجاءت قريش فخاصمونا بحجة عليّ و أهل بيته (عليهم السّلام) و خاصمونا بحقه و قرابته فما يعدوا قريش ان يكونوا ظلموا الانصار و ظلموا آل محمد (عليهم السّلام) و لعمري ما لأحد من الانصار و لا لأحد من العرب و العجم في الخلافة حق مع عليّ (عليه السلام) و ولده من بعده».
فغضب معاوية و قال : يا ابن سعد عمّن أخذت هذا و عمّن رويته و عمّن سمعته، أبوك أخبرك بذلك و عنه أخذته؟ فقال قيس : سمعته و أخذته ممّن هو خير من أبي و أعظم عليّ حقا من أبي، قال: من؟
قال: عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) عالم هذه الامة و صدّيقها الذي أنزل اللّه فيه:
{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [الرعد: 43].
فلم يدع آية نزلت في حق عليّ (عليه السلام) الّا ذكرها، قال معاوية: فانّ صدّيقها أبو بكر، و فاروقها عمر، و الذي عنده علم الكتاب هو عبد اللّه بن سلام.
قال قيس: أحقّ هذه الاسماء و أولى بها الذي أنزل اللّه فيه:
{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود: 17] .
والذي نصبه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بغدير خم فقال : «من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه» و في غزوة تبوك: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى الّا انه لا نبي بعدي».
وكان يومئذ معاوية بالمدينة، فعند ذلك نادى مناديه وكتب بذلك نسخة الى عماله (بعدم ذكر فضائل عليّ (عليه السلام) و مناقبه و كلّ من رواها فماله وبيته وأهله ودمه هدر) و قال : الا برئت الذمة ممن يروي حديثا في مناقب عليّ و أهل بيته.
وفي يوم مرّ معاوية بحلقة من قريش فلمّا رأوه قاموا إليه غير عبد اللّه بن عباس، فقال له:
يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام اصحابك الّا لموجدة عليّ بقتالي اياكم يوم صفين، يا ابن عباس انّ ابن عمي عثمان قتل مظلوما.
فقال ابن عباس : فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما فسلّم الامر الى ولده و هذا ابنه (و لما تنهض بدمه) قال : انّ عمر قتله مشرك، قال ابن عباس : فمن قتل عثمان؟ قال قتله المسلمون، قال: فذلك أدحض لحجتك و أحلّ لدمه ان كان المسلمون قتلوه و خذلوه فليس الّا بحق.
قال : فانّا كتبنا في الآفاق ننهي عن ذكر مناقب علي و أهل بيته، فكف لسانك يا ابن عباس و اربع على نفسك، قال : فتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال: لا، قال: فتنهانا عن تأويله؟ قال:
نعم، قال: فنقرأه و لا نسأل عما عنى اللّه به؟ قال: نعم.
قال : فأيما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟ قال: العمل به، قال: فكيف نعمل به حتى
نعلم ما عنى اللّه بما انزل علينا؟ قال : سل عن ذلك من يتأوله على غير من تتأوله أنت وأهل بيتك، قال : إنمّا أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل عنه آل أبي سفيان و آل أبي معيط و اليهود و النصارى و المجوس؟.
قال معاوية : فقد عدلتني بهؤلاء، قال : لعمري ما أعدلك بهم الّا اذا نهيت الامة أن يعبدوا اللّه بالقرآن و بما فيه من أمر و نهي أو حلال أو حرام أو ناسخ أو منسوخ أو عام أو خاص أو محكم أو متشابه وان لم تسأل الامة عن ذلك، هلكوا و اختلفوا و تاهوا، قال معاوية: فاقرؤوا القرآن و لا ترووا شيئا ممّا أنزل اللّه فيكم وما قال رسول اللّه و ارووا ما سوى ذلك.
قال ابن عباس: قال اللّه تعالى في القرآن: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة: 32].
قال معاوية : يا ابن عباس اكفني نفسك و كف عنّي لسانك و ان كنت لا بد فاعلا فليكن سرّا و لا تسمعه أحدا علانية، ثم رجع الى منزله فبعث إليه بمائة الف درهم و في رواية خمسين الف درهم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|