المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأرشيف الصحفي للمجلة
2023-06-22
البحث حول أحاديث حمّاد بن عيسى.
2023-08-03
قبس من أسرار القرآن الكريم للعالم الفاضل الشيخ فخري الظالمي
5-05-2015
مرض لفحة السنابل البكتيرية
31-10-2016
Finite and non-finite clauses
1-2-2022
الحسين بن صدّيق الأهدل
11-3-2016


انكشاف زيف بني امية على يد الحسن والحسين(عليه السلام)  
  
3318   09:01 صباحاً   التاريخ: 5-03-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص119-120.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

أن السبب لثورة الحسين بن علي في وعي الناس والرأي العام واتساع رقعة دعوة الشيعة ونفوذها بعد صلح الحسن، لأنّ الحركة التي انطلقت بعد الصلح ضد الحكم الأموي راحت تتسع في نطاقها شيئاً فشيئاً وتزداد في نفوذها يوماً بعد يوم و لقد كانت سياسة معاوية ـ من حيث يدري ولا يدري ـ سبباً في اشتداد هذه الحركة واتساعها، لأنّه كان يرى المجال مفتوحاً أمامه بعد استشهاد الإمام الحسن، فضيق الخناق على الناس لا سيما على الشيعة وأنصار أمير المؤمنين ولم يأل جهداً في اضطهادهم وظلمهم، أن انتهاكات معاوية المستمرة لحقوق المسلمين وإغاراته وهجماته المتكررة بجيشه الهمجي الظالم على البلدان الإسلامية المختلفة وقتل الأبرياء وايذاءهم ونقض معاهدة الصلح وأخذ البيعة لابنه يزيد، وأخيراً سمّ الإمام الحسن، كل ذلك شوّه وجه الحكم الأموي أكثر من السابق وزعزع مكانته.

وقد دفعت هذه الأحداث الشيعة إلى الترابط وترصيص الصفوف وتوحيدها أكثر وتقوية الجبهة المعادية للأمويين، وتمهيد الأرضية للثورة الحسينية.

وقال الدكتور طه حسين الأديب والكاتب المصري المعروف بعد توضيح التضييق والاضطهاد الذي كان يمارسه معاوية ضد الشيعة : إنّ الشيعة قد اشتد تحرّكهم في العشرة أعوام الأخيرة من عهد معاوية، وانتشرت دعوتهم في شرق العالم الإسلامي وجنوب البلاد العربية بشكل واسع، ومات معاوية حين مات وكثير من الناس وعامة أهل العراق بنوع خاص يرون بغض بني أمية وحب أهل البيت ديناً لأنفسهم.

وهكذا عرفت الأمّة الإسلامية الوجه الحقيقي للحكم الأموي بما فيه الكفاية وذاقت طعم تعذيبه وإرهابه المرير وأدركت انتهاكه لحقوق المسلمين وارتفع القناع الذي كان يتقنّع به في بداية عهد معاوية وتعرّف الناس على حقيقته، وبالتالي زالت جميع الموانع التي وقفت في طريق ثورة منتصرة وانفسح المجال أمام الثورة على الحكم الأموي تماماً ، وكانت هذه الفترة هي الفترة التي أنزل فيها الحسين بن علي (عليه السلام) ضربة حاسمة قاضية على جسم الحكم الأموي الفاسد وفجّر تلك الثورة العظيمة الفريدة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.