أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-03-2015
2802
التاريخ: 3-03-2015
1757
التاريخ: 3-03-2015
3572
التاريخ: 29-03-2015
8781
|
يحار الناظر في تعريف الأسباب التي أقعدت مصر عن النهوض بهذا العلم دون مشاطرة العراق في إبان تكوينه ونشوئه, حتى أوشك أن ينضج ويكمل، مع توثق الصلات بينها وبين العراق في ذلك العهد، ومع وفود العرب الخلص إليها مع الفاتحين, كالعرب الذين نزحوا إلى العراق، وكانوا مثابة لنحاته في تدوين النحو، والسير به قدما إلى أن تم على أيديهم، ومع وجود العلماء الذين يعتمد عليهم، وفيهم غناء أي غناء بين ظهرانيهم من أمثال عبد الرحمن بن هرمز الذي استوطن قديما الإسكندرية حتى قضى نحبه سنة 117هـ، وقد مضى في الكلام على واضع النحو أن بعض العلماء عده الواضع له.
ص105
والذي يلوح لنا -والله أعلم بالحقيقة- أن العراق كان دائم الاتصال بالبلاد الحجازية المقدسة، والرحلات بينهما متبادلة، فسمع أهل العراق من الصحابة ومن التابعين أحكام الدين فامتد نظرهم إلى ذلك الأمر الجديد أمر اللغة والمحافظة على سلامتها حتى يكمل لهم الشأن من جميع نواحيه، وفي العراق حضارة علمية تليدة سهلت عليهم السير في تنظيم هذا العلم واستكمال بنائه، أما القطران فكانا في أشد الحاجة إلى تعلم الدين وعلومه، فغلب على العرب النازلين فيهما داعي الدين والناس من ورائهم، فساهم القطران في العلوم الشرعية ونبغ فيهما أئمة في القراءات والحديث والفقه كانوا يعاصرون أئمة العراق فيها.
هو الوليد بن محمد التميمي، أصله من البصرة، ونشأ بمصر ثم رحل إلى البصرة يطلب العلم فتلقى عن المهلبي تلميذ الخليل وعن غيره، فروى كتب اللغة والنحو وحذقهما، ثم قفل إلى مصر ومعه كتب النحو واللغة التي رواها بأسانيدها، فهو أول من أدخل كتب النحو واللغة إلى مصر، وقد بورك له في بنيه وحفدته، توفي بمصر سنة 263هـ.
هو أحمد بن جعفر الدينوري(1) ختن ثعلب، وأصله من الدينور، قدم البصرة وأخذ عن المازني كتاب سيبويه، ثم دخل بغداد فقرأه على المبرد أيضا مع تحمله الملام من
ص106
ثعلب، ثم وفد إلى مصر متوطنا، وله مؤلفات في النحو منها: المهذب، توفي بمصر سنة 289هـ.
هو أبو الحسين محمد بن الوليد التيمي(2) السابق، أخذ بمصر عن الدينوري وغيره ثم يمم بغداد فلقي المبرد وثعلبا وجاد بالمال في سبيل نقل كتاب سيبويه من المبرد وقراءته عليه، وبعد التزود رجع أدراجه إلى مصر، فهو أول من أدخل كتاب سيبويه البلاد المصرية، توفي بمصر سنة 298هـ.
هو أبو العباس أحمد بن محمد التميمي(3) السابق، فهو نحوي ابن نحوي ابن نحوي، شدا على أبيه وغيره شيئا من العربية، ثم صوب نظره إلى بغداد فسمع من الزجاج وغيره مع معاصره أبي جعفر النحاس المصري إلا إن الزجاج كان يؤثره على النحاس حتى كان بعد مغادرتهما بغداد يختصه بالسؤال ويشيد بعلمه، ولذا فإنهما أقاما في مصر على نفور دائم بينهما، ومما زاد توتر العلاقة جمع بعض ملوك مصر بينهما في مناظرة تلتها مناظرات احتدم بينهما فيها الشجار، وبسطها السيوطي في الأشباه والنظائر "الفن السابع فن المناظرات إلخ" في الجزء الثالث، وله كتاب الانتصار لسيبويه، وكتاب المقصور والممدود1 توفي بمصر سنة 332هـ.
هو أبو جعفر أحمد بن محمد المصري(4)، تلقى مبادئ اللغة العربية في مصر، ثم ارتحل إلى العراق، فتلقى عن الأخفش الصغير والزجاج ونفطويه وابن الأنباري وغيرهم، ثم آب إلى مصر، وقد سبق الحديث عما حدث بينه وبين ابن ولاد، كان قوي الذاكرة جيد التصنيف في متنوع العلوم، من مؤلفاته في النحو: كتاب "المقنع في اختلاف البصريين والكوفيين"، والتفاحة، والكافي، وغيرها، مر عليه المنذر بن سعيد البلوطي الأندلسي وهو يملي من قصيدة مجنون ليلى:
ص108
______________________________
(1) انظر معجم الأدباء 2/ 239- 241.
(2) انظر معجم الادباء 19/ 105- 106.
(3) انظر معجم الادباء 4/ 201-203.
(4) انظر معجم الادباء 4/ 224-230.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|