المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

EINSTEIN AND PLANCK: E = hv
8-3-2016
التحاليل الدائمة
16-8-2020
سيراباس محراثي Serapias vomeracea
27-8-2019
العقيدة ودورها في النجاة والسعادة
20-5-2022
أمريكا الجنوبيّة
17-5-2017
مفهوم الحكم في الدعوى الإدارية
2-2-2023


مَنْ دفن الحسين (عليه السّلام) وأصحابه ؟ ومتى وكيف ؟  
  
4204   12:10 صباحاً   التاريخ: 24-6-2019
المؤلف : الشيخ عبد الوهاب الكاشي .
الكتاب أو المصدر : مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب
الجزء والصفحة : ص179-181.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/9/2022 2124
التاريخ: 26-7-2022 2286
التاريخ: 8-04-2015 4284
التاريخ: 28-3-2016 3469

من القواعد العامّة والثابتة عند الشيعة هي أنّ المعصوم لا يجهّزه ولا يدفنه إلاّ معصوم مثله ؛ فرسول الله (صلّى الله عليه وآله) مثلاً جهّزه ودفنه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكذلك سيّدة النساء فاطمة (عليها السّلام) قام الإمام (عليه السّلام) بغسلها وتجهيزها ودفنها ليلاً وعفا موضع قبرها حسب وصيّتها (عليها السّلام) والإمام علي (عليه السّلام) جهّزه ودفنه ابنه الإمام الحسن (عليه السّلام) . . . وهكذا كلّ إمام أو معصوم قام بتجهيزه المعصوم الآخر .

والآن السؤال هو : مَنْ الذي دفن الحسين (عليه السّلام) مع العلم أنّ ابنه الإمام زين العابدين (عليه السّلام) كان أسيراً بأيدي الأعداء في الكوفة ؟

نقول : أجل كان علي بن الحسين زين العابدين (عليه السّلام) أسيراً بأيدي الأعداء ولكن تمكّن من الخروج من السجن ليلاً مساء الثاني عشر من المحرّم ووصل إلى كربلاء صبيحة الثالث عشر منه ودفن أباه الحسين (عليه السّلام) وصحبه بمعونة رهط من بني أسد كانوا هناك .

ولمّا فرغ من مواراتهم جميعاً وعرّفهم بمواقع قبور الأصحاب والهاشميِّين وأبي الفضل العباس وحبيب بن مظاهر عند ذلك عرّفهم بنفسه وطلب إليهم أن يقوموا بضيافة الزائرين ودلالتهم وتعريفهم ثمّ ودّعهم وعاد إلى سجن عبيد الله بن زياد ليلاً دون أن يشعر به الحرّاس .

وكانت عمته العقيلة زينب (عليها السّلام) قد افتقدته تلك الليلة ولمّا عاد أخبرها أنّه مضى لمواراة جثمان أبيه الحسين (عليه السّلام) وصحبه .

نعم لقد دُفن جسد الحسين (عليه السّلام) في الثالث عشر من المحرّم أي بعد مقتله بثلاثة أيّام ولكنّ رأس الحسين بقي على أطراف الرماح وبأيدي الأعداء وبين يدي ابن زياد ويزيد (لعنهما الله) حتّى أعاده الإمام زين العابدين (عليه السّلام) إلى كربلاء عندما رجع من الأسر وألحقه بالجسد الشريف وذلك بعد أربعين يوماً من مقتله أي في العشرين من شهر صفر .

هذا أصح الأقوال وأقربها إلى الاعتبار عند المحققين . وهناك أقوال مختلفة في تحديد مدفن رأس الحسين غير أنّ الذي عليه الشيعة هو القول الأول أعني أنّ الإمام السجّاد أعاده إلى كربلاء ودفنه مع الجسد .

وبهذه المناسبة تكوّنت زيارة الأربعين حيث تفد المواكب العزائيّة وآلاف الزائرين إلى كربلاء يوم العشرين من شهر صفر فكأنّهم يقومون بدور الاستقبال للإمام السجّاد وبنات الرسالة العائدين من الشام ومعهم رأس الحسين (عليه السّلام) وفي نفس الوقت يجدّدون الاحتفال بذكرى مرور أربعين يوماً على شهادة الحسين (عليه السّلام) .

وأوّل مَنْ قام بهذه الزيارة عفواً ومن غير قصد إلى المناسبة المذكورة هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (رحمه الله) الذي عظم عليه نبأ قتل الحسين (عليه السّلام) وهو في المدينة فخرج منها متوجّهاً إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين (عليه السّلام) . واصطحب معه رجلاً يُقال له : ابن عطية وغلاماً له وصادف وصوله إلى كربلاء يوم التاسع عشر من صفر أي قبل ورود أهل البيت (عليهم السّلام) بيوم واحد .

فلمّا وصل جابر إلى كربلاء توجّه إلى شاطئ الفرات فاغتسل وغسل ثيابه ثمّ توجّه نحو القبور الطاهرة بهدوء وخشوع وكان يسبّح الله ويهلّله ويقول لصاحبه ابن عطية : قصّر الخُطا في زيارة الحسين (عليه السّلام) ؛ فإنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : إن لزائر الحسين (عليه السّلام) بكلّ خطوة حسنة عند الله تعالى  .

ولمّا أتمّ جابر زيارة قبر الحسين (عليه السّلام) توجّه إلى قبور الشهداء حوله وسلّم عليهم وحيّاهم أحسن تحيّة ثمّ قال لهم : أشهد أننا قد شاركناكم فيما أنتم فيه من الأجر الجزيل عند الله سبحانه .

فقال له ابن عطية : وكيف نكون شركاءهم في أجرهم وثوابهم مع أننا لم نضرب بسيف ولم نطعن برمح والقوم كما ترى قد بذلوا أنفسهم وضحّوا بكلّ ما لديهم فكيف نكون شركاءهم ؟!

فقال جابر : نعم يابن عطية لقد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : مَنْ أحبّ عمل قوم أُشرك معهم في عملهم  . وإنّ نيّتي ونيّة أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحابه .

والخلاصة : لقد التقى جابر بن عبد الله الأنصاري في اليوم الثاني بالإمام زين العابدين (عليه السّلام) عند قبر الحسين (عليه السّلام) واستمع منه إلى تفاصيل ما جرى هناك فكثر البكاء والعويل حول قبر الحسين (عليه السّلام) وأُقيمت المآتم من قبل أهل السواد والنواحي الذين كانوا قد توافدوا لزيارة قبر الحسين (عليه السّلام) وللسّلام على زين العابدين (عليه السّلام) وبنات الرسالة . واستمروا على تلك الحال ثلاثة أيّام ثمّ بعد ذلك ارتحل زين العابدين (عليه السّلام) بالعائلة من كربلاء مواصلاً سيره نحو المدينة المنوّرة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.