ونعود لنؤكد أن التخطيط الإعلامي في المجال الصحفي بكافة صوره ضرورة تبدأ من كون الصحيفة أو المجلة مجرد فكرة، وهذه الفكرة لا بد أن تقوم على أساس أهداف محددة، سياسية، أو اجتماعية، أو علمية، أو اقتصادية، أو تنموية، أو تربوية، أو فنية، والمطلوب دائما صياغة هذه الفكرة في شكل استراتيجية. ثم سياسة إعلامية، ثم خطط تنفيذية، تعتمد على رصد ميزانية محددة، وإذن أو تصريح من قبل الجهات المختصة، وتكوين الطاقم التحريري والفني والإداري الذي يقع عليه عبء إصدار [المنتج الصحفي] الذي يتميز بوجود اسم وموعد ثابت للصدور، وتكون البداية صدور عدد يطلق عليه العدد [صفر] ، وهو العدد الذي يتم طبعه ليكون موضع دراسة أسرة التحرير كنقد ذاتي من أجل تلافي أية أخطاء، تمهيدا لطبع وإصدار أول أعداد الصحيفة أو المجلة التي سوف تطرح في الاسواق وتحمل رقم [١]، وهكذا يتتابع صدور الاعداد التالية.

ولنا أن نذكر أيضا أنه في إطار العمل على توفير التمويل المادي الكافي لإصدار الصحيفة أو المجلة بشكل منتظم، والإعلانات التجارية هي أساس هذا التمويل إلى جانب التوزيع في السوق والاشتراكات المدفوعة، لكن الاعتماد الاكبر في التمويل يكون دائما على الإعلانات، التي لا تجد طريقها إلى الصحيفة أو المجلة إلا عن طريق التأكد من اتساع دائرة التوزيع، الذي يضمنه نجاح تلك الصحيفة أو المجلة في تحقيق الهدف الاساسي من إصدارها؛ ولذلك لا بد من توفير العناصر البشرية المدربة على العمل الصحفي والفني والإداري، كما يوضع في الاعتبار دائما [المطبعة] التي يمكن أن تكون ملكا للصحيفة، ويمكن أن تكون الطباعة بالاجر، خاصة في حالة الصحف الحزبية، والخاصة، والمستقلة والمعارضة.