أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-03-2015
9125
التاريخ: 1-03-2015
1586
التاريخ: 1-03-2015
1431
التاريخ: 1-03-2015
1852
|
اعلم انه ما كان من الاسماء على حرفين فإن رد الحرف الثالث إليه في الجمع التاء ، او التثنية ، فالنسبة ترده . لا يكون إلا ذلك . وذلك قولك في النسب الى اخت : أخوي ؛ لقولك أخوات ، وإلى سنة ، سنوي فيمن قال : سنوات . ومن قال : سانهت ، وسنيهة في التحقير قال : سنهي .
ص78
وفي النسب الى اب ، وأخ : أبوي وأخوي ؛ لقولك : أبوان وأخوان ، وكذلك هذا الجمع لا يكون غير ما ذكرت لك(1) .
وإن لم ترد الحرف الثالث في تثنية ولا جمع بالتاء فأنت في النسب مخير ؛ إن شئت رددته ، وإن شئت لم تردده . وذلك قولك في النسب إل دمٍ : دمي ودموي ، وفي النسب الى يدٍ : يدي ويدوي في قول سيبويه .
فأما الأخفش فيقول : يدي ويديي ، ويقول أصل (يدٍ) فعل ، فإن رددت ما ذهب رجعت بالحرف الى اصله . فهذا قوله في كل هذا .
وسيبويه وأصحابه يقولون : رددنا الى حرف قد لزمه الإعراب لجهد الاسم ، فلا يحذف ما كان يلزمه قبل الرد(2) .
ص79
وسيبويه يزعم أن (دما) (فعل) في الاصل ، وهذا خطأ لأنك تقول : دمي يدمي فهو دم. فمصدر هذا لا يكون إلا فرق ، وكذلك الحذر ، والبطر ، وجميع هذا الباب .
ومن الدليل على أنه (فعل) أن الشاعر لما اضطر جاء به على (فعل) ، قال (3) :
جرى الدميان بالخير اليقين
فأما (يد) ففعل ساكنة لا اختلاف في ذلك ، لان جمعها أيدٍ ، و (أفعل) إنما هو جمع (فعل) ، نحو أكلُب ، وأفلسُ ، وأفرخ .
و (غدٌ) فعل ، لان أصلها غدوٌ .
وحق هذه الأسماء المحذوفة أن يحكم عليها بسكون الأوسط إلا أن تثبت الحركةُ ؛ لأن الحركة زيادة ؛ فلا تثبت إلا بحجة ؛ ألا ترى ان الشاعر لما اضطر الى الرد رد على الإسكان ، فقال :
ص80
إن مع اليوم أخاه غدوا
وقال الشاعر :
وما الناس إلا كالديار وأهلها بها يوم حلوها وغدواً بلاقع
وإنما كانت الإضافة رادةً ما رجع في التثنية والجمع بالتاء وما لم ترده تثنية ولا جمعٌ ؛ لأن الإضافة أرد ؛ وذلك أنها مغيرة أواخر الأسماء لا محالة ؛ لأن الإعراب عليها يقع، ولأنه يلزمها الحذف من قولك : أسيدي ، وأموي ، وحنفي ، ونحو ذلك .
والتغيير في مثل بصري وما ذكرنا يدل على ما بعده ؛ فلذلك كنت راداً في الإضافة ما يرجع في تثنية أو جمع بالتاء لا محالة، ومخيراً فيما لم يرجع في تثنية ولا جمع .
واعلم أن كل ما كان من بنات الحرفين فحذفت منه حرفاً مزيداً تجعل عدته ثلاثة فلا بد من الرد ؛ لأنك لما حذفت ما ليس منه لزمك أن ترد ما هو منه ؛ إذ كنت قد ترد فيما لا تحذف منه شيئاً ؛ لأنه له في الحقيقة . وذلك قولك في النسب الى ابن : ابني إذا اتبعت اللفظ ، فإن حذفت ألف الوصل رددت موضع السلام فقلت : بنوي (4) .
ولا تقول في أخت إلا أخوي ، لأن التاء تحذف كما تحذف الهاء في النسب ؛ لأنها تلك في الحقيقة . وذلك قولك في طلحة :
ص81
طلحي ، وفي عمرة . عمري ، فإذا حذفت التاء من أخت لم تقل إلا أخوي ، وكذلك بنت: بنوي ؛ لأن التاء تذهب (5) .
ومن قال : ابنة ، قال : ابني على قولك : ابني في ابن . ومن قال في ابن : بنوي قال في مؤنثه : بنوي .
وذلك أن النسب الى كل مؤنث كالنسب الى مذكره . تقول في النسب الى ضارب : ضاربي ، وكذلك هو الى ضاربة .
ص82
__________________
(1) أخت كلمة حذفت لامها التي أصلها واو بدلالة جمعها على اخوات ، اما هذه التاء فهي عندهم للإلحاق وهي بدل من الواو المحذوفة ، تلحق هذه الكلمة بوزن فعل ، وعلى ذلك يرى المبرد وجمهور البصريين أن يكون النسب الى الأصل فيقول : أخوي. على أن نحويين آخرين ومنهم بصريون أيضاً رأوا أن ذلك يؤدي الى اللبس إذ كيف نفرق بين النسب الى أخ وأخت ولذلك يرون النسب الى كلمة أخت كما هي فيقولون أختي ، وهو رأي جدير بالاتباع.
اما كلمة سنة فأصلها سنة أو سنوٌ حذفت لامها (الهاء أو الواو) وعوض عنها تاء التأنيث ، فيكون النسب برد اللام المحذوفة فتقول سنهي أو سنوي لأنها ترد في جمع التكسير حين نقول سنهات أو سنوات .
(2) كلمة (دم) أصلها دموٌ بسكون الميم على الأصح وكما سترى من الخلاف الذي يعرضه المبرد . حذفت اللام التي هي الواو ولم يعوض عنها بشيء ، وتحركت الميم الساكنة ، وهذه اللام المحذوفة لا ترد في التثنية ، ولذلك يجوز ردها في النسب وعدمه، فنقول دمي ودموي .
أما كلمة (يد) فأصلها يدي بسكون الدال ، حذفت اللام التي هي الياء ولم يعوض عنها بشيء ، ولا ترد في التثنية (إذ تقول يدان لا يديان) ، ولذلك يجوز ردها وعدمه عند النسب فنقول : يدي أو يدوي بعد قلب الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم قلبها واواً حسب قواعد النسب السالفة .
ومن الكلمات المشهورة كلمة شفة أصلها شفة بسكون الفاء وبعدها هاء بدلالة جمعها على شفاه ، حذفت اللام التي هي الهاء وعوض عنها تاء التأنيث ، وهي لا ترد في المثنى (لا نقول شفهان) ، ولذلك يجوز ردها وعدمه في النسب فنقول : شفي وشفهي .
أما من يرى أن اللام المحذوفة هي الواو ـ أي أن اصلها شفو فإنه يقول في النسب : شفي أو شفوي .
(3) عجز بيت صدره : فلو أنا على حجر ذبحنا ، وقوله بالخبر اليقين ما تؤمن به العرب من أن دم المتباغضين لا يمتزج ، أي أن دم هذا يجري في اتجاه ودم ذاك يجري في اتجاه آخر فتعرف حالهما من البغض .
(4) ابن اصلها بنو حذفت الواو التي هي لام الكلمة وعوض عنها ألف الوصل ، فتنسب إليها على اللفظ فتقول : ابني ، أو ترد اللام المحذوفة فتقول : بنوي .
(5) كان يونس بن حبيب يفضل النسب الى أخت وبنت على اللفظ فيقول: أخيّ, وبنيّ, منعا للبس, وهو رأي جدير بالاتباع.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|