أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-03-2015
1202
التاريخ: 1-03-2015
1196
التاريخ: 1-03-2015
1386
التاريخ: 1-03-2015
1747
|
اعلم ان ما كان من ذلك على فعل فإن الألف مبدلة من يائه او واوه . وذلك قولك : رحاً، وقفاً ، وعصا .
واعلم أن النسب الى ما كان من الياء كالنسب الى ما كان من الواو . وذلك أنك تقلب هذه الألف واواً من أي البابين كانت . تقول في قفا قفوي ، وفي عصا : عصوي ، وكذلك حصى ، ورحى ، تقول : حصوي ، ورحوي .
وإنما قلبت الألف المنقلبة من الياء واواً ، لكراهيتك اجتماع ثلاثة أحرفٍ واحداً(1).
وكذلك إذا كان على فعل نحو : عمٍ ، وشقٍ ، ذهبت به في النسب الى (فعل) فقلت : عموي ، وشقوي ، وفي النسب الى الشجي شجوي(2) ؛ فإنما فعلت ذلك كراهية لاجتماع الياءات والكسرات . وأنت في غير المعتل كنت تفعل ذلك كراهية لتوالي الكسرتين والياءين . فهذا ها هنا أوجب .
فأما غير المعتل فنحو قولك في النمر نمري ، وفي شقرة قري ؛ ألا ترى أنك قد سويت بين (فَعِل) و (فَعَل)(3) .
ص67
فلو كان مكان الكسرة ضمة لم تغيره ، لأنه يتوال ما تكره . وذلك قولك في سمرة سمري لا غير .
فإن كان على (فعل) و (فعل) جرى مجرى غير المعتل .
وذلك انه يُسكن ما قبل آخره ، فيقع عليه الإعراب كما يقع على غير المعتل . وذلك قولك : هذا ظبي ، ودلوٌ ، ونحي ، وجرو فاعلم . على هذا يجري جميع هذا . فإذا نسبت إليه قلت ظبيي ، ونحيي ، وكذلك إن لحقت شيئاً منه الهاء ، لأن ياء النسب تعاقب هاء التأنيث(4) . فكل ما نسبت إليه فالهاء ملغاة منه ، فكأنه لم تكن هاءٌ .
ألا ترى أنك تقول في النسب الى طلحة طلحي ، والى حمدة حمدي . فأما قول يونس في النسب الى ظبية ظبوي فليس بشيء . إنما القول ما ذكرت لك .
ص68
فإن كانت الياء شديدة اصلية فإن النسب على ضربين :
الأحسن في النسب الى حية حيوي ، تحرك ما قبل الياء الثانية ؛ لتقلبها ألفاً ، فإنها إذا كانت كذلك انقلبت واواً في النسب ، وإن تُركت على حالها جاز ، وفيه قبح ؛ لاجتماع أربع ياءات مع الكسرة ، وذلك قولك : حيي .
ومن قال : حيوي قال في النسب الى (لية) ـ وهو المصدر من لويت ـ لووي : لأنها (لوية) في الأصل . فلما زال الإدغام أظهرت الواو(5).
فإن كانت الياءُ زائدة مثقلة(6) فلا اختلاف في حذفها لياء النسب . وذلك قولك في النسب الى (بُختي) بختي فاعلم ، والى (بخاتي) بخاتي فتصرف(7) . لأن الياء الظاهرة ياء النسب .
فإنما وجب حذ ف هاتين الياءين ليائي الإضافة ، لأن ياءي الإضافة تعاقب هاء التأنيث، فتقول في النسب الى طلحة طلحي ، والى حنظلة حنظلي .
وإنما عاقبتها ؛ لأنه يؤتى بها زائدة في الاسم بعد الفراغ من تمامه ، فإنهما يحلان محلا واحداً . ألا ترى أنك تقول تمرة وتمر، وبُرة وبُر ، فلا يكون بين الواحد والجمع إلا الهاءُ .
ص69
وتقول على هذا : زنجي وزنج ، ورومي وروم ، فلا يكون بينهما إلا الياءُ المشددة ، فلذلك حلتا محلاً واحداً .
فلما كانت الهاء تُحذف لياء النسب كان حذف الياء لها أوجب ؛ لأنك لو أقررتها كنت تجمع بين أربع ياءات مع العلة التي ذكرنا من مضارعة الهاء ، فعلى هذا فأجر هذا الباب .
ص70
____________________
(1) الاسم المقصور ، تقلب ألفه واواً إذا كانت ثالثة سواء كان أصل الألف واواً أو ياءاً.
(2) الشجي : الحزين . والاسم المنقوص تقلب ياؤه واواً مطلقاً إذا كانت ثالثة ، وتقلب الكسرة السابقة فتحة حتى لا تتكرر الكسرات قبل ياء النسب .
(3) إذا كان الاسم ثلاثياً ، مكسور العين ، وجب قلب هذه الكسرة عند النسب فتحة ، مهما تكن حركة الفاء حتى لا تتوالى الكسرات قبل ياء النسب ، مثل : ملك ملكي ، إبل إبلي ، دئل دؤلي .
(4) يرى القدماء شبهاً واضحاً بين تاء التأنيث وياء النسب ، فتاء التأنيث تستخدم مثلا في التفريق بين المفرد والجمع مثل : دجاج ودجاجة وتفاح وتفاحة. وكذلك الياء تستخدم في التفريق بين المفرد والجمع مثل يهود ويهودي وروم ورومي . وهم يرون هذا الشبه سبباً قوياً لحذف تاء التأنيث عند النسب حتى لاتجتمع التاء والياء . ومن الأخطاء الشائعة الآن كلمة وحدوي في النسب الى وحدة ، والقياس : وَحْدِي بحذف التاء ليس غير .
وإذن فإن الاسم الثلاثي المعتل الآخر سواء كان آخره واواً (دلو) أم ياء (ظبي) وعينه ساكنة يجري عليه ما يجري على الاسم الصحيح أي دون تغيير حرف العلة . هذه القاعدة .
ولذلك كان المنتظر أن ننسب الى كلمة (قرية) فنقول (قريي) دون تغيير ، لكن الذي ورد في اللغة في هذه الكلمة قلب الياء واواً ، فنقول (قروي) .
ومن الكلمات الشائعة كلمة (حياتي) في النسب الى (حياة) ، والقياس أن نحذف تاء التأنيث أولا ، فتصير الكلمة على ثلاثة أحرف آخرها ألف تقلب واواً فتصير حيوي ، فإذا التبست بكلمة حيوي المنسوبة الى حي نميز بالقرائن في الجملة .
(5) معنى ذلك أن الكلمة المنتهية بياء مشددة ويسبقها حرف واحد تقلب الياء الثانية فيها واواً مطلقاً ، وترجع الياء الأولى الى أصلها ـ واواً أو ياء ـ مع تحريكها بالفتح مثل : طي طووي ، لي لووي ، حي حيوي . وأنت ترى تعليل المبرد فتح الياء الأولى حتى فتمكن من قلب الياء الثانية ألفاً ؛ لأن الياء إذا تحركت وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً . فإذا صارت ألفاً فإنها تقلب حين تكون ثالثة الى واو في النسب كما تعلم .
(6) مثقلة أي شديدة .
(7) جمل بختي طويل القامة والجمع بخات وبخاتي .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|