تفسير قوله تعالى : {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ ..} |
1660
07:48 صباحاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
21593
التاريخ: 12-06-2015
2169
التاريخ: 12-06-2015
2620
التاريخ: 12-06-2015
1770
|
قال تعالى : {لَا
يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا
مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل
عمران : 28] .
{لا
يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ} في
النصرة والمودة لقرابة او محبة او صداقة او ولاء قبل الإسلام والآية نهي للمؤمنين
عن أن يتخذوا الكافرين اولياء {مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ} و«من» لابتداء الغاية و«دون»
للمكان الذي هو قبل المكان الذي تضاف اليه ثم شاع استعمالها في الكناية عن عدم
الوصول بالشيء الى ما تضاف اليه وجعله في غيره. فالمراد لا يعدل المؤمن بولايته
عن المؤمنين الى الكافرين {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ
اللَّهِ فِي شَيْءٍ} من رضى من اللّه او لطف او
توفيق او ولاية او جزاء او فضيلة إيمان وغير ذلك مما يحظى به العبد الضعيف
المحتاج من اللّه ربه ومالك أموره. يقال هو من فلان في مقام ومكانة وحظوة او
ليس منه في شيء من ذلك. ويفهم من مناسبات المقام ان هذا النهي وهذا التهديد جاريان
في الموالاة الصورية ويتوهم جريان النهي والتهديد فيها حتى لو كانت للدفاع عن
النفس واتقاء الشر في بعض الأحيان، فاستدرك ذلك بقوله تعالى {إِلَّا
أَنْ تَتَّقُوا} ايها المؤمنون {مِنْهُمْ} أي
من الكافرين {تُقاةً} مصدر
مفعول مطلق لتتقوا الاتقاء والتقوى والتقية والتاء فيها للوحدة ومأخذها الوقاية
بأن تقي نفسك من محذور شيء بشيء آخر. كما يقال ضربه بسيفه فاتقاه بالدرقة ووقى
نفسه بها من محذوره. وتاء الوحدة تفيد تحديد الاتقاء أي إلا ان تدفعوا شرهم عنكم
وعن دينكم عند انتظار الفرصة في نصره وإظهاره وتتقوا منهم تقاة موقتة محدودة بأن
تظهروا لهم ما يدفع شرهم من صورة الموالاة الموقتة حيث لا مندوحة لكم إلى غير ذلك
ولا فائدة في نصر الدين بقتل الرجل بل ينقص بقتله رجل من رجال الإسلام وأنصاره.
ولا تسترسلوا في ذلك وتجاوزوا به مقدار الضرورة بحيث يرجع إلى الضعف في الدين والتساهل
في امره واستظهار الكافرين فإن أمر الدين عظيم فاحذروا إذن من غضب اللّه وعقابه {وَيُحَذِّرُكُمُ
اللَّهُ نَفْسَهُ} ليس المراد بالنفس ما يرادف
الروح المرتبطة بالبدن. بل ذاته العظيمة فإنه العزيز الجبار الذي لا نصير عليه وهو
استعمال شائع في اللغة والقرآن الكريم ومنه قوله تعالى {قُوا
أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم
: 6] ومنه ما جاء من تعليق الظلم بالنفس كقوله {كَانُوا
أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة : 57] ونحوه في اكثر
من عشرين موردا ومنه ذكر الجهاد بالأموال والأنفس نحو عشر مرات.
فاحذروا اللّه فإنه شديد النكال اليم
العذاب ولا تتساهلوا في أمر دينكم فإن الدنيا فانية وظل زائل {وَإِلَى
اللَّهِ الْمَصِيرُ} فيوفي كل نفس ما عملت.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|