أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2019
871
التاريخ: 21-4-2019
2250
التاريخ: 31-3-2019
4747
التاريخ: 21-4-2019
2183
|
من التحليل الفونولوجي إلى التحليل اللغوي (1):
1- إن كثيرا من الموضوعات التي تدرسها "الفونولوجيا" "كالنظام المقطعي للغة" كانت جزءا من مفهوم "النحو" التقليدي، ولم يكن ثمة فاصل في مناهج الدراسة اللغوية وأقسامها بين "الفونولوجيا" و"النحو" فمفهوم "النحو" التقليدي بهذا كان أوسع مجالا من مفهوم "النحو" عندما يكون قسيم "الفونولوجيا".
إن كلا من"التحليل الفونولوجي" و"التحليل النحوي" تحليل "شكلي"(2). والتحليل الفونولوجي ينبغي، في دراسة لغة من اللغات، أن يتم قبل التحليل النحوي لها، كما ينبغي أن يتم دون أي إشارة إلى، أو أي اعتماد على، "الوحدات النحوية" "مثل المورفيمات" و"الكلمات" أو "الفصائل النحوية"(3) كالجنس، العدد، والزمن ... إلخ. "انظر التعريف بها فيما يلي". وهكذا تعتبر "الفونولوجيا" الحلقة الوسطى بين مادة النطق "وهي موضوع الدراسة الصوتية باستثناء الدراسة الفونولوجية بطبيعة الحال"، وبين التحليل النحوي(4).
2- ولكن ثمة خلافا جوهريا بين نوع التحليل الفونولوجي ونوع التحليل النحوي، كما أن ثمة خلافا بين الوحدات أو العناصر والفصائل الناتجة من هذا التحليل، وتلك الناتجة من ذاك، ومرجع هذا إلى الخلاف في المقاييس عن المعنى الدلالي "انظر التفصيل في هذا الموضوع فيما بعد من هذا الباب".
إن "الفونيم" و"المقطع" هما العنصران الأساسيان في التحليل الفونولوجي، و"المورفيم" و"الكلمة" هما العنصران الأساسيان اللذان يدرسها النحو. وإن
ص172
المورفيم والكلمة. هما نموذجان يترددان في السلسلة الكلامية من طبيعة منفصلة عن طبيعة النماذج المترددة في الكلام والتي تفسر على أساس فونولوجي، وذلك كنماذج، البنية المقطعية1. "= التركيب المقطعي"(5).
3- إن الفصائل النحوية والفصائل الفونولوجية تجريدات من المادة الصوتية للنطوق، ولكن علاقة هذه المادة الصوتية تختلف عن علاقة تلك به اختلافا جوهريا. فالتحليل النحوي للغات "الميتة" مثلا يمكن القيام به صورة أكمل من القيام بالتحليل الفونولوجي لها، لما كانت الأخيرة تعتمد على عرض صوتي كامل ودقيق للغة لا يتأتى الحصول عليه إلا في حالات نادرة، كاللغة السنسكريتية التي وصفها بانيتي(6) ومن خلفه وصفا دقيقا كاملا.
وقد لا تحتفظ الكتابة المأثورة عن أصحاب اللغة الميتة بالسمات النحوية المميزة للغة كما تتكلم "وذلك كالتنغيمات، وبعض الخصائص الصوتية الأخرى"، وفي هذا الحال فإن نحو اللغة من حيث هي نظام من التوصيل ملفوظ ومكتوب يكون ناقصا، ولكن هذا النقص عرضي، فإذا مثلت السمات النحوية الخاصة بطريقة ما في الكتابة استطعنا من النصوص الدقيقة بوجه خاص أن نحلل النظام النحوي للغة دون أن نعرف شيئا عن كيفية نطقها، أو عما تتضمنه الحروف من صفات نطقية.
فالنحو يمكن فصله عن المادة الصوتية، أما الفونولوجيا فهو بالضرورة مرتبط، عن طريق الأصوات اللغوية، بالمادة الصوتية(7).
4- إن السلسلة الكلامية تتضمن نماذج مطردة، وقيودا مرعية، لا يتأتى تفسيرها بالقواعد "الفونولجية"، وهذا مجتمع في مسألتين هما:
1- التأليف المورفيمي للكلمات.
2- تجميع الكلمات وتنظيمها في أنسجة أطول من الكلمات، وفي جمل.
ص173
وهذه التجمعات الأخيرة من أنواع مختلفة. ويلاحظ الدارس أن "الكلمة" تنتمي إلى قائمة من قوائم عدة، وأنها أحيانا تنتمي إلى أكثر من "قائمة"(8)، وأن "أفراد" هذه القائمة مقيدة في ترتيب وقوعها -على خلاف في الدرجة- بالنسبة إلى بعضها البعض في جمل مكونة من أكثر من كلمة(9) أو توجد أساسا، أو ليس غير، في صحبة كلمة من "قائمة" أخرى(10). ويجد النحو فيما بعد أن مجموعات من الكلمات في الجمل الطويلة يمكن أن يحل محلها في نفس الجملة كلمة من هذه القائمة أو تلك، وذلك لتكون مقبولة في اللغة موضوع الدرس.
ثم إن التتابعات التنغيمية المختلفة، ونماذج الارتكاز، وفترات الوقف توجد أحيانا مع مجموعات من هذا النوع، ولا توجد مع مجموعات من ذلك النوع أو من تلك الأنواع.
هذه السمات تكون أسس "التركيب النحوي" "= البنية النحوية" للجمل، وهي علم على "اللغة". ومن الصعب أن نتصور لغة قادرة على أن تقوم بوظيفتها دون أساس نحوي من هذا الطراز. ولو أن التفصيلات تختلف من لغة إلى لغة(11).
5- إن ما أشرنا إليه من "القوائم" النحوية، وترتيبات الكلمات في جمل، يقدم الأساس الخاص بأقسام الكلمات، التي هي العناصر المباشرة لتركيب الجمل، كما يقدم الأساس الخاص بـ"الفصائل النحوية"، وذلك المتعلق بـ"بنية الجمل".
__________
(1) أساس تعريفنا بهذا الموضوع هو:
R H Robins Some Consideration on The Status of Gramar ln Linguistics Archevum Linguisticum Vol ll Fase 2 pp 91-114.
(2) انظر توضيح هذا فيما بعد عند الكلام على "النحو الوصفي".
(3) روبنز عن:
Charles Hockett A System of Descriptive Phonology "Language" Xll pp 3-21 1942.
(4)روبنز عن:
F. R. Palmer Linguistic Hierarchy Lingua Vll 1958 pp. 225-241.
(5) الفقرة "2" عن:
Robins Some Considerations p 106.
(6) Panini.
(7) الفقرة "3" عن روبنز:
Some Considerations pp. 103-104.
(8) كلمة "كاتب" مثلا تنتمي إلى قائمة الاسم في مقابل الفعل والحرف، وهي من حيث الصيغة تنتمي إلى قسم من أقسام الاسم هو "اسم الفاعل"، وهي تنتمي إلى قائمة الاسم المذكر في مقابل الاسم المؤنث، و ... إلخ.
(9) كل من "ما" و"هذا" اسم في العربية فهما "فردان" ينتميان إلى قائمة عامة واحدة هي قائمة الاسم، ويجوز تكوين جملة من ائتلاف هذين الاسمين فنقول: "ما هذا؟ " والصدارة لما.
(10) وذلك مثل أي حرف من حروف النداء في العربية، فهي لا ينادي بها فعل إلا أن سمي به -فلا يسبق حرف من حروف هذه القائمة، قائمة حروف النداء، فردا من أفراد قائمة الفعل، فلا يجوز في العربية: "يا ضرب" أو "يا اضرب" أو "يا يضرب" إلخ.
|
|
خطر خفي في أكياس الشاي يمكن أن يضر صحتك على المدى البعيد
|
|
|
|
|
ماذا نعرف عن الطائرة الأميركية المحطمة CRJ-700؟
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة يستقبل المتولّي الشرعي للعتبة الرضوية المطهّرة والوفد المرافق له
|
|
|