المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

من وظائف الشكل وسيلة لحماية المتصرف.
30-5-2016
دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء
2024-07-16
ضريح كليوباترا.
2023-09-16
اليونانيون
24-11-2018
تعليق للمقري والباعوني
2024-09-21
Fluorescence Spectroscopy
11-5-2016


نعيق الغراب في المدينة بعد مقتل الحسين (عليه السلام)  
  
7562   11:20 صباحاً   التاريخ: 13-4-2019
المؤلف : إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني.
الكتاب أو المصدر : فرائد السمطين
الجزء والصفحة : ج‏2، ص163-166.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23 208
التاريخ: 19-3-2016 3219
التاريخ: 19-10-2015 4180
التاريخ: 2024-08-22 362

[في مجي‏ء غراب بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام إلى المدينة و نعيه إياه على جدار فاطمة الصغرى بنت الحسين و نظرها إليه و بكائها و إنشادها في مرثية أبيها]

- أخبرني العزيز محمد بن أبي القاسم ابن أبي الفضل إجازة بروايته، عن أم المؤيّد بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن إجازة.

و أنبأني الشيخ الجمال أحمد بن محمد بن محمد، و القاضي عماد الدين زكريا ابن محمد بن محمود الكموني القزوينيّان، قال: أنبأنا الإمام عزّ الدين محمد بن عبد الرحمن بن المعالي الواريني، قال: أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ  قال: حدثنا يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد ابن عبد اللّه أبو محمد ابن زبارة العلوي، قال: حدثنا أبو محمد [الحسين بن محمد] العلوي صاحب كتاب النسب ببغداد.  حدثنا أبو محمد إبراهيم بن عليّ الرافعي من ولد أبي رافع مولى رسول اللّه (صلى اللّه عليه [واله] و سلم)، حدثنا الحسين بن عليّ الحلواني، عن عليّ بن معمر، عن إسحاق بن عباد، عن المفضل بن عمر الجعفي [قال‏]:

سمعت جعفر بن محمد يقول: حدثني أبي محمد بن عليّ، حدثني أبي عليّ بن الحسين قال:

لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) جاء غراب فوقع [في دمه، ثم تمرّغ، ثم طار فقعد] بالمدينة على جدار [دار] فاطمة  بنت الحسين بن عليّ- و هي الصغرى- و نعب الغراب فرفعت رأسها و نظرت إليه، فبكت بكاء شديدا و أنشدت:

نعب الغراب فقلت من‏             تنعاه ويلك يا غراب‏

قال الإمام. فقلت: من؟             قال: الموفّق للصواب‏

قلت: الحسين؟ فقال لي؟           حقّا لقد سكن التراب‏

إن الحسين بكربلاء                بين الأسنة و الضراب‏

فابك الحسين بعبرة                 ترضي الإله مع الثواب‏

ثم استقل به الجناح‏                فلم يطق ردّ الجواب‏

فبكيت مما حلّ بي‏                 بعد الوصيّ المستجاب‏

قال محمد بن عليّ بن الحسين: فنعته‏  لأهل المدينة فقالوا: قد جاءتنا بسحر [بني‏] عبد المطّلب. فما كان بأسرع من أن جاءهم الخبر بقتل الحسين عليه السلام.

[بعض التقلبات و الأحداث الواقعة في الآفاق و الأنفس بعد شهادة ريحانة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الإمام الحسين عليه السلام‏].

- من كتاب: [دلائل النبوة] للامام أبي بكر محمد بن عليّ بن [إسماعيل‏] القفّال [الكبير] الشاشي رحمه اللّه .. قال‏ :

حدثنا عمر بن محمد بن يحيى، حدثنا النصر بن طاهر، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدّثتني جدّتي‏  قالت:

لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) كانت معه إبل فاستاقوها ليزيد بن معاوية- عليهما ما يستحقهما- يحمل الورس فلمّا نحرت رأينا لحومها مثل العلقم و رأينا الورس رمادا، و ما رفعنا حجرا إلّا وجدنا تحته دما.

- [و بالسند المتقدم قال‏]: أخبرنا أبو جعفر- هو ابن سليمان- عن أمّ سالم- خالة لجعفر بن سليمان- قالت:

لمّا قتل الحسين عليه السلام مطرنا مطرا على البيوت و الحيطان كالدم. فبلغني أنّه كان بالبصرة و بالكوفة و بالشام و بخراسان حتى كنّا لا نشك أنّه سينزل العذاب.

- قال: و أخبرنا محمد البغدادي أيضا [قال‏]: حدثنا محمد بن أبي العوام- و هو محمد بن أحمد بن أبي يزيد ابن أبي العوام الرياحي الواسطي‏  حدثنا أبي، حدثنا منصور بن عمّار، عن ابن أبي لهيعة  عن أبي قبيل، قال:

لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) بعث برأسه إلى يزيد بن معاوية- عليه اللعنة و السخط- فنزلوا في مرحلة فجعلوا يشربون و يتحيّون بالرأس فيما بينهم‏  فخرجت عليهم كفّ من الحائط معها قلم من حديد فكتب سطرا بدم:

أ ترجو أمّة قتلت حسينا           شفاعة جدّه يوم الحساب‏

فتركوا الرأس و هربوا.

- [و بالسند المتقدم‏] قال منصور بن عمّار: حدثني محمد الهلالي، قال:

شرك رجلان منّا في قتل الحسين عليه السلام، فأمّا أحدهما فابتلى بطول ذكره، و كان يركب الفرس فيلويه على عنق الفرس كما يلوي الحبل. و أمّا الآخر فابتلى بالعطش فكان يشرب راوية [من‏] ماء [و] ما يروي‏ .

- [و أيضا قال القفّال: و] أخبرني أبو جعفر الأساني‏  حدثنا عبّاد بن يعقوب، حدثنا موزع بن سويد: عن قطبة بن العلاء، قال: كنّا في [جمع في‏] قرية قريبة من قبر الحسين [عليه السلام‏] فقلنا: ما بقي أحد ممن أعان على قتل الحسين إلّا و قد أصابته بليّة. فقال رجل: أنا و اللّه ممن أعان على قتل الحسين و ما أصابني شي‏ء!! قال: فقام يسوّي السراج، فأخذت النار في إصبعه فأدخلها في فيه ثمّ خرج هاربا إلى الفرات، قال:

فطرح نفسه في الفرات فجعل يرتمس [في الماء] و النار ترفرف على رأسه، و إذا همّ أن يخرج أخذته حتى مات‏ .

- [و] من [كتاب‏] خلاصة التفاسير، في تفسير قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29] و ذلك إن المؤمن إذا مات بكت عليه السماء و الأرض‏  أربعين صباحا.

و قال عطاء: بكاؤها حمرة أطرافها.

و قال السدّي: لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهما السلام) بكت [عليه‏] السماء.

و بكاؤها حمرتها.

و عن ابن سيرين [قال‏]: أخبرونا أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين عليه السلام.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.