المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



[حديث النبي عن منزلة الحسنان (عليهما السلام)]  
  
3165   03:29 مساءً   التاريخ: 10-4-2019
المؤلف : جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي.
الكتاب أو المصدر : معارج الوصول
الجزء والصفحة : ص87-94.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

[حسين منّي و أنا من حسين‏]

روى يعلى [بن مرّة] العامري قال: خرجنا مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إلى طعام دعي له فإذا الحسين مع غلمان يلعب فاستنتل رسول اللّه (صلى الله عليه واله)- أي تقدم- و أسرع أمام القوم، فأراد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أن يأخذه، فطفق الصبيّ يفرّ هاهنا مرة و هاهنا مرة، و جعل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يضاحكه حتى أخذه، فوضع فاه على فيه فقبّله و قال: حسين منّي و أنا من حسين، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط .

 [اعطي من الفضل ما لم يؤته أحد]

و نقل الإمام أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان المعروف بأبي الشيخ في كتاب السنّة الكبيرة له [قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مخلد، حدّثنا إسماعيل بن عمرو، حدّثنا موسى بن عمارة، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، عن حذيفة بن اليمان‏] أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) قال: ألا إنّ الحسين بن عليّ أعطي من الفضل ما لم يؤته أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمان صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين .

 [سيّدا شباب أهل الجنّة]

و عن أبي سعيد (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): ابناي هذان سيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ابني الخالة عيسى و يحيى .

[من أحبّني فليحبّ هذين‏]

و عن عبد اللّه بن مسعود (عليه السلام) قال: كان الحسن و الحسين يثبان على ظهر النبيّ (صلى الله عليه واله) و هو يصلّي فإذا جاء أحد يحطهما عنه أو مأ إليه النبيّ (صلى الله عليه واله) دعهما، فإذا قضى صلاته ضمّهما إليه و قال: بأبي أنتما و أمّي، من أحبّني فليحبّ هذين .

 [من أحبّهم كان معي في درجتي‏]

و روي من طريق أهل البيت عليهم السّلام عن محمّد بن عليّ عن أبيه عن جدّه عليّ أنّ‏  النبيّ (صلى الله عليه واله) أخذ بيد حسن و حسين فقال: من أحبّني و أحبّهما و أباهما و أمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة .

[إنّهما ريحاناي من الدنيا]

و عن سعد (عليه السلام) قال: دخلنا على النبيّ (صلى الله عليه واله) و الحسن و الحسين يلعبان على ظهره، فقلت يا رسول اللّه أتحبّهما؟ فقال: و ما لي لا أحبّهما و إنّهما ريحاناي من الدنيا .

 [اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما]

و عن يعلى بن أميّة  قال: جاء الحسن و الحسين يشعبان‏  إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل النبيّ (صلى الله عليه واله) يده في رقبته ثمّ ضمّه إليه، ثمّ جاء الآخر فجعل يده الأخرى في رقبته ثمّ ضمّه إلى إبطه، ثمّ قبّل هذا و قبّل هذا، ثمّ قال: اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما ثمّ قال: يا أيّها النّاس إنّ الولد مبخلة مجبنة مجهلة .

[كان (صلى الله عليه واله) يمص لعابهما]

و روى أبو هريرة (عليه السلام) أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) كان يمص لعاب الحسن و الحسين كما يمص الرجل التمرة .

 [نعم الجمل جملكما و نعم الحملان أنتما]

و روى جابر بن عبد اللّه الأنصاري (عليه السلام) قال: رأيت النبيّ (صلى الله عليه واله) يمشي على أربعة و الحسن و الحسين على ظهره و هو يقول: نعم الجمل جملكما و نعم الحملان أنتما.

و عن عليّ (عليه السلام) قال: خرج النبيّ (صلى الله عليه واله) و الحسن على عاتقه الأيمن و حسين على عاتقه الأيسر فقال له/ 23/ عمر: نعم المطية لهما أنت يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): و نعم الراكبان هما لي .

 [ارتحلني ابني فكرهت أن أعجله‏]

و عن أنس (عليه السلام) قال: كان النبيّ (صلى الله عليه واله) يسجد فيجي‏ء حسن أو حسين فيركب ظهره، فيطيل السجود، فيقال له: يا نبيّ اللّه أطلت السجود؟! فيقول:

ارتحلني ابني فكرهت أن أعجله .

[نحلة النبيّ (صلى الله عليه واله) لابنيه‏]

و روت زينب بنت أبي رافع أنّ فاطمة (عليه السلام) أتت إليه بابنيها في شكواه، فقالت له: يا رسول اللّه هذان ابناي فورّثهما شيئا، قال: أمّا حسن فإنّ له هيبتي و سؤددي، و أمّا حسين فإنّ له جرأتي و جودي .

و في رواية عن فاطمة (عليه السلام) قالت: قلت يا رسول اللّه انحل ابني؟ فقال: أنحل الحسن المهابة و الحلم، و أنحل الحسين السماحة و الرحمة .

و في رواية: نحلت هذا الكبير المهابة و الحلم، و نحلت الصغير المحبّة و الرضا .

و لأجل ذلك كان الحسين (عليه السلام) سخيّا جوادا كريما رحيما، كثير الصّلاة و الصوم [و] الحجّ و العبادة .

[حجّه ماشيا]

حجّ خمسا و عشرين حجّة ماشيا و نجائبه تقاد معه‏ .

[أشرف قريش و أصبحهم‏]

و يروى أنّ عقيل بن أبي طالب سأله رجل عن الحسين بن عليّ بحضرة يزيد فقال: ذاك أصبح قريش وجها و أفصحهم لسانا و أشرفهم بيتا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.