أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016
3502
التاريخ: 20-10-2015
3163
التاريخ: 9-5-2016
3292
التاريخ: 14-10-2015
3052
|
اعطى امير المؤمنين (عليه السلام) لفكرة القضاء دفعة روحية قوية، حيث اشرف على القضاء بنفسه، وصمم للقاضي الذي عيّنه كل مستلزمات انجاح القضية القضائية ، ووضع اخلاقيات الشهادة والشهود، ولذلك كان القضاء في عهده المبارك (عليه السلام) من انجح المؤسسات الحكومية التي كان يديرها.
يتحلى القاضي _ في ضوء فكرة الامام (عليه السلام) _ بصفات علمية محددة، قبل ان يُعيّن لاحتلال مقعده على منصة القضاء، نستقرىء تلك الصفات من عهده (عليه السلام) الى مالك الاشتر، قال (عليه السلام): «ثمّ اختَر للحُكمِ بينَ الناسِ افضلَ رعيتكَ في نفسكَ، ممّن لا تضيقُ بهِ الامور، ولا تمحكُهُ الخصومُ، ولا يتمادى في الزلَّةِ، ولا يحصَرُ من الفيءِ الى الحقِّ اذا عرفَهُ، ولا تشرفُ نفسُهُ على طمعٍ، ولا يكتفي بأدنى فَهمٍ دونَ اقصاهُ، وأوقَفُهم في الشبهاتِ، وآخذَهُم بالحُجَجِ، وأقلَّهُم تبرُّماً بمراجعةِ الخصمِ، وأصبَرَهُم على تكشُّفِ الامورِ، وأصرمَهُم عندَ اتّضاحِ الحُكمِ، ممن لا يَزدهيهِ إطراء، ولا يستميلُهُ اغراءٌ، واولئكَ قليلٌ، ثم أكثِر تعاهُدَ قضائهِ، وافسَح لَهُ في البَذلِ ما يُزيلُ علَّتَهُ، وتقِلُّ معَهُ حاجتُهُ الى الناسِ، واعطهِ من المنـزلةِ لديكَ ما لا يطمعُ فيهِ غيرُهُ من خاصتكَ ليأمَن بذلكَ اغتيالَ الرجالِ لهُ عِندَكَ...».
وفي تلك النصوص، دلالات مهمة نعرض لها بالترتيب:
1 _ ان القاضي يعين من قبل الوالي ولا ينتخب من قبل الناس، وهذا بحد ذاته امر ينبغي التوقف عنده، فالتعيين يخضع لضوابط علمية منها: كفاءة القاضي للحكم بين الناس، ودرجته العلمية في معرفة الحجج والدلالة، ونزاهته في عدم التحيز لطرف دون آخر، بينما لو كان الامر يتم عن طريق انتخاب الناس، لاختلف الوضع، فالناس على العموم لا تلحظ الدرجة العلمية ولا تقدرها، فد تنتخب من تراه مناسباً لطموحاتها، فحسب.
2 _ ان من مواصفات القاضي ان يكون من افضل الرعية، وان يكون واسع الصدر، يعترف بالخطأ، ويتجنب الزلل، ويميل الى الحق دائماً، سريع البديهة، دقيق التأمل في الشبهات، يبحث عن الحجة والدليل، ولا يطمع بما في ايدي الناس، صبوراً حتى يظهر الحق، مستقراً لا يهزه الذم ولا يطربه المدح، ولا شك ان تلك المواصفات، مثالية في تكوين شخصية القاضي.
3 _ ينبغي أن يكون للقاضي _ بموجب فكر الامام (عليه السلام) _ راتباً معقولاً يغنيه عما في ايدي الناس، ويجعله مستقلاً في قضاياه المالية، وهذا يعني ان يكون عطاؤه المالي عطاءً كريماً، يجعله في عين الناس مستغنياً عن مالهم، ولذلك قال (عليه السلام): «وافسح له في البذلِ ما يُزِيلُ علَّته».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|