المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22

الحركات الثلاث لكوكب الأرض
2023-09-12
Phonology Some general comments
2024-05-08
acoustic phonetics
2023-07-14
Relative Rate of Change
16-5-2018
الاسهال الدهني Steatorrhea
19-3-2020
Sulfur Compounds
22-12-2015


دور علي (عليه السلام) خلال الوفاة وبعدها  
  
2119   03:13 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 558-559.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

          كان دور علي (عليه السلام) في التعامل الاخلاقي مع مختلف الشرائح الاجتماعية خلال وفاة النبي (صلى الله عليه واله) وبعدها متوقعاً، فمن خلال ما قرأناه في الصفحات الماضية توصلنا الى نتيجة مفادها انه (عليه السلام) كان امتداداً لرسول الله (صلى الله عليه واله) في العلم والتقوى والاخلاق، وكانت فيه بقية من النبوة، الا انه لا نبي بعده (صلى الله عليه واله).

          ولذلك كان الدور الذي اُنيط بعلي (عليه السلام) متميزاً في النوعية والفعلية، فعلى مستوى النوعية، قَبِلَ علي (عليه السلام) وصيته (صلى الله عليه واله)، ووعد بانجاز عدته وقضاء دينه (صلى الله عليه واله)، ولا يقوم بذلك العمل النوعي الا من كان مؤهلاً وصادقاً فيما يقول ويُوعد، وعلى مستوى الفعلية، قام علي (عليه السلام) بكل ما يمكن ان يقوم به من الالتصاق بالنبي (صلى الله عليه واله) في الساعات الاخيرة وتغسيله والصلاة عليه ودفنه (صلى الله عليه واله)، وكان جلوسه (عليه السلام) للمصيبة عملاً اخلاقياً ودليلاً على انه كان ترابياً مندكاً في الله سبحانه وتعالى، هذا في الوقت الذي كانت فيه مؤشرات بان القوم سوف يسارعون الى تقرير ولاية الامر قبل ان يفرغ بنو هاشم من مصاب رسول الله (صلى الله عليه واله)، خصوصاً وان العلامات على ذاك الطريق كانت عديدة وواضحة من قبيل تأخرهم عن الالتحاق بجيش اُسامة والتقدم للصلاة كائمة للمسلمين وقولهم انه (صلى الله عليه واله) كان يهجر ونحوها.

          ويمكننا ادراك دور الامام (عليه السلام) خلال تلك الفترة الحرجة من تأريخ الاسلام من خلال صورتين :

الاولى : توقعات الامة منه (عليه السلام) على صعيد الاحكام الشرعية والادارة الاجتماعية، خصوصاً وانه كان نائباً لرسول الله (صلى الله عليه واله) في الامور الدينية والاجتماعية في اوقات مختلفة من حياته (صلى الله عليه واله)، ولاشك ان الامة تربط في توقعاتها بين شخصية المرشح لذلك المنصب وبين مواقفه العلنية من المشاكل الكبرى التي كانت تواجه الامة، فكانت الامة تتوقع من الامام (عليه السلام) ان يحقق العدالة الاجتماعية ويطبّق الحدود وينشر الاسلام في المعمورة.

الثانية : سلوكه على صعيد الجماعة، فهو لم يتعامل مع القوم الا بالاخلاق الفاضلة العالية، مع انهم سلبوه حقه ومسؤوليته التي حددها له رسول الله (صلى الله عليه واله)، ونقصد بالتعامل او السلوك هو: فعله وتقريره وقوله (عليه السلام) الذي كان مستمداً من فعل رسول الله (صلى الله عليه واله) وتقريره وقوله.

          وبذلك كان دور علي (عليه السلام) خلال الحزن الاعظم بوفاة النبي (صلى الله عليه واله) وبعده دوراً اخلاقياً نابعاً من صميم الدين والرسالة الاخلاقية التي يحملها للبشرية، وكان الامام (عليه السلام) ينظر الى المصلحة الاسلامية العليا في تلك المواقف اكثر مما كان ينظر الى ذاته او مصلحته الشخصية.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.