أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
1581
التاريخ: 6-3-2019
638
التاريخ: 9-12-2018
624
التاريخ: 25-10-2014
571
|
[في الإرادة]
يجب أن يعتقد أنّه تعالى مريد، لأنّ نسبة الحدوث إلى جميع الأوقات بالسّويّة، فلا بدّ من مخصّص، هو: الإرادة [1].
أقول: لمّا ثبت أنّ العالم محدث، فتخصيص وجود المحدثات بوقت دون وقت مع تساوي الأوقات بالنّسبة إليها لا بدّ له من مخصّص خصّص وجوده بذلك الوقت دون غيره من الأوقات، وإلّا لزم التّخصيص من غير مخصّص، وهو محال. وذلك المخصّص هو الإرادة، وهو علمه بما في وجود ذلك الحادث في هذا الوقت من المصلحة دون غيره من الأوقات، فلهذا اختصّ وجود ذلك الحادث بذلك الوقت.
هذا معنى كونه مريدا لما يفعله، كما تقول: انّه تعالى أراد خلق العالم لما علم في وجوده من المصلحة . وكذا الكراهة.
وأمّا معنى كونه مريدا لأفعال عباده؛ فاذا قلنا: انّه تعالى أراد من العبد الإيمان، فمعناه: انّه أراد: أمر به، لأنّ كلّ من أمر بشيء لا بدّ أن يكون مريدا [له]، وقد أمر العبد بالإيمان، فيكون مريدا له.
[في الكراهة]
ويجب أن يعتقد أنّه تعالى كاره، لأنّه نهى عن المعاصي، فيكون كارها لها.
أقول : إذا قلنا: انّه تعالى كاره للقبيح؛ كالظّلم، فمعناه: انّه لا يصدر منه مع كونه قادرا عليه، لأنّ علمه بما فيه من المفسدة صارف له عن فعله، كما أنّ علمه بما في الفعل من المصلحة داع إليه [1] إلى فعله.
و إذا قلنا: انّه كاره لأفعال عباده، فمعناه: انّه تعالى نهاهم عن القبيح منها كما نهاهم عن المعاصي، في قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ} [الأنعام: 151] ، [و قوله تعالى] {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [الإسراء: 32] وكلّ من نهى عن الشّيء [لا بدّ أن] يكون كارها له، كما أنّ كلّ من أمر بشيء لا بدّ أن يكون مريدا له.
_____________
[1] الإرادة قسمان: إرادة لأفعال نفسه، وتسمّى «إرادة تكوينيّة» كخلق الإنسان والأكوان ورزق الحيوان، وغيره، وإرادة لأفعال عبيده، وتسمّى «إرادة تشريعيّة» كالأمر بالصّلاة والصّيام والحجّ، وغيره.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|