أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-3-2021
2774
التاريخ: 11-10-2016
2205
التاريخ: 2024-10-15
205
التاريخ: 11-10-2016
2496
|
أن خير هاد إلى اللّه سبحانه نبيّنا (صلى الله عليه واله) و قد ثبت أنه ترك من بعده لخلافته الثقلين : كتاب اللّه ، و عترته المصطفين وما أوصى امّته في ذلك إلا بالتمسك بهما كما استفاض به الأخبار من طريقي العامة و الخاصّة جميعا على اختلاف في اللّفظ و اتفاق في المعنى.
وفي رواية «إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فانهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض»(1) و معنى عدم افتراقهما أن علم الكتاب كله هو عند العترة فمن تمسك بهم فقد تمسك بهما جميعا.
وفي رواية «إني امرؤ مقبوض و اوشك أن ادعى فاجيب و قد تركت فيكم الثقلين»(2)، و في اخرى «الأكبر منهما كتاب اللّه طرف بيد اللّه و طرف بأيديكم فتمسّكوا به لا تزلوا و لا تضلوا، و الأصغر منهما عترتي لا تقتلوهم و لا تقهروهم فانّي سألت اللطيف الخبير أن يردا عليّ الحوض فأعطاني فقاهرهما قاهري و خاذلهما خاذلي و وليّهما وليّي و عدوّهما عدوّي»(3), و في رواية «و هما الخليفتان بعدي»(5).
وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى الحديث من العترة ، فقال : «أنا و الحسن و الحسين و التسعة من ولد الحسين (عليهم السلام) تاسعهم مهديهم و قائمهم لا يفارقون كتاب اللّه و لا يفارقهم حتّى يردا على رسول اللّه حوضه»(6)، و في رواية «من جعلهما أمامه قاداه إلى الجنة و من جعلهما خلفه ساقاه إلى النار».
وفي الخبر المستفيض : «إنّ مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق»(7).
وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) قال : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «أنا أوّل وافد على العزيز الجبار يوم القيامة و كتابه و أهل بيتي ثمّ امّتي ثم أسالهم ما فعلتم بكتاب اللّه و أهل بيتي»(8).
وعن الصادق (عليه السلام) عن آبائه قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «أيّها الناس إنكم في دار هدنة و أنتم على ظهر سفر و السّير بكم سريع و قد رأيتم الليل و النهار و الشمس و القمر يبليان كل جديد و يقربان كلّ بعيد و يأتيان بكل موعود ، فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز
قال : فقام المقداد بن الاسود فقال : يا رسول اللّه ما دار هدنة؟ , قال: دار بلاغ و انقطاع ، فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع و ما حل(9) , مصدّق و من جعله أمامه قاده إلى الجنة و من جعله خلفه ساقه إلى النار.
وهو الدّليل يدلّ على خير سبيل ، و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل و هو الفصل ليس بالهزل ، و له ظهر و بطن فظاهره حكم و باطنه علم ظاهره أنيق و باطنه عميق ، له تخوم و على تخومه تخوم ، لا تحصى عجائبه و لا تبلى غرائبه ، فيه مصباح الهدى و منار الحكمة ، و دليل على المعرفة لمن عرف الصّفة فليجل جال بصره ، و ليبلغ الصفة نظره ينج من عطب و يخلص من نشب ، فانّ التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص و قلة التربص»(10).
و عنه (عليه السلام) قال : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «القرآن هدى من الضّلالة و تبيان من العمى و استقالة من العثرة و نور من الظلمة و ضياء من الاحداث و عصمة من الهلكة و رشد من الغواية و بيان من الفتن و بلاغ من الدّنيا إلى الآخرة ، و فيه كمال دينكم و ما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار».
و عن الأئمة المعصومين (سلام اللّه عليهم) «من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن»(11).
و عنهم (عليه السلام) «من أخذ دينه من كتاب اللّه و سنّة نبيّه (صلى الله عليه واله) زالت الجبال قبل أن يزول ، و من أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرّجال»(12).
قال محمّد بن يعقوب الكليني (ره) بعد نقل هذا الحديث : «و لهذه العلة انبثقت على أهل دهرنا بثوق هذه الأديان الفاسدة و المذاهب المستبشعة التي قد استوفت شرايط الكفر و الشرك كلها ، و ذلك بتوفيق اللّه عزّ و جلّ و خذلانه.
فمن أراد اللّه توفيقه و أن يكون ايمانه ثابتا مستقرا سبب له الأسباب التي تؤديه إلى أن يأخذ دينه من كتاب اللّه و سنّة نبيّه (صلى الله عليه واله) بعلم و يقين و بصيرة ، فذلك أثبت في دينه من الجبال الرّواسي.
ومن أراد اللّه خذلانه و أن يكون دينه معارا مستودعا نعوذ باللّه منه سبب له أسباب الاستحسان والتقليد و التأويل من غير علم و بصيرة، فذاك في المشيّة إن شاء اللّه تبارك و تعالى أتّم إيمانه و إن شاء سلبه إيّاه و لا يؤمن عليه أن يصبح مؤمنا و يمسي كافرا ، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا ، لأنّه كلما رأى كبيرا من الكبراء مال معه ، و كلما رأى شيئا استحسن ظاهره قبله.
وقد قال العالم (عليه السلام): إن اللّه تعالى خلق النّبيين على النّبوة فلا يكونون إلا أنبيآء ، و خلق الأوصياء على الوصيّة فلا يكونون إلا أوصياء ، و أعار قوما ايمانا فان شاء تمّمه لهم و إن شاء سلبهم إيّاه ، قال : و فيهم جرى قوله : {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام : 98].
وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : «لما أنزل اللّه على نبيّه (صلى الله عليه واله) : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء : 59] , قلت : يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله فمن أولي الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟ , فقال (صلى الله عليه واله) : هم خلفائي يا جابر و أئمة المسلمين بعدي أوّلهم عليّ بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم عليّ بن الحسين ثم محمّد بن علي المعروف في التوراة بالباقر و ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه منّي السّلام ثم الصّادق جعفر بن محمّد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمّد بن عليّ ثم علي بن محمّد ثم الحسن بن عليّ ثم كنيي و سميّي حجة اللّه في أرضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن عليّ ذلك الذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يده مشارق الأرض و مغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بامامته إلا من امتحن اللّه قلبه للايمان.
قال جابر : قلت له : يا رسول اللّه فهل ينتفع شيعته به في غيبته قال اي و الذي بعثني بالنّبوة يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشّمس و إن تجللها سحاب يا جابر هذا من مكنون سرّ اللّه و مخزون علم اللّه فاكتمه إلا عن أهله»(13).
____________________
(1) غرر الحكم : ص 273 , ح 5168.
(2) احياء علوم الدين : ج 3 , ص 15.
(3) ارشاد القلوب : ص 8.
(4) اكمال الدين : ج 1 , ص 237.
(5) اكمال الدين : ج 1 , ص 236.
(6) الطرائف : ص 28- 29 , كما في البحار : ج 23 , ص 109.
(7) اكمال الدين : ح 1 , ص 236.
(8) اكمال الدين : ج 1 , ص 240.
(9) آمالي الطوسي : ص 59.
(10) الكافي : ج 2 , ص 600.
مجادل كذا في الصافي.
(11) الكافي : ج 2 , ص 598.
(12) الكافي : ج 2 , ص 600.
(13) الكافي : ج 1 , ص 7.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|