المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تين الصبار Opuntia ficus-indica (L.) Mill
6-1-2021
تعلّم موسى من الخضر
4-12-2015
مظاهر التنسيق في عظمة الخلق.
22-12-2015
المرور العابر
11-5-2022
تفسير روشن (المنير)- الميرزا حسن المصطفوي التبريزي
7-3-2016
موعظة النبي (صلى الله عليه واله) الدائمة
1-8-2020


علي (عليه السلام) وخيبر: القدرة على ردع العدو  
  
2446   02:42 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 392-395.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كانت حصون خيبر من أقوى الحصون المسلحة في الجزيرة العربية. فقد كان اليهود يفضلون الحياة مع حبك المؤامرات ضد أعدائهم، على القتال وجهاً لوجه. والمعروف عنهم انهم كانوا ولا يزالون يشعلون الحروب ولا يشتركون فيها على صعيد المعارك. ولذلك فقد بذلوا اموالاً طائلة في بناء حصون منيعة تحميهم من عوادي الزمن وتجنبهم آلام الحروب المضادة. وكان لذلك الاندفاع نحو بناء الحصون المنيعة منشأ نفسي حيث بنوا حياتهم على اساسه. فالمشهور عنهم الخيانة والغدر، ولذلك كانوا لا يؤمنون على أنفسهم من احد.

وقد قال تعالى في وصف اجلاء بني النضير من اليهود عن المدينة لما نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2]، {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} [الحشر: 14].

وقد بدا واضحاً حجم الضرر الذي اصاب المسلمين من تحالف اليهود مع المشركين. فكانت واقعة خيبر بالنسبة لليهود حرباً مدمرة ومربكة في نفس الوقت. كانت حرباً مدمرة لانها كانت آخر ضربة قاتلة وجّهت من قبل المسلمين لدولتهم المصغّرة بسبب خيانتهم وغدرهم وتحالفهم مع المشركين والمنافقين. وكانت حرباً مربكة، لان شجاعة علي (عليه السلام) واستدراجه لابطالهم قد اربكتهم واخرجتهم عن طورهم في التحصن بالقلاع المنيعة وعدم منازلة العدو.

فكان دور علي (عليه السلام) في معركة خيبر حاسما،ً لانه وضع دويلتهم على حافة الانهيار والضمور ككيان مستقل. وبدأت الحرب الابتدائية الاسلامية _ بفضل بطولته الفريدة (عليه السلام) _ تظهر وكأنها وصلت الى مرحلة عالية من الطاقة التدميرية التي تهدد القوى العظمى في عالم ذلك الزمان وهي بلاد فارس ودولة الروم بالاضافة الى قريش.

 المستجدات الحربية:

ان فتح خيبر وشجاعة علي (عليه السلام) مهّدت الطريق نحو ظهور ثلاثة مستجدات:

الاول: على مستوى المحاربين المسلمين: فقد برزت اجواء الافتخار والعزم على مواصلة القتال من اجل تطييب الارض من رجس المشركين. فطالما وُجد بطل مثل علي (عليه السلام) قدوة في الاخلاص والتفاني والاقدام، فان النصر سيكون حليفهم دون شك. وان انتظار دولة الاسلام العالمية المنصورة سوف لن يكون طويلاً. ويؤيد ذلك التوجه شعور المقاتلين المسلمين نحو الامام (عليه السلام) عند قتل مرحب وقلع الباب ومحاولة افناء العدو عن بكرة ابيه ، كما لمسنا ذلك في الروايات التي قرأناها في صدر هذا الفصل.

الثاني: على مستوى العالم: فان انتصاراً من هذا القبيل كان يخلق الاجواء الذهنية لتقبل بروز ادارة دينية واجتماعية جديدة للعالم في ذلك الوقت. وهذا يساعد الدين الجديد على احتلال موقعه الطبيعي في قلوب الناس.

الثالث: على مستوى الردع: والانتصار الساحق لجيش المسلمين يقلل من فرص ظهور قوى تحالف جديدة منافسة للاسلام، عدا القوى التقليدية التي تحاول الصمود بأي ثمن.

وقد كان جيش المسلمين بقيادة رسول الله (صلى الله عليه واله) يحاول كسب نصر حاسم في كل معركة رئيسية مع طرف من اطراف العداء الديني ضد الاسلام. ذلك لان النصر العسكري الحاسم يقنع الناس من اصحاب القلوب الضعيفة المترددة، بأحقية الدين في الوجود. والاصل في ذلك، ان الفرد اذا لم يقتنع بالطريق الذهني والدليل العقلي فلابد من قوة مادية _ حربية على الاغلب _ تقنعه بصحة متبنيات الرسالة السماوية الجديدة.

وهذا لا يقتصر على قوة دون اخرى. بل يشمل كل القوى التي كانت تحارب الاسلام كقوى المشركين ، والمنافقين ، واليهود، والروم، والفرس. وكان على الاسلام _ من أجل ان يبقى _ ان يحقق نصراً حاسماً على كل طرف من تلك الاطراف المناوئة. ولذلك كان القرآن الكريم يحثّ على القتال، على ما سندرسه في الفصل التاسع عشر من هذا الكتاب، باذنه تعالى.

فالمشكلة التي كانت تواجه الدين الجديد لا تكمن فقط في الاقناع القلبي والذهني عبر اعجاز القرآن الكريم، وهو لا شك اقناع اعجازي هائل. بل كان لابد من معارك طاحنة ضد الذين اغلقوا قلوبهم واذهانهم للدليل الشرعي القرآني. فكانت الشجاعة الخارقة والبطولة الفريدة المتميزة مطلوبة وحاسمة في تقرير مصير تلك المعارك. وعندها كانت تلك الشجاعة وتلك البطولة من العوامل الحاسمة في تقرير مصير الدين ايضاً. ومن هذا المنطلق نلمس اهمية شخصية الامام (عليه السلام) القتالية في الميدان. فلولا تلك الشخصية الفريدة في البطولة والاقدام والتضحية والاقتداء برسول الله (صلى الله عليه واله) لكان الدين في وضع آخر يختلف عمّا نراه اليوم. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.