أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-02-2015
10291
التاريخ: 17-02-2015
3228
التاريخ: 17-02-2015
4674
التاريخ: 17-02-2015
3318
|
قال: " وفعّل للتكثير غالبا، نحو غلقت وقطعت وجولت وطوفت وموت المال، وللتعدية نحو فرحته، ومنه فسقته، وللسلب نحو جلدته وقردته، وبمعنى فعل نحو زلته وزيلته "
أقول: الاغلب في فعل أن يكون لتكثير فاعله أصل الفعل، كما أن الاكثر في أفعل النقل، تقول: ذبحت الشاة، ولا تقول ذبحتها، وأغلقت الباب مرة، ولا تقول: غلقت، لعدم تصور معنى التكثير في مثله، بل تقول: ذبحت الغنم، وغلقت الابواب، وقولك: جرحته: أي أكثرت جراحاته، وأما جرحته - بالتخفيف - فيحتمل التكثير وغيره، قال الفرزدق: -
ص92
ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
أي: أفتحها وأغلقها، وموت المال: أي أقع الموتان في الابل فكثر فيها (1) الموت، وجولت وطوفت: أي أكثرت الجولان والطواف، قيل: ولذلك سمى الكتاب العزيز تنزيلا، لانه لم ينزل جملة واحدة، بل سورة سورة وآية آية، وليس نصافيه، ألا ترى إلى قوله تعالى: (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) وقوله: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية) ثم إن التكثير يكون في المتعدى كما في غلق وقطع، وقد يكون في اللازم كما في جول وطوف وموت قوله " وللتعدية نحو فرحته " معنى التعدية في هذا الباب كما في باب أفعل على ما شرحنا، والاولى أيضا ههنا أن يقال في مقام التعدية: (هو) بمعنى جعل الشئ ذا أصله، ليعم نحو فحى القدر: أي جعلها ذات فحا، وشسع النعل، وهذا لا يتعدى إلى ثلاثة كأفعل إلا محمولا على أفعل كحدث وخبر، كما مر في أفعال القلوب
ص93
قوله " ومنه فسقته " إنما قال ذلك لان أهل التصريف جعلوا هذا النوع قسما برأسه، فقالوا: يجئ فعل لنسبة المفعول إلى أصل الفعل وتسميته به، نحو فسقته: أي نسبته إلى الفسق وسميته فاسقا، وكذا كفرته، فقال المصنف: يرجع معناه إلى التعدية، أي: جعلته فاسقا بأن نسبته إلى الفسق
ويجئ للدعاء على المفعول بأصل الفعل، نحو جدعته وعقرته: أي قلت له جدعا لك، وعقرا لك، أو الدعاء له، نحو سقيته: أي قلت له سقيا لك
قوله " وللسلب " قد مر معهاه، نحو قردت البعير: أي أزلت قراده، وجلدته: أي أزلت جلده بالسلخ
قوله " وبمعنى فعل " نحو زيلته: أي زلته أزيله زيلا: أي فرقته، وهو أجوف(2) يائى، وليس من الزوال، فهما مثل قلته وأقلته
ص94
ويجئ أيضا بمعنى صار ذا أصله، كورق: أي أورق: أي صار ذا ورق، وقيح الجرج: أي صار ذا قيح
وقد يجئ بمعنى صيرورة فاعله أصله المشتق منه، كروض المكان: أي صار روضا، وعجزت المرأة، وثيبت، وعونت: أي صارت عجوزا وثيبا وعوانا
ويجئ بمعنى تصيير مفعوله على ما هو عليه، نحو قوله " سبحان الذى ضوأ الاضواء، وكوف الكوفة، وبصر البصرة " أي: جعلها أضواء وكوفة وبصرة
ويجئ بمعنى عمل شئ في الوقت المشتق هو منه، كهجر: أي سار في الهاجرة، وصبح: أي أتى صباحا، ومسى وغلس: أي فعل في الوقتين شيئا
ص95
ويجئ بمعنى المشى إلى الموضع المشتق هو منه، نحو كوف: أي مشى إلى الكوفة، وفوز وغور: أي مشى إلى المفازة والغور وقد يجئ لمعان غير ما ذكر غير مضبوطة بمثل الضوابط المذكورة، نحو جرب وكلم
ص96
__________________
(1) عبارة المؤلف يفهم منها أن الموتان غير الموت، وبالرجوع إلى كتب اللغة كاللسان والقاموس والمصباح وغيرها يعلم أنهما بمعنى واحد
(2) يريد تقرير أنه فعل - بالتشديد - وليس فيعل، وهو كما قال، والدليل على ذلك أنهم قالوا في مصدره الزييل، ولو كان فيعل لقالوا في مصدره زيلة - بفتح الزاى وتشديد الياء مفتوحة، كالبيطرة - قال في اللسان: " ابن سيده وغيره: زال الشئ يزيله زيلا، وأزاله وإزالا، وزيله فتزيل، كل ذلك فرقه فتفرق، وفى التنزيل العزيز (فزيلنا بينهم) وهو فعلت - بالتضعيف - لانك تقول في مصدره تزييلا، ولو كان فيعلت لقلت: زيلة " اه وقول المؤلف " أجوف يائى " هو هكذا عند عامة أهل اللغة إلا القتبى، فانه زعم أنه أجوف واوى، وقد أنكروه عليه. قال في اللسان: " وقال القتيبى في تفسير قوله تعالى " فزيلنا بينهم ": أي فرقنا، وهو من زال يزول، وأزلته أنا، قال أبو منصور: وهذا غلط من القتيبى، لم يميز بين زال يزول، وزال يزيل، كما فعل الفراء، وكان القتيبى ذابيان عذب، وقد نحس حظه من النحو ومعرفة مقاييسه " .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|