المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

السّميسر
24-7-2016
الدوران النوعي
2023-08-02
أنواع التخطيط
4-5-2016
حيوانات البحار والمحيطات
2024-08-17
مصارع أصحاب الإمام (عليه السّلام)
6-10-2017
احوال النبي(صلى الله عليه وآله) قبل المبعث النبوي الشريف
1-12-2016


علي (عليه السلام) مع العشيرة والدار  
  
3347   04:48 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 10-12
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

عندما ابلغت السماء أوامرها لرسول الله (صلى الله عليه واله) بانذار عشيرته الاقربين من بني عبد المطلب بالقول: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، فانها لحظت كليات انسانية ثابتة في مباني القرابة والعشيرة. ذلك ان القرابة لعبت دوراً مهماً في تماسك افراد العشيرة وتضامنهم في المجتمع الانساني، لان نظامها كان يصوغ لوناً من الحقوق والواجبات المشتركة بين اعضائها. وكان بنو هاشم مصداق العشيرة التي تحمل تلك الكليات الثابتة. فمن مصاديقها: شرف بني هاشم، واعتراف قريش بها كعشيرة، وقوة نظامها المعترف به اجتماعياً، ووجود أبي طالب في زعامتها.

شرف العشيرة:

فالمعروف ان عشيرة بني هاشم كانت من أشراف عشائر مكة على الاطلاق. فكان فيهم هاشم «عمرو العلا» الذي هشم الطعام وثرد الثريد عندما اصابت مكة السنة الجدباء، وكان فيهم عبد المطلب الذي حفر بئر زمزم فسقى الحجيج الاعظم ووقف بوجه ابرهة عام الفيل من أجل حماية الكعبة، وكان فيهم ساقي الحجيج ابو طالب، وكان فيهم حمزة سيد فرسان العرب وأشرفهم. فدعوتهم الى الرسالة الجديدة كان لها تأثيراً عظيماً على قبائل العرب وأشرافها. واذا قامت عليهم الحجة تعدّت الى غيرهم.

وكانت قريش تعترف ببني هاشم كعشيرة لها جذورها الممتدة الى ابراهيم الخليل (عليه السلام)، وقد اشار تعالى الى نسل النبي محمد (صلى الله عليه واله) بقوله: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 218، 219]. وظاهره تقلبه (صلى الله عليه واله) في الساجدين الموحدين من نبي الى نبي حتّى أخرجه نبيّاً.

ولا شك انّ للعشيرة في تلك الحقبة الزمنية، نظاماً ادارياً قويّاً يمنح الحقوق ويفرض الواجبات. ولذلك أقر الاسلام بعضاً من تلك الاعراف لانها كانت متناغمة مع مباني العقلاء. فكان من الالزام العرفي الاخلاقي دعوة عشيرته الى أفضل ما جاء به رجل لقومه وهو الاسلام والنجاة من غضب الله سبحانه وتعالى، ولذلك قال (صلى الله عليه واله) لهم مخاطباً: «يا بني عبد المطلب، اني والله ما اعلم انساناً من العرب جاء قومه بافضل ممّا جئتكم به، انّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن ادعوكم...». ولكنهم تنكّروا له واستخفوا بدعوته عدا أبي طالب وابنه علي (عليه السلام).

موقفا أبي طالب (رضي الله عنه) وابنه علي (عليه السلام):

وكان وجود أبي طالب (رض) في ذلك المجلس الذي ضمّ أربعين رجلاً من شيوخ العشيرة كالعباس والحمزة، اضافة الى أبي لهب، قد اكسب الاجواء المترقبة وضعاً خاصاً. فأبو طالب يعدُّ بالنسبة الى محمد اليتيم (صلى الله عليه واله) الأب الاجتماعي. والفرق بين الأب الفسلجي والأب الاجتماعي هو أن الأب الاجتماعي يتحمّل مسؤوليّات اجتماعية ويتوقّع منه الزامات على صعيد الجماعة. فاليتيم الذي حُرِمَ من الأبوّة البيولوجية يحتاج خلال خروجه الى المجتمع الى أبوّة اجتماعية يقوم بها ولي أمره الموكّل بتربيته. ولذلك عندما قام أبو لهب مخاطباً القوم: لقد سحركم صاحبكم، قام له أبو طالب مستهيناً باستنكاره وموجّهاً الخطاب لرسول الله (صلى الله عليه واله) قائلاً: «ما أحبّ الينا معاونتك، واقبالنا لنصيحتك وأشدّ تصديقنا لحديثك. وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وانما أنا احدهم غير اني أسرعهم الى ما تحبّ، فامضِ لما أمرت به فوالله لازال احوطك وامنعك...». وكان ذلك الموقف احد موقفين عظيمين حصلا في ذلك اللقاء. فكان هذا الموقف المشرف للأب «ابي طالب». وكان الموقف الثاني لابنه اليافع علي (عليه السلام).

والموقف الثاني هو عندما دعاهم الى تلك الكلمتين الخفيفتين على اللسان الثقيلتين في الميزان فيملكون بهما العرب والعجم، وتنقاد إليهم بهما الأمم، ويدخلون بهما الجنة وينجون بهما من النار: شهادة أن لا اله الا الله، وأنه (صلى الله عليه واله) رسول الله، فمن منهم يكون وزيره وناصره؟ لم ينهض منهم الا علي (عليه السلام) _ وهو في بداية بلوغه _ بكل حماسة واندفاع، فامضى (صلى الله عليه واله) استجابته تلك - بعد أن اقعده ثلاث مرات لاتمام الحجة عليهم- بالقول: «يا ابا الحسن، أنت لها، قُضي القضاء، وجفّ القلم. يا علي اصطفاك الله بأوّلِها، وجعلك وليَّ آخرها».

لقد كانت دعوة العشيرة بسادتها الى مأدبة طعام، ثم دعوتهم الى الايمان بعقيدة جديدة كان فيها خروج على العرف العشائري السائد الذي كان يقرر بأن زعيم العشيرة هو الذي يدعوها الى مناسبة كتلك. ولكن نور النبوّة وجلالها وجمالها الذي كان طاغياً على رسول الله (صلى الله عليه واله) هو الذي جبر تلك العملية الشاقة.

 آثار دعوة العشيرة:

وهنا كسر الاسلام بشخصي رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي (عليه السلام) أول حواجز العشيرة في العصر الجاهلي، ألا وهو حاجز الطاعة العمياء لسلطة العشيرة. فأصبح علي (عليه السلام)، منذ ذلك اليوم، سيد القوم بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو لا يزال أحدثهم سنّاً وأرمضهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الطاعة للدين ومن يمثله لا لسادة العشيرة ولا لزعمائها.

وهذا المعنى وضع فكرة العشيرة في الموضع الصحيح. فرابطة الدم والرحم لا غبار عليها، بل ان الدين يؤكدها ويشدد على أخلاقيتها، ولكن الطاعة ينبغي أن تكون لمن له الشرف والرفعة والمنـزلة في الدين. فالشريف في الدين - حتى لو كان صغيراً في السن كعلي (عليه السلام)- لابد أن يُطاع من قبل عشيرته حتى من قبل سيدها أبي طالب، وغيره من وجهاء العشيرة واكابرها.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.