أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2022
1732
التاريخ: 14-10-2015
7027
التاريخ: 14-2-2019
2441
التاريخ: 8-02-2015
3733
|
كانت سنة عشر من الهجرة ؛ وقال المفيد في الارشاد : ثم تلا وفد نجران من القصص المنبئة عن فضل أمير المؤمنين وتخصصه من المناقب بما بان به من كافة العباد حجة الوداع وما جرى فيها من الأقاصيص وكان لأمير المؤمنين فيها من جليل المقامات فمن ذلك أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان قد انفذه إلى اليمن ليخمس ركازها ويقبض ما وافق عليه أهل نجران من الحلل وغيرها فتوجه لما ندبه إليه إلى أن قال : ثم أراد رسول الله (صلى الله عليه واله) التوجه إلى الحج وأداء ما فرض الله تعالى عليه فاذن في الناس بالحج وبلغت دعوته إلى أقاصي بلاد أهل الاسلام فتجهز الناس للخروج معه وحضر المدينة من ضواحيها ومن حولها خلق كثير وتهيأوا للخروج معه فخرج بهم لخمس بقين من ذي القعدة (اه). وفي السيرة الحلبية خرج معه أربعون ألفا وقيل سبعون وقيل تسعون وقيل مائة ألف وأربعة عشر ألفا وقيل مائة وعشرون ألفا وقيل أكثر من ذلك هذا عدى من حج معه أهل مكة واليمن . وفي سيرة دحلان خرج معه تسعون ألفا ويقال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ويقال أكثر من ذلك (اه) ويمكن الجمع بان الذين خرجوا من المدينة وضواحيها كانوا أربعين ألفا ومع الذين انضموا إليهم مما قرب منها كانوا سبعين أو تسعين والكل ممن قرب وبعد كانوا مائة وأربعة وعشرين ألفا والله أعلم .
قال ابن سعد: وأخرج معه نساءه التسع في الهوادج وابنته فاطمة وأشعر هديه وقلده .
قال المفيد : وكاتب أمير المؤمنين بالتوجه إلى الحج من اليمن ولم يذكر له نوع الحج الذي عزم عليه وخرج قارنا للحج بسياق الهدي وأحرم من ذي الحليفة وأحرم الناس معه ولبى من عند الميل الذي بالبيداء فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية وخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) بمن معه من المعسكر الذي كان صحبه إلى اليمن ومعه الحلل التي كان أخذها من أهل نجران فلما قارب رسول الله (صلى الله عليه واله) مكة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين (عليه السلام) من طريق اليمن وتقدم الجيش للقاء النبي (صلى الله عليه واله) وخلف عليهم رجلا منهم فأدرك النبي (صلى الله عليه واله) وقد أشرف على مكة فسلم عليه وخبره بما صنع وبقبض ما قبض وانه سارع للقائه امام الجيش فسُر رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك وابتهج بلقائه وقال بم أهللت يا علي فقال يا رسول الله انك لم تكتب إلي اهلالك ولا عزفته فعقدت نيتي بنيتك فقلت اللهم اهلالا كاهلال نبيك وسقت معي من البدن أربعا وثلاثين بدنة فقال رسول الله الله أكبر قد سقت أنا ستا وستين وأنت شريكي في حجي ومناسكي وهديي فاقم على احرامك وعد إلى جيشك فعجل بهم حتى نجتمع بمكة إن شاء الله وفي سيرة ابن هشام قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي هل معك من هدي قال لا فاشركه في هديه وثبت على احرامه حتى فرغا من الحج ونحر رسول الله (صلى الله عليه واله) الهدي عنهما .
وفي السيرة الحلبية يمكن الجمع بين هذا وبين أنه قدم من اليمن ومعه هدي بأن الهدي كان قد تأخر مجيئه فاشركه في هديه ثم نقل أن الهدي الذي جاء به علي (عليه السلام) من اليمن كان سبعا وثلاثين والذي جاء به رسول الله (صلى الله عليه واله) كان ثلاثا وستين . قال المفيد : فودعه أمير المؤمنين وعاد إلى جيشه فلقيهم عن قريب فوجدهم قد لبسوا الحلل التي كانت معهم فأنكر ذلك عليهم وقال للذي كان استخلفه عليهم ويلك ما دعاك إلى أن تعطيهم الحلل من قبل ان تدفعها إلى رسول الله ولم أكن أذنت لك في ذلك فقال سألوني أن يتجملوا بها ويحرموا فيها ثم يردوها علي فانتزعها أمير المؤمنين من القوم وشدها في الاعدال فاضطغنوا ذلك عليه فلما دخلوا مكة كثرت شكايتهم منه فامر رسول الله (صلى الله عليه واله) فنادى في الناس ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب فإنه خشن في ذات الله عز وجل غير مداهن في دينه فكف القوم عن ذكره وعلموا مكانه من النبي (صلى الله عليه واله) وسخطه على من رام الغميزة فيه ؛ وفي رواية ابن إسحاق فاظهر الجيش شكواه لما صنع بهم قال أبو سعيد الخدري اشتكى الناس عليا فقام رسول الله (صلى الله عليه واله) فينا خطيبا فسمعته يقول أيها الناس لا تشكن عليا فوالله انه لأخشن في ذات الله أو سبيل الله من أن يشكي قال المفيد وأقام أمير المؤمنين على احرامه تأسيا برسول الله (صلى الله عليه واله) وكان قد خرج مع النبي (صلى الله عليه واله) كثير من المسلمين بغير سياق هدي فأنزل الله تعالى { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } [البقرة: 196] فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وشبك إحدى أصابع يديه على الأخرى ثم قال لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ثم أمر مناديه أن ينادي من لم يسق منكم هديا فليحل وليجعلها عمرة ومن ساق منكم هديا فليقم على احرامه فأطاع ذلك بعض الناس وخالف بعض وجرت خطوب بينهم فيه وقال منهم قائلون : رسول الله أشعث أغبر ونحن نلبس الثياب ونقرب النساء وندهن وقال بعضهم أ ما تستحون أن تخرجوا ورؤوسكم تقطر من الغسل ورسول الله على احرامه وهذا اعتذار بارد فإطاعة أمر رسول الله الذي هو أمر الله إلى من اظهار حب المواساة له في البقاء على الاحرام فأنكر رسول الله (صلى الله عليه واله) على من خالف في ذلك وقال لولا أني سقت الهدي لأحللت وجعلتها عمرة فمن لم يسق هديا فليحل فرجع قوم وأقام آخرون على الخلاف وكان فيمن أقام على الخلاف بعض أكابرهم فاستدعاه رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال ما لي أراك محرما أ سقت هديا قال لم اسق قال فلم لا تحل وقد أمرت من لم يسق بالإحلال فقال والله يا رسول الله لا أحللت وأنت محرم فقال له النبي (صلى الله عليه واله) انك لم تؤمن بها حتى تموت فلذلك أقام على انكار متعة الحج حتى رقى المنبر في امارته فنهى عنها نهيا مجددا وتوعد عليها بالعقاب (اه) ؛ وروى مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة قدم رسول الله (صلى الله عليه واله) لأربع مضين من ذي الحجة أو خمس فدخل علي وهو غضبان فقلت من أغضبك يا رسول الله ادخله الله النار ؛ قال أ وما شعرت اني امرت الناس بأمر فإذا هم يترددون لو اني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى اشتريه ثم أحل كما أحلوا .
قال النووي في الشرح : أما غضبه فلانتهاك حرمة الشرع وترددهم في قبول حكمه وقد قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فغضب لما ذكرنا من انتهاك حرمة الشرع والحزن عليهم في نقص ايمانهم وفيها دلالة لاستحباب الغضب عند انتهاك حرمة الدين وفيه جواز الدعاء على المخالف لحكم الشرع (اه) اي حتى بادخال النار الذي لا أفظع منه والذي ربما زاد على اللعن الذي هو الطرد والابعاد من رحمة الله ؛ وفهم ما جاء في هذه الأحاديث على وجهه يتوقف على بيان أقسام الحج وكيف اختلف حج من ساق الهدي على من لم يسقه فنقول الحج على ثلاثة أقسام إفراد وقران وتمتع والثالث فرض من بعد عن مكة ثمانية وأربعين ميلا والأولان فرض أهل مكة ومن بعد عنها بأقل من ذلك ، والمفرد يأتي بالحج أولا ثم بعمرة مفردة ويعقد احرامه بالتلبية وسمي إفرادا لانفراده عن العمرة وعدم ارتباطه بها فهما نسكان مستقلان وكذلك القارن يأتي بالحج أولا ثم بالعمرة وهما نسكان مستقلان إلا أنه يسوق الهدي معه عند الاحرام ويعقد احرامه بسياق الهدي وسمي قرانا لاقترانه بسياق الهدي والمتمتع يأتي أولا بعمرة التمتع ثم يأتي بالحج ويعقد احرامه بالتلبية ويكون النسك مركبا من العمرة والحج وهذا معنى قوله (عليه السلام) دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وتشبيكه بين أصابعه وسمي تمتعا لأنه بعد احلاله من احرام العمرة يتمتع أي ينتفع بما كان محرم عليه حال الاحرام والنبي حين أحرم في حجة الوداع أحرم بحج القران لأنه ساق الهدي وكذلك علي (عليه السلام) أحرم كأحرام رسول الله (صلى الله عليه واله) وساق الهدي فكان حجه حج قران وأكثر الذين كانوا مع النبي (صلى الله عليه واله) لم يسوقوا الهدي واحرموا بالحج فكان حجهم حج أفراد ولم يكن حج التمتع مفروضا يومئذ بل كان الحج قسمين فقط إفراد وقرآن فلما نزل فرض حجم التمتع لمن لم يسق الهدي بقوله تعالى { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } [البقرة: 196] إلى قوله {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ } [البقرة: 196] الآية أمر رسول الله (صلى الله عليه واله) من ساق الهدي أن يبقى على احرامه ويجعل حجه حج قران ومن لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة تمتع فيحل من احرامه ثم يحرم للحج من مكة يوم التروية لأن حجه صار حج تمتع وصار ذلك فرض البعيدين عن مكة بالمسافة السابقة إلى آخر الدهر وقال إن العمرة دخلت في الحج كدخول أصابعه بعضها في بعض وسئل ان ذلك لعامهم هذا أو لأبد الأبد فقال بل لأبد الأبد ومن ذلك فهم ان فرضهم مركب من عملين العمرة والحج مرتبط أحدهما بالآخر أما من ساق الهدي فحجه حج قران في ذلك العام فقط أما بعده فسيكون حج البعيد حج تمتع لا حج إفراد ولا قران ويظهر ان جماعة لم يرق لهم أن يكون حج علي كحج النبي وحجهم مخالف لذلك فترددوا في الاحلال من الاحرام أو امتنعوا حسدا لعلي وقديما كان في الناس الحسد واعتذروا بما سمعت مما لم يكن بعذر مقبول . وفي قول النبي (صلى الله عليه واله) : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ايماء إلى أن حج التمتع أفضل .
قال ابن سعد : إنه بعد ما رمى جمرة العقبة بمنى يوم العيد نحر الهدى قال صاحب السيرة الحلبية فنحر من البدن ثلاثا وستين بيده الشريفة وهي التي جاء بها من المدينة وأمر عليا فنحر الباقي وهو تمام المائة وكانه الذي جاء به من اليمن قال وجاء عن ابن عباس انه اهدى في حجة الوداع مائة بدنة نحر منها ثلاثين وأمر عليا فنحر الباقي ؛ وقال له أقسم لحومها وجلودها وجلالها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذ لنا من بعير جذبة من لحم واجعلها في قدر حتى نأكل من لحمها ونحسو من مرقها ففعل (اه) .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|