المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

اسئلة يطرحها الممثل الناجح في كل مشهد
28-11-2021
نـظـام مـيـزان المـدفوعـات
31-1-2023
The fourfold classification
24-1-2022
لكل امرئ ما نوى
10-10-2014
الافات التي تصيب الخوخ وطرق مكافحتها
5-7-2017
إدارة جـودة الخـدمـات Service Quality Management
7/10/2022


مغزى الزعم بكفر ابي طالب  
  
3149   03:19 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 155-158
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

وكان من لوازم الصراع الاجتماعي في عصر ما بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) الطعن بايمان ابي طالب لأحد أمرين. الاول: ان الطعن باسلام ابي طالب كان من اجل خدش شخصية علي (عليه السلام) الرسالية. والثاني: ان الطعن باسلام ابي طالب كما مفاده تقوية موقف اخيه العباس حيث تمكنت ذريته لاحقاً من استلام الحكم وتأسيس فيما سُمّي بالدولة العباسية على انقاض حكم الامويين.

فاما الاول فان اتهام ابي طالب بالكفر كان يؤمّل فيه أن يكون مبرراً للطعن بشخصية امير المؤمنين (عليه السلام) لاحقاً. فتكفير ابي طالب هي بوابة لزعزعة الشخصية الرسالية لابنه (عليه السلام). فكانوا يتصورون ان الصاق تهمة الكفر بابي طالب ستكون عامل خدش في شخصية الامام المعصوم (عليه السلام) واخراجاً له من مفهوم الآية الكريمة الموجهة لرسول الله (صلى الله عليه واله): {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 219]، حيث كان (صلى الله عليه واله) ينتقل بين الاصلاب الطاهرة والارحام الزكية.

حتى وضعوا حديثاً عنه (صلى الله عليه واله) يزعم: «... ان ابا عبد الله [أباه] وآمنة [أمّه] وابا طالب [عمه] جمراتٌ من جمرات جهنم». وحسبهم انه روي عنه (صلى الله عليه واله) ان جبرئيل (عليه السلام) خاطبه (صلى الله عليه واله) بالقول: ان الله مشفّعك في ستة: بطنٍ حملتك: آمنة بنت وهب ؛ وصُلب أنزلك: عبد الله بن عبد المطلب ؛ وحِجر كفلك: ابي طالب ؛ وبيتٍ آواك: عبد المطلب ؛ وأخ كان لك في الجاهلية _ قيل: يا رسول الله، وما كان فعله؟ قال: كان سخيّاً يطعم الطعام ويجود بالنّوال _ ؛ وثدي ارضعتك: حليمة بنت ابي ذؤيب) . ولا شك ان مفهوم الشفاعة منحصر في اسقاط العقوبة عن المؤمنين المذنبين، لكنها لا تشمل الكافرين كما جاء في الذكر الحكيم: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } [التوبة: 80]. فتكون شفاعته للمؤمنين من ارحامه، كما هو واضح في البطن الذي حملته، والصلب الذي انزله، والحجر الذي كفله، والبيت الذي آواه، والاخ الذي كان له قبل الاسلام، والثدي الذي ارضعه. ولا يمكن ان ننفي الايمان عن هؤلاء الاطهار من ارحامه، بل يفترض ان لهؤلاء ذنوباً تمحوها شفاعته (صلى الله عليه واله). ومن الجليّ ان منطوق الرواية يدلّ على تقييد الشفاعة هنا بارحامه فقط. ولكن بموجب القاعدة وبضميمة روايات اخر ندرك ان الوارد لا يقيد المورد. فتكون شفاعته عامة لكل المؤمنين المذنبين.

وسياق الحديث منسجم مع اخلاقية الاسلام ورحمته، ومتوافق مع المشهور عنه (صلى الله عليه واله): نقلنا من الاصلاب الطاهرة الى الارحام الزكية. فوجب بهذا ان يكون اباؤه كلهم منـزهين عن الشرك، لانهم لو كانوا عَبدة أصنام لما كانوا طاهرين.

واما الثاني فان الطعن باسلام ابي طالب يؤدي الى تقوية موقف العباس عم النبي (صلى الله عليه واله)، حيث تمكنت ذرية العباس من اقامة الدولة العباسية. وكان ذلك الالصاق ضعيفاً في حينه، بحيث ان عبد الله بن عباس حينما سُئل هل ان ابا طالب مات كافراً، اجاب:

كذبتم وبيت الله نسلم احمداً                      ولما نقاتل دونه ونناضل

ونتركه حتى نصرع حوله                         ونذهل عن ابنائنا والحلائل

ولكن المنقّب في التأريخ الاسلامي يجد ان قضية اسلام ابي طالب لم تُثر الا بعد تسلم بني العباس السلطة، خصوصاً خلال فترة المنصور العباسي. ولاشك ان العباسيين يرجعون الى العباس بن عبد المطلب الذي اسلم لاحقاً، بينما يرجع الطالبيون من بني هاشم الى ابي طالب الذي زُعم بانه لم يعلن اسلامه. وفي ذلك دليلان.

الاول: ان معاوية الذي حارب علياً (عليه السلام) بشتى الاساليب لم يطعن باسلام ابي طالب، مع انه لم يُعرَف عن معاوية انه رعى يوماً عهداً ولا ذمةً مع الامام (عليه السلام). وكان علي (عليه السلام) يهاجم معاوية في امه هند، وابيه ابي سفيان من مذامّ ومثالب. ولكن معاوية لم يشر الى عدم اسلام ابي طالب. وهذا دليل على ان اسلام ابي طالب كان امراً واضحاً للجميع، بحيث لم يجرأ معاوية على التشكيك فيه في تلك الفترة من تأريخ الاسلام.

الثاني: في (المعاني) باسناده فيه رفع عن موسى بن جعفر (عليه السلام) فيما جرى بينه وبين هارون الرشيد وفيه:

قال هارون: فلم ادعيتم انكم ورثتم رسول الله (صلى الله عليه واله) والعم يحجب ابن العم، وقبض رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد توفي ابو طالب قبله والعباس عمه حي...

فقلت: ان النبي (صلى الله عليه واله) لم يورّث من لم يهاجر ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر.

فقال: ما حجّتك فيه؟

قلت: قول الله تبارك وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا } [الأنفال: 72]. وان عمي العباس لم يهاجر.

فقلا: اني سائلك يا موسى هل افتيت بذلك أحداً من اعدائنا ام اخبرت احداً من الفقهاء في هذه المسألة بشيء؟

فقلت: اللهم لا وما سألني عنها الا امير المؤمنين _ يعني هارون الرشيد _ .

والتحقيق، ان كلا الامرين وجدا في نفوس زعماء الصراع الاجتماعي ما يحقق مآربها في تضعيف شخصية ابي طالب واتهامها بالكفر وانها جمرة من جمرات جهنم. وعلى أي حال، فان ابا طالب كان عميد البيت الهاشمي وراعيه خلال الفترة التأريخية الحرجة التي ظهر فيها الاسلام. حيث رعى النبوة والامامة في بيته وغذاها بجميل اخلاقه. واسلم على يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) في وقت كانت قريش تخشى شيخ الاباطح وترهبه. واضمر اسلامه، ولكن لم يضمر حمايته لرسول الله (صلى الله عليه واله) بالغالي والنفيس.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.