أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1835
التاريخ: 5-2-2018
1630
التاريخ: 5-12-2018
1634
التاريخ: 4-11-2017
3838
|
اشتمل هذا القاموس ـ أوّل صدوره ـ على قسمين أو قلْ قاموسين :
الأوّل هو قاموس للألفاظ اللغويّة ، وهذا عليه مآخذ كثيرة ، أهمّها عدم اعتماده على الشواهد والدّلالات اللغويّة الواردة في القرآن الكريم إلاّ نادراً ، باعتباره أبرز مصدر يُعتمد لُغويّو العرب عليه ، لكونه جاء بأبلغ وأفصح لغتهم في ظرفٍ بلغوا القمّة في ذلك .
والثاني هو قاموس أُطلق عليه ( معجم الآداب ) إعداد ( فردينال نوكل ) وهو القاموس الحافل بالأخطاء والشبهات والذي عرضَ له العديد من الباحثين وكشفوا عن أخطائه ، حتّى إن أحدهم (1) أحصى فيه أربعمِئة خطأ شائع ـ تاريخي وعلمي ـ وأحصى آخر (2) مِئة خطأ ـ تاريخي وجغرافي ـ من الأخطاء الصارخة ، وعند استقصاء المصادر التي اعتمد عليها مؤلّف القاموس المنجد ، نجدها عبارة عن دائرة المعارف الإسلاميّة ...
ومن المصادر التي اعتمد عليها أيضاً كتاب التمدّن الإسلامي لـ ( جرجي زيدان ) وكتاب تاريخ الشعوب الإسلاميّة لـ ( بروكلمان ) الذي مُلئ بالافتراءات والتشويه للحقائق الإسلاميّة ، وكمثال على ذلك ما ورد في فقرة ( معركة أُحد ) من إظهارٍ للرسول بمظهر المُعتدي على اليهود وأنّ القرآن الكريم قد أشاد بالخمر عطيّة من عطايا الله الكُبرى إضافةً إلى اختلاق عِللٍ لتشريع حرمة الخمر ما أنزل الله بها من سلطان ، وغيرها من الافتراءات . ونقتطع النصّ التالي من الفقرة المذكورة نموذجاً لذلك :
(.. ولكنّها [معركة أُحد] أثّرت في مركزه [النبيّ] ومكانته عند البدو المحلّيّين . وإنّما يظهر ذلك ، مثلاً ، في مقتل أربعين من رُسله في ربوع قبيلة هوازن ، وكان على محمّد أنْ يعوّض هذه الخسارة التي أصابت مجده العسكري من طريقٍ آخر ، ففكّر في القضاء على اليهود ، فهاجم بني النضير لسببٍ واهٍ وحاصرهم في حيّهم . وإذ لم يجرؤ إخوانهم في الدّين ، من بني قريظة، على أنْ يسعفوهم فقد اضطرّوا إلى الاستسلام بعد حصارٍ دام بضعة أسابيع ، ثمّ إنّهم هاجروا إلى واحة خيبر ، التي تقع على مسافة عشرين ميلاً شمالي المدينة ، والتي كانت تنزل فيها جالية كبيرة من اليهود ، ووزّع النبيّ أراضي بني النضير على المهاجرين .
وعقب ذلك بقليل ، حُرّمت على المسلمين الخمر ، وكانت بعض الآيات ( سورة 16 : 69 ) قد أشادت بها كعطيّة من عطايا الله الكبرى ، وحُرّم الميسر ، أو القمار على لحم الإبل ، وكان سبباً في إفقار كثير من البدو ، والواقع أنّ تحريم الخمر ( سورة 2: 216 وسورة 5: 92 ) كان يهدف إلى تقييد الشعراء الذين كانوا كثيراً ما يتغنّون بمجالسهم الخمريّة المعربدة ، هذه المجالس الّتي كانت خليقةً بأنْ تُفسد روح النظام العسكري الصارم الّذي أراده محمّد لأتباعه ، ولكن بعض المسلمين لم يلبث أن خرج على القانون ، فعاقر الخمرة ) .
ومن نماذج الافتراءات والتزوير في قاموس المنجد ـ التي تكشف عباراتها وشروحها عن تعصّب وحقد وفساد في المنهج وبعدٍ كبيرٍ عن العلميّة والإنصاف ـ ما جاء تحت مادّة ( محمّد ) ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالنص التالي :
( محمّد نبيّ المسلمين من بني هاشم ، تزوّجَ مِن خديجة ورُزق منها فاطمة ، دعا الأعراب إلى الإسلام وانتصر على المكّيين في بدر ، ولكنّهم غلبوه في أُحد ، فحاربهم في حنين ودخل مكّة ظافراً ) ، وهذا كلامٌ ناقصٌ مشوب بتجاوز الحقائق ، حاقدٌ لا يمثّل الحقائق التاريخيّة الثابتة .
ولا نشكّ في أنّ قاموس المنجد من أخطر القواميس ، التي انتشرت في دائرة واسعة وتناولته الأيدي في كلّ مكان ، وذلك لما يحملهُ من أخطاء وافتراءات وتزوير حاقد ، خصوصاً فيما حقّقهُ من إدخال كثير من المصطلحات الكنسيّة والطائفيّة واللاهوتيّة إلى الألفاظ العربيّة ، علماً بأنّ هذه المصطلحات ليست عربيّة أصلاً ، فضلاً عن تفسيرها من قبلهم تفسيراً لا يتّفق مع مفاهيم الإسلام ، ونحن عندما نراجع الجانب اللّغوي والتاريخي لهذا القاموس نجده يُقحم تعابير واصطلاحات خاصّة بالكهّان النصارى كمصطلح : كهنوتي ، وقدس ، وقدّاس.. وغير ذلك ، في المفردات اللغويّة ومعانيها.. وهكذا في الحقائق والمعارف التاريخيّة .
وتتجلّى النظرة الواقعيّة لهذا القاموس لو طالعنا المصادر التي أشرنا إليها ، والّتي اعتمد عليها المؤلّف ، وهي جميعها مصادر غير أصيلة ؛ لأنّها تتراوح بين مصادر أجنبيّة متّهمة في دوافع مؤلّفيها ، ومصادر حديثة كدائرة المعارف الإسلاميّة ومجاني الأدب للأب ( شيخو اليسوعي ) ومؤلّفات جرجي زيدان وبروكلمان (3) .
وقد ملأت المطاعن في نزاهة وموضوعيّة هذه المراجع وقيمتها العلميّة الآفاق ، وأصبح عدم الوثوق بها أمراً قطعيّاً . كما أنّنا لا نجد بين هذهِ المصادر أيّ مرجع أصلي من الكتب العربيّة المعتمدة في كثير من المواد التي يشتمل عليها هذا القاموس ، إضافة إلى أنّ الترجمة من المصادر الأجنبيّة ، كثيراً ما يُغيّر فيها لفظ الشيء المترجم ، خصوصاً إذا كان المترجَم له ليس عَلَماً ، بل اسم محلّ أو شخص غريب ، فلا ينفع في هذهِ الحالة إلاّ الرجوع للمصادر الأصلية التي تورده على وجههِ .
وقد أشار بعض الباحثين إلى أنّ من أكبر الأخطاء المتعمّدة والدسّ والتلبيس في هذا القاموس ، هو سكوته عن بعض الحقائق الثابتة تاريخيّاً عند المسلمين ، كموقفه من مسيلمة الكذّاب الذي ادّعى النبوّة ، حيث يقول عنهُ : ( مسيلمة من بني حنيفة من اليمامة عاصرَ محمّداً وعرض عليه أنْ يشاركهُ النبوّة ، فقُتِل في موقعة عقرباء ) ، ولم يذكر شيئاً آخر وسكت ، وهنا يُلاحظ القارئ مدى تمويههم للحقائق عن طريق التلاعب بالعبارات ، إضافةً إلى أنّ عدم ذكر أكذوبة نبوّة مسيلمة ستجعل القارئ يتخيّل ، أو يحتمل أنّ مسألة النبوّة كانت أمراً يُتنافس عليه أو ـ على الأقلّ ـ تصوّر إمكان صدق دعوى مسيلمة بالنبوّة في مقابل دعوى محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .
ــــــــــــــــــــــــ
(1) وهو عبد الله كنون ـ بحث الموضوع في مجلّة دعوة الحقّ المغربيّة ، ضمن أكثر من عشرة فصول .
(2) وهو عبد الستّار فرّاج ـ في بحثٍ له في مجلّة العربي الكويتيّة .
(3) كنون ، عبد الله ـ مجلّة دعوة الحق المغربيّة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|