أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-02-2015
1551
التاريخ: 22-04-2015
2111
التاريخ: 29-09-2015
1706
التاريخ: 5-10-2014
1489
|
قال تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } [السجدة: 24] .
قلنا : إنّه قد ذكر في الآيات مورد البحث شرطان للأئمّة : الأوّل : الصبر والثبات ، والآخر : الإيمان واليقين بآيات الله.
ولهذا الصبر والثبات فروعاً وأشكالا كثيرة :
فيكون أحياناً أمام المصائب التي تحلّ بالإنسان.
واُخرى مقابل الأذى الذي يحيق بأصحابه ومؤيّديه.
وثالثة في مقابل التعديّات والألسن البذيئة التي تنال مقدّساته.
واُخرى في مقابل المنحرفين فكرياً.
واُخرى أمام الجاهلين الحمقى.
واُخرى أمام العلماء الخبثاء.
والخلاصة: فإنّ القائد الواعي الرشيد يجب أن يصمد أمام كلّ هذه المشاكل وغيرها، ولا ينسحب من ميدان الصراع والحوادث، ولا يجزع وييأس، ولا يفقد زمام الاُمور من يده، ولا يضطرب ولا يندم حتّى يحقّق هدفه الكبير.
وقد روي في هذا الباب حديث جامع ورائع عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال لأحد أصحابه : إنّ من صبر صبر قليلا (وبعده الظفر) وإنّ من جزع جزع قليلا (ومن بعده الخسران).
ثمّ قال : عليك بالصبر في جميع اُمورك، فإنّ الله عزّوجلّ بعث محمّداً فأمره بالصبر والرفق; فقال: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل: 10] وقال: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35].
فصبر رسول الله حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها ـ فسمّوه ساحراً ومجنوناً وشاعراً، وكذّبوه في دعوته ـ فضاق صدره، فأنزل الله عزّوجلّ عليه: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: 97، 98] ـ أي إنّ هذه العبادة تمنحك الإطمئنان والهدوء ـ .
ثمّ كذّبوه ورموه فحزن لذلك، فأنزل الله عزّوجلّ: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا } [الأنعام: 33، 34].
فألزم النّبي نفسه الصبر، فتعدّوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذّبوه، فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكر إلهي، فأنزل الله عزّوجلّ: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [المزمل: 10] ، فصبر النّبي في جميع أحواله.
ثمّ بُشّر في عترته بالأئمّة ووصفوا بالصبر، فعند ذلك قال: الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، فشكر الله عزّوجلّ ذلك له، فأباح له قتال المشركين، فقتلهم الله على يدي رسول الله وأحبّائه، وجعل له ثواب صبره مع ما ادّخر له في الآخرة».
ثمّ أضاف الإمام الصادق (عليه السلام): «فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ الله له عينه في أعدائه مع ما يدّخر له في الآخرة»(1).
_____________________
1 ـ اُصول الكافي، الجزء 2، صفحة 72 باب الصبر باختصار قليل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|