إنّ محمّداً أخذ كلمة ( أُمّة ) من الأعاجم واستعملها في القرآن فأضحت منذ ذلك الحين لفظاً إسلاميّاً أصيلاً |
1829
07:27 صباحاً
التاريخ: 14-1-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2019
2303
التاريخ: 13-1-2019
1660
التاريخ: 14-1-2019
2212
التاريخ: 15-1-2019
1988
|
[نص الشبهة] : تحت مادّة ( أُمّة ) يقول ( ر. پاريه R. Paret ) : ( هي الكلمة التي وردت في القرآن للدلالة على شعب أو جماعة ، وهي ليست مشتقة من الكلمة العربيّة ( أمّ ) ، بل هي كلمة دخيلة مأخوذة من العبريّة ( أُمَّا ) أو من الآرامية ( أُمِّثا)،.. وقد تكون الكلمة الأجنبيّة دخلت لغة العرب في زمن متقدّم بعض الشيء . ومهما يكن من شيء فإنّ محمّداً أخذ هذه الكلمة واستعملها وصارت منذ ذلك الحين لفظاً إسلاميّاً أصيلاً )(1).
[جواب الشبهة] : قول ( ر. پاريه ) تحت مادّة ( أمّة ) فيه أنّ طريقة الاستدلال على كون كلمة ( أُمّة ) وأمثالها من الكلمات المذكورة في أقوال الآخرين دخيلةٌ ومأخوذةٌ من العبريّة ، مثلاً لمجرد وجود شبَه لفظي في حرف أو حرفين بين الكلمة العربيّة وكلمة بمعناها في العبريّة متكلّفة لا تخلو من تمحّل ومغالطة ، إذ بهذه الطريقة سوف نهدم الكثير من صِيغ الوضع اللفظي للّغات ، إلاّ إذا ساق المدّعي دليلاً أو قرينةً معتبرةً على مدّعاه .
ويُمكن ردّ هذا الادّعاء أيضاً بقولنا : إنّ كلمة ( أُمّة ) لها معانٍ متعدّدة في اللغة العربيّة ، منها :
الشِّرعة والدين ، القَرْن من الناس ، الرجل لا نظير له ، الحين ، وقد وردت هذه الكلمة في هذه المعاني في الشعر العربي الجاهلي ، منه قول النابغة الذبياني :
حلفتُ فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أُمّة وهو طائع
ويريد بها هنا أهل الدين والشرعة .
ومنها أيضاً قول الشاعر :
وهل يستوي ذو أُمّة وكفور
أي ذو دين وذو نحلة (2) .
كما أنّه لو كانت هذه الكلمة دخيلة من العبريّة لاستقلّت بمعناها المدّعى في العبريّة ، وهو شعبٌ أو جماعة ، على أنّ هناك قولاً بأنّ اللغة العربيّة أسبق وجوداً في الجزيرة العربيّة من العبريّة . ولو سلّمنا وصحّ هذا الادّعاء فلا يثبت منه قول ( پاريه): ( فإنّ محمّداً أخذ هذه الكلمة واستعملها ، وصارت منذ ذلك الحين لفظاً إسلاميّاً أصيلاً )إذ إنّها ـ حسب الدعوى ـ قد أصبحت جزءاً من اللغة العربيّة واستعمالها في المراد المعنوي لها سواء في القرآن الكريم أو في السنّة الشريفة استعمال مألوف وليس قائماً على قصد الاستقاء من العبريّة ، هذا مضافاً إلى أنّ القرآن الكريم كلام الله عزّ وجل وليس كلام الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ إذا أنكر ( پاريه ) ذلك ، فعندها يأتي كلامنا الآنف إنْ شاء الله في صدق الوحي الإلهي للرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) [في الصفحة (313-346) من هذا الكتاب في موضوع ادّعاء النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وابتكاره واصطناعه وتأثره بمَن حوله] .
ــــــــــــــــــــــ
(1) دائرة المعارف الإسلاميّة 2 : 630 ـ 631 .
(2) راجع ترتيب كتاب العين للخليل ، ومعه الدليل إلى المستعملات في اللغة العربيّة: أُمم ، ولسان العرب 12: أُمم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|