أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-02-2015
1513
التاريخ: 7-10-2014
1363
التاريخ: 25-11-2014
1380
التاريخ: 22-04-2015
3997
|
لا شكّ في أنّ التزكية والتربية كانت الهدف الأسمى لأنبياء الله ورسله أجمعين فها هو خليل الرحمن النبيّ إبراهيم (عليه السلام) يطلب من الله سبحانه ـ وهو يرفع قواعد الكعبة الشريفة ـ أن يبعث في اُمّته من يزكّيهم ويربّيهم إذ قال : { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ } ( البقرة : 129).
وإنّما اتّخذت التربية والتزكية هذه المكانة في رسالات السماء ومهام الأنبياء لأنّ الإنسان لا يمكنه أن يبلغ أي مبلغ من النضوج العلميّ ، أو التقدمّ الاجتماعيّ من دون أن تتوفّر له التربية الواعية التي تتكفّل بناء شخصيّته.
ولقد تركّزت مساعي الأنبياء على تحقيق هذه المهمّة العظيمة ، وبذلوا في سبيله أعظم الجهود ، ويدلّ على ذلك ما روي من أنّ الله سبحانه خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق (1) .
ومن المعلوم أنّ هذا التخصيص يهدف ـ مضافاً إلى تكميلهم بهذه المكارم ـ جعلهم اُسوة لاُممهم.
ونخصّ من اُولئك الأنبياء العظام بالذكر نبيّنا محمّد (صلى الله عليه واله وسلم) فقد وصفه الله سبحانه بأنّه بُعث للتزكية فقال : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } ( البقرة : 151).
وقال : { لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } ( آل عمران : 164 ).
وقال : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } ( الجمعة : 2 ) (2) .
وقد أعلن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) في حديث مشهور عن هذه المهمّة الكبرى التي حمّل بها ، واعتبرها أساس رسالته ، وغاية بعثته إذ قال : « إنّما بُعثتُ لاُتمّم مكارم الأخلاق » (3) .
وقال أيضاً : « عليكُم بمكارم الأخلاق فإنّ الله بعثني بها » (4) .
وقال عليّ (عليه السلام) : « سمعتُ النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : بُعثتُ بمكارم الأخلاق ومحاسنها » (5).
وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : « إنّ الله تعالى خصّ رسوله بمكارم الأخلاق » (6) .
ووصفه الإمام عليّ (عليه السلام) بذلك إذ قال : « طبيب دوّار بطبّه ، قد أحكم مراهمه ، وأحمى مواسمه يضع من ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عمي ، وآذان صمّ وألسنة بكم متّبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحيرة » (7).
وهذا يفيد أنّ للإسلام برنامجاً كاملاً لتحقيق هذا المقصد الأعلى والمطلب الأسمى.
_________________
(1) سفينة البحار 1 : 410.
(2) قدّم التعليم في بعض الآيات على التزكية واخّر في البعض الآخر ، لأجل أنّ التعليم بالمعنى الوسيع مقدّم من حيث الحصول والوجود على التزكية التي هي بمعنى التربية الكاملة ولكن حيث أنّ الهدف الأعلى هو التزكية قدّمت التزكية على التعليم في غيرها.
(3) سفينة البحار 1 : 410 ، مستدرك الوسائل 2 : 282.
(4) كتاب سنن النبيّ للعلاّمة الطباطبائيّ : 23 نقلاً عن أمالي الشيخ.
(5) مجمع البيان 10 : 333.
(6) من لا يحضره الفقيه : 458 ، ومعاني الأخبار : 191.
(7) نهج البلاغة : الخطبة 104.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|