المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

في إنزال القرآن
6-12-2015
أهل البيت ورثة النبيين
17-04-2015
اقسام الماكياج- ماكياج الشخصية (character make up)
24-11-2021
تأثير رقعة الاستغاثة
3-08-2015
اللقطات الوسيطة- (أ) اللقطة العكسية Reverse
23-9-2021
معاوية وخلفائه
10-1-2019


آخر رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)  
  
2989   04:15 مساءً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : الشيخ محسن قراءتي
الكتاب أو المصدر : دقائق مع القرآن
الجزء والصفحة : ص 56-60.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله /

قال تعالى : {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة : 67] .

‏- إن هذه الآية - وللدلائل التي ستأتي - مرتبطة بخلافة علي (عليه السلام) وتنصيبه للولاية في غدير خم عندما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الحج في العام العاشر من الهجرة ، والجدير بالذكر هو أن هذه الآية قد جعلت بين آيتين مرتبطتين بإقامة الكتاب السماوي ، وربما كان ذلك إشارة إلن العلاقة المستحكمة بين القائد المعصوم وإقامة الكتاب السماوي.

‏بالطبع فإن الإمام هو القادر على إقامة ذلك الكتاب ، وكتاب الله تعالى هو الذي يستطيع أن يعرّف ويبين للناس الإمام الواقعي لهم.

‏- يعتقد جميع مفسري الشيعة واستناداً الى الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) ، وكذلك بعض مفسري أهل السنة أن الآية مرتبطة بتنصيب علي (عليه السلام) للإمامة والولاية في غدير خم (1) .

‏ومن الجدير بالذكر أيضا أن صاحب تفسير المنار ذكر حديثاً منقولا بسند صحيح وموثق عن مسند أحمد والترمذي والنسائي ، وابن ماجة ، وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله) : (من كنتُ مولاه فعلي مولاه) ، ثم بعد ذلك شكّك فيه بجملتين من نسج خياله :

الأولى هي : ان المراد من الولاية هي الصداقة ، وقد غفل عن أن بيان الصداقة لا يحتاج الى البيعة والتبريك وكل الأمور التي جرت في غدير خم.

والثانية هي : لو كان علي اماماً وقائداً بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) فلم لم ‏يحتج ويناد بتنصيبه وولايته يوم الغدير ؟! وقد غفل - صاحب تفسير المنار - عن كل تلك الكلمات والخطب ؛ إذ جاء بعضها في نهج البلاغة ، وقد احتج بها الإمام علي (عليه السلام) ، وكأن صاحب المنار لم يسمع ولم يقرأ تلك النداعات.

‏- لم يرد التهيديد - وفي كلّ القرآن الكريم - للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في كتمان الرسالة الا في هذه الآية ، حيث جاء فيها إنك اذا لم تبلغ فإن جميع ما بلغته على امتداد 23 ‏سنة من الرسالة سيذهب أدراج الرياح ؛ لذا يجب التدقيق في أهمية مثل أمر بلغ بهذا ! .

‏- قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : (لو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي) (2) .

‏- وتحتوي هذه الآية على مجموعة من النكات ، ببيانها يتضح المراد من معنى الآية :

‏1. نزلت سورة المائدة في أواخر عمر النبي (صلى الله عليه وآله).

2. جاء التعبير - في هذه الآية - بـ (يا أيها الرسول) بدل (يا أيها النبي) ، دلالة علن رسالة مهمة.

3‏. جاء التعبير بالأمر (بلغ) بل الأمر (ابلغ) دلالة علن الإبلاغ القطعي والرسمي المهم.

4. لقد هُدد الرسول أنه إن لم يبلّغ هذه الرساله المهمة ، فإن جميع الرسالة ‏ستذهب هدراً .

5. لقد كان الرسول الأعظم يتخوّف من عواقب ذلك التبليغ فجاءته التسلية من الله تعالى أنا نعصمك من الناس ونحفظك منهم.

6. لم يكن خوف الرسول (صلى الله عليه وآله) على نفسه ؛ إذ إنه كان يبارز الأصنام وحيداً ولأيام طويلة ، وكانت له حروب وغزوات مع جيوش المشركين ، ولم يخف في كل تلك الأحداث ، وكان يرمي بالحجارة ويعذب أصحابه أشد العذاب ، فكيف لرجل هذا شأنه وفي أواخر عمره الشريف ومع كل هؤلاء الأصحاب أن يخاف على نفسه !

7. في الآية خطاب ورسالة يعادلان- بلحاظ الأهمية - جميع الخطابات التي كانت تنزل في كل مدّة النبوة ، ولو لم يصل هذا الخطاب الى الناس كانت جميع تلك الخطابات تذهب أدراج الرياح.

8. يجب أن يكون محتوى ذلك الخطاب مسألة أساسية وأصلية ؛ وإلا فليس من اللازم كل ذلك التهديد والوعيد إذا كانت تلك المسألة مسألة جزئية فردية.

9 ‏. لم يكن خطاب الآية مرتبطاً بالتوحيد او النبوة او المعاد ؛ ذلك لأن كل . هذه الأصول قد بينت في اول البعثة فى مكة ولم يكن هناك من حاجة لذلك الاصرار على تبليغ تلك الأصول في اواخر عمر الرسول (صلى الله عليه وآله).

10‏. وكذلك لم يكن خطاب الآية مرتبطاً بالصلاة او الصوم او الحج والزكاة والخمس والجهاد ؛ ذلك لأنها قد بينت علن امتداد ثلاث وعشرين سنة من دعوة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، وكان المسلمون يعملون بها ولم يكن هناك من خوف او قلق على ذلك.

‏إذن ما هو ذلك الخطاب المهم الذي نزل في اواخر العمر الشريف للرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) ؟

‏هناك الكثير من الروايات الواردة عند الشيعة والسنة تنجينا من التحيّر في الاجابة عن هذا السؤال وتوضّح لنا الطريق.

‏تقول الروايات : ان الآية مرتبطة بيوم الثامن عشر من ذي الحجة للسنة العاشرة من الهحرة النبوية في سفر حجة الوداع لنبي الاسلام (صلى الله عليه وآله) ، حيث كان (صلى الله عليه وآله) فى سفر العودة من الحج إلى المدينة فجاءه الأمر الإلهي في مكان يقال له (غدير خم) وأمره بالتوقف هناك ، وان يجتمع الجميع هي تلك المنطقة ، حيث الماء والتمر وحرارة جو الحجاز الشديدة ، وكانت تلك المنطقة محل افتراق قوافل اهل مكة واهل اليمن والعراق والشام والمدينة والحبشة.

‏فصعد النبي (صلى الله عليه وآله) في ذلك الجمع الحاشد من اصحابه على منبر كان قد ‏صُنع له من أقتاب الإبل وخطب بهم خطبة طويلة ابتدأها بالتوحيد والنبوة والمعاد ولم يشرع الرسول ببيان ذلك إلا وقد أخبرهم برحيله عن دار الدنيا ، وقد أشهد أصحابه على ذلك فأقر الجميع بكرامته وعظمته ورسالته (صلى الله عليه وآله) ، فعندما اطمأن (صلى الله عليه وآله) من أن صوته يصل الجميع في الجهات الأربع عندها بيّن خطابه المهمّ في ما يتعلق بمستقبل الرسالة فقال : (من كنت مولاه فعلي مولاه) وبهذه الصراحة أعلن خلافة علي (عليه السلام) ووصايته من بعده.

‏ولكن بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) ، ولما كانت الزهراء (عليها السلام) تطوف علن أبواب بيوت الناس وتقول : ألم تكونوا موجودين وتسمعون صوت رسول الله في غدير خم ؟

‏كانوا يقولون : كنا في غدير خم ، ولكن كانت هناك مسافة كبيرة بيننا وبين الرسول فلم نكن نسمع ما يقول ! والله أكبر من الكتمان ، ومن الخوف ، ومن هم الوفاء ، ومن الكذب على بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

‏نعم يأخذ الناس حقوقهم بشاهدين ، ولكنّ علياً (عليه السلام) لم يستطع أن يأخذ حقه مع وجود آلاف الشهود ، فالعياذ بالله من حب الدنيا ، ومن الحسد ، ومن البغض والحقد الذي كان يتربع في صور القوم من بدر وخيبر وحنين .

‏- قال الإمام الباقر (عليه السلام) : (بني الإسلام على خمس ، على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية ، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه) (3) .

‏- وقال الإمام الرضا (عليه السلام) : (أما بعد قول الله تعالى : {... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ، فإنه أزال كل تقية بضمان الله عز وجل ، وبين أمر الله تعالى ، ولكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده ... ) (4)

_______________
1. تفسير الفخر الرازي ، ج 12 ‏، ص 401 ‏، وتفسير المنار ، ج6 ، ص 384 ‏.
2. تفسير نور الثقلين ، ج1 ‏، ص654 ، وأمالي الصدوق ، ص 400 ‏.
3. الكافي ، ج2 ، ص 18 .
4. تفسير نور الثقلين ، ج1 ، ص 653 وعيون أخبار الرضا ، ج2 ، ص 138 ح 10 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .