أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1013
التاريخ: 22-4-2018
1732
التاريخ: 3-08-2015
1166
التاريخ: 3-08-2015
1058
|
إنّ لِدَعوة النبيّ الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) خصائصَ أهمُّها أربعة أُمور، نذكرها في ثلاثة أُصول:
[الاَصلُ الاول]: عالمية دعوة النبي الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسالته:
إنّ دعوةَ النبيّ الاَكرم ونبوَّتَه ورسالَتهُ، عالميةٌ، ولا تختصُّ بقومٍ دون قومٍ، ومنطقةٍ دون أُخرى. كما قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28].
ويقول أيضاً: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء: 107].
من هنا نرى كيفَ أنّه كانَ يستفيدُ في دعوته من لفظة (النّاس) وقال :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ} [النساء: 170].
نعم عندما بدأَ النبيُّ الاَكرمُ دعوَته كان طبيعيّاً أنْ ينذِرَ قومَه في المرحلةِ الاُولى، ويوجّه خِطابه إلى قومِهِ لينذرَ قوماً لم يُنذَرُوا مِن قَبل: { لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ} [السجدة: 3].
ولكنَّ هذا لم يكن ليعني أنَّ مجالَ رسالته محدودٌ بجماعةٍ خاصةٍ، وإرشادِ قومٍ خاصّين.
ولهذا السبب نرى القرآنَ ـ أحياناً ـ في الوقت الذي يوجّه دعوته إلى جماعة خاصّة، يعمد فوراً إلى اعتبار دعوته تلك حجةً على كلّ الذين يمكن أن تبلغَهُمْ دعوتُه. إذ يقول: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19]
إنّ مِنَ البديهيّ أنّ على الاَنبياء أنْ يَبدأوا أقوامَهم في البداية سواء أكانت دعوتهم عالميّة، أم محلِّية.
وهذا هو القرآنُ الكريم يُذَكّرُ بهذه الحقيقة:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4].
[الاصل الثاني]: إنّ نبي الاِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم الاَنبياء:
إنّ نبوّة رسول الاِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) نبوّةٌ خاتمةٌ، كما أنّ شريعته كذلك خاتمةُ الشرائع، وكتابهُ خاتمُ الكتب أيضاً. يعني أنّه لا نبيَّ بعدَه، وأنّ شريعَتَه خالدةٌ، وباقيةٌ إلى يوم القيامة. ونحنُ نستفيدُ من خاتميّة نبوّته أمرين:
1. إنّ الاِسلام ناسخٌ لجميع الشرائعِ السابقة، فلا مكانَ لتلك الشرائعِ بعد مجيَ الشريعةِ الاِسلاميةِ.
2. إنّه لا وجودَ لِشَريعةٍ سماويةٍ في المستقبل، وادّعاء أي شريعة بعد الشريعة الاِسلامية أمرٌ مرفوضٌ.
إنّ مسألة الخاتميّة طُرحت ـ في القرآن والاَحاديث الاِسلامية ـ بشكلٍ واضحٍ، بحيث لا تترك مجالاً للشك لاَحد.
وفيما يأتي نشيرُ إلى بعضها في هذا المجال :
{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 40](1).
والخاتَم هو ما يوضع في الاِصبع من الحُليّ، وكان في عصر الرسالة يُخَتُم بفصّه على الرسائل، والمعاهدات، ليكونَ آيةً على انتهاءِ المكتوب.
وفي ضوء هذا البيان يكون مفاد الآية هو أنّ كتابَ النبوّات والرسالات خُتِم بمجيء رسول الاِسلام فلا نبيَّ بعدَه، كما يُخَتمُ الكتاب بالخاتَم، فلا كلا مَبعدَه.
على أنّ لفظَ الرسالة حيث إنّه ينطوي على معنى إبلاغ أشياء (الرسالة) يتلّقاها النبي عن طريق الوحي (النبوة)، لهذا فإنّ من الطبيعي أنْ لا تكونَ الرسالة الاِلَهيّةُ من دون نبوّة، فيكون ختم النبوات ملازماً ـ في المآل ـ لختم الرسالات.
ثم إنّ في هذا المجال أحاديث وروايات متنوّعة، وعديدة، نكتفي بذكر واحد منها وهو حديثُ «المنزلة».
فعندما كان رسولُ الاِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ يريد أنّ ـ يتهيّأَ لغزوة تبوك، خلّف الاِمامَ عليّاً عليه السلام في المدينة وقال له: «أما ترضى أنْ تكونَ منّي بِمَنزلةِ هارونَ مِن مُوسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بَعدِي».
هذا وثمَّت مجموعةٌ من الاَحاديث المتواترةِ إجمالاً ترتبط بالخاتميّة عدا حديث «المنزلة» المتواتر نُقِلَت ورُوِيت في الكتب.
[الاصل الثالث]: كمال الدين الاِسلامي:
إن سرَّ خلودِ الشريعة الاِسلامية يَكْمُنُ في أمرين :
أ: إنّ الشَريعة الاِسلامية تُقَدّمُ لضمان وتحقيق حاجة البَشَرِ الطبيعيّة والفطريّة، الى الهدايات الاِلَهيّة، أكمل برنامج عُرِف بحيث لا يمكن تصوّر ما هو أفضل وأكمل منه.
ب : بَيَّنَ الاِسلامُ في مجال الاَحكام العمليّة كذلك سلسلةً من الاُصول والكليّات الجامعة والثابتة التي يمكنها أن تلبّي الحاجاتِ البشريةِ المتجدّدةِ والمتنوعة أوّلاً بأوّل.
ويشهد بذلك أنّ فُقَهاء الاِسلام (وبالأخص الشيعة منهم) قدروا طوال القرون الاَربعة عشرة الماضية أنْ يلبُّوا كلّ إحتياجات المجتمعات الاِسلامية على صَعيد الاَحكام، ولم يَحْدُث إلى الآن أن عَجَزَ الفِقْهُ الاِسلاميّ عنِ الاِجابة على مُشكلةٍ في هذا المجال...
_______________
(1) لا تنحصر الآياتُ الدالّة على خاتميّة رسول الاِسلام في هذه، بل هناك سِت آيات قرآنية في هذا المجال تدلّ على خاتميته. راجع كتاب مفاهيم القرآن: 3 | 130 ـ 139 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|